728 x 90



img

ها قد هل هلال رمضان المبارك بكل ما فيه من خيرات وبركات وهو شهر عظيم خصه الله تعالى من بين أشهر السنة كلها بخصائص وفضائل لا تكون في سواه. وخص الله تعالى فيه ليلة هي خير من ألف شهر. شهر رمضان مناسبة عظيمةتستنهض النفوس وتحرك القلوب امتثالاً لله علام الغيوب.

Ramadan.pdf

img

كثير من الناس يسيرون في هذه الحياة الدنيا على وتيرة واحدة، وأعمال ثابتة متكرّرة فاقدة للحياة، ليس الخطأ في تكرارها أو ثباتها ولكن الخطأ هو عدم امتدادها إلى ميادين واجبة أخرى، ميادين الحياة الحقيقية، ميادين الإيمان والعمل به.

النوم والاستيقاظ والطعام والذهاب إلى العمل والعودة ولقاء الأهل وصلة الأرحام وغير ذلك من متطلبات الحياة كله ضروري ويجب أن يهتمّ به الإنسان لأنها سنة من سنن الله في الحياة الدنيا، فليس تكرارها يفقدها الحيوية والنشاط ولكن انعزالها على نفسها هو الذي يفقدها حيويتها ونشاطها والمهمة الأساسية لها فتتحوّل إلى صورة من صور الخدر أو تنغمس في ميدان اللهو والعبث تقتل به الوقت والحياة.
ملفات

Ramadan1.pdf

img

السبت، 23 مايو 2015 12:53 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
الإيمان والصحة النفسية

لقد اهتم علم الصحة النفسية اهتماما كبيرا بالوقاية من الإضراب والمرض النفسي، أو ما يطلق عليه البعض «التحصين النفسي» وكلنا يعرف المبدأ الذي يقول: الوقاية خير من العلاج، والوقاية في حد ذاتها من المرض النفسي لا بد من معرفة أسباب المرض وإزالتها، ونعمل على ضبطها والتقليل من آثارها وتهيئة الظروف التي تحقق الصحة النفسية.
ولكي تتحقق لنا الصحة النفسية يجب أن نعطي اهتماما كبيرا ببناء شخصية الفرد بناء صحيحا قائما على مبادئ الحق والفضيلة، وقد اهتم ديننا الإسلامي اهتماما بالغا بتنشئة الفرد المسلم، وتربيته وتعديل سلوكه وتصحيح عقيدته وتحقيق إنسانيته، وتتكون شخصية الفرد المسلم من خطين رئيسين يندمجان مع بعضهما البعض ليوجها معا سلوكه، وهذان الخطان هما العقيدة والشريعة، قال تعالى: «بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» البقرة.
وللوقاية من الاضطراب والمرض النفسي ينصح خبراء علم النفس بأمور تساعد الإنسان على الصحة النفسية أولها: الإيمان بالله تعالى؛ فهو عماد الحياة الروحية ومنبع طمأنينة النفس ومصدر سعادتها، والإيمان بالله تعالى عنوان الصحة النفسية بشرط أن تظهر آثار هذا الإيمان في سلوك الإنسان وعمله الصالح.
والإيمان بالله تعالى أمر فطري في الإنسان، فهو يشعر في أعماق نفسه بدافع يدفعه إلى البحث والتفكير لمعرفة خالقه وخالق الكون، وإلى عبادته والتوسل إليه والالتجاء إليه والاستعانة به عندما تحيط به الأخطار وهو يجد في حمايته ورعايته الأمن والطمأنينة، والإيمان بالله تعالى يبعد الإنسان عن اليأس والجزع ويهون عليه المصائب، قال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ».
وتقوى الله.. فالتقوى تنير البصيرة وتجعل الإنسان قادرا على التفريق بين الحق والباطل، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا»، ومن ثمرات التقوى الأمن النفسي والتوفيق والتأييد والنصر في الدنيا والثواب والرحمة في الآخرة.
وحب الله.. فحب الله هو الإيمان الحق الذي تبدو آثاره في سلوك الإنسان، ومن أحب الله وأحب رسوله وجد حلاوة الإيمان، قال تعالى: «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار».
وخشية الله.. فخشية الله والخوف من عقابه تؤدي إلى طاعته والبعد عن الشر والشهوات وتريح الضمير وتؤدي بالإنسان إلى السلوك السليم وتجعله صالحا في الجماعة الإنسانية، قال تعالى: «وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ».
والشكر لله.. فأن تتعرف بفضل الله وإحسانه وتثني عليه وتحمده، وإظهار آثار نعم الله على لسانك ثناء واعترافا، وعلى قلبك شهادة ومحبة، وعلى جوارحك انقيادا وطاعة، والشكر واجب على العبد نحو خالقه، فيه منفعة تعود على الشاكر حيث يطهر نفسه ويقربها من الله ويوجهها الوجهة الصالحة، قال تعالى: «وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ».

الإهمال في تربية الأبناء

إن وجود الأسرة هو امتداد للحياة البشرية وسر البقاء الإنساني، ولما كانت الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع الصالح فقد رعتها الأديان عموما والدين الإسلامي خاصة إذ يقول الله تعالى: «المال والبنون زينة الحياة الدنيا» وتعد الأسرة وحدة أساسية في بناء المجتمع.
وحينما يترك الوالدان الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه أو تنبيه ومحاسبة على سلوك خاطئ وقد يعود هذا لانشغال الأبوين كل بمسؤولياته وحياته بعيدا عن الأسرة والأبناء يفسرون ذلك على أنه نوع من النبذ والكراهية والإهمال فتنعكس بآثارها سلبا على نموهم النفسي.
عندما يقدم الطفل للأم عملا قد أنجزه وسعد به تجدها تحطمه وتنهره ويصاحب ذلك أحيانا السخرية والتحقير للطفل، وتسخر من عمله ذلك وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك الأمور التافهة كذلك الحال يحضر الطفل درجة مرتفعة ما في إحدى المواد الدراسية لا يكافأ ماديا ولا معنويا بينما إن حصل على درجة منخفضة تجده يوبخ ويسخر منه، وهذا بلا شك يحرم الطفل من حاجته إلى الإحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد مكانته في الأسرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه لهم.
ويتوقف نمو المجتمع وتقدمه على مدى تماسك الأسرة وقدرتها على أداء وظائفها بكفاءة وفاعلية ومن هذه الوظائف القيام بإشباع حاجات أفرادها وتوفير المناخ الاجتماعي والصحي والعاطفي الملائم لهم، وتطبيق أسس التربية السليمة لتنشئة جيل واع ومتوازن ينهض بهذا المجتمع.
ومن المعروف أن الأسرة تتكون من أم وأب وطفل وقد تشمل في بعض الأحيان أفرادا آخرين من الأقارب.
والأبناء هم اللبنة الأساسية في الأسرة، وإن تنشئة أطفال أصحاء يؤدون دورهم في بناء المجتمعات هو الهدف السامي الذي تسعى إليه الأسرة العامة.
وتعتبر الطفولة هي المرحلة المبكرة في دورة حياة الإنسان التي يعتمد فيها على الآخرين المحيطين به، وحسب تعريف الأمم المتحدة فإن الطفل هو كل إنسان دون سن الثامنة عشرة، وفي الإسلام فإنه يعتبر طفلا إلى مرحلة البلوغ.
تشكل الأسرة شخصية الطفل وتؤثر على نموه النفسي والصحي والاجتماعي، وفي بعض الحالات قد لا تقوم بعض الأسر بالدور المنوط بها بسبب بعض الصعوبات التي قد تعيقها عن أداء وظائفها، مما يسبب ظهور صور جديدة ومتغيرة من الظواهر والمشكلات منها ظاهرة الإهمال وإساءة معاملة الأطفال.
فالإساءة تتسم بالاستمرارية وتتمثل غير مناسب من الرعاية، وتسهل ملاحظته من قبل الأشخاص القريبين من الطفل، وتحصل الإساءة عندما يتصرف الوالدان بشكل يؤدي إلى إلحاق الضرر به عن قصد، إما لحقد أو كراهية أو لضعف في النفس البشرية.
أما الإهمال فهو يعبر عن الفشل في توفير الرعاية المناسبة للطفل من المسكن والملبس، والغذاء والتربية والتعليم والتوجيه والرعاية الطبية وغيرها من الاحتياجات الأساسية الضرورية لتنمية القدرات الجسدية والعقلية والعاطفية، وغالبا ما ينتج عن جهل أو عدم مبالاة أو من دون قصد.

فراغ عاطفي بين الزوجين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا امرأة متزوجة منذ أربع سنوات.. ولكن زوجي لا يهتم بأي شيء، ولا أسمع منه كلمة حلوة أبدا.. ولا يطيق أبداً الجلوس بجانبي، عندي 2 من الأولاد وهم أشقياء جدا.. حتى سوالف تغيير ما يسولف معي.. وبخصوص التقنية صار يصرف النظر بالجلوس معي.. ولا أدري أيش أعمل.. أنا مقهورة جدا.. بالنسبة لي لا أمتدح نفسي.. وإنما أنا عكسه تماما.. أمتدحه دائما وأشكره.. وأحاول أن أجلس بجانبه.. فيقوم من جانبي.. أتجمل وأتعطر.. ولكن ذلك لا يقربه مني.. فما الحل؟؟ ولا أعلم هل العيب مني أم منه؟؟. أختكم أم حمد.

الإجابة: أختي السائلة أم حمد حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك مع موقع وياك للاستشارات النفسية، وعلى ثقتك العالية فينا، ونسأل الله تعالى أن نكون عند حسن ظنك بنا..
قبل أن أجيبك على سؤالك ما أدري هل الزواج الذي تم بينكما زواج تقليدي أم هو زواج عن قناعة منك ومنه وبموافقتك وموافقة الزوج، وغالبا المشاكل التي تحدث سببها هو الزواج التقليدي، المرأة لا تعرف الرجل، والرجل لا يعرف المرأة، وعند اللقاء يتم بينهما التصادم والاحتكاك، وعدم تقبل طرف للطرف الآخر، ونادرا ما ينجح الزواج التقليدي، وسأبرر لك أختي السائلة هذا الأمر، أولا أنت تعلمين أن ظروف الحياة قد تغيرت فحياتنا اليوم ليست كما كانت بالأمس أيام آبائنا وأمهاتنا، فكانوا يرضون بأي شيء ويتقبلون أي شيء، ويصبرون على أي شيء، ويتحملون أي شيء من أجل الحفاظ على الأسرة والعادات والتقاليد، والخوف من العار الذي يلحق بالمرأة إذا تطلقت، ولكن اليوم تغيرت الأفكار وتغيرت المصالح وتغيرت النفوس، وتغيرت الطبائع، ولهذا نجد غالبية الأزواج يشتكون من عدم وجود توافق بينهما سواء من الرجل أو المرأة.
والحالة التي تعانين منها أختي السائلة هو عدم وجود توافق عاطفي بينك وبين زوجك، فعدم وجود ثقافة زوجية، وجهل بالحياة الزوجية أدى إلى نفور الزوج وعدم تقبل أي شيء يأتي من الزوجة.. طبيعة زوجك سلبي أختي الفاضلة، قد يكون هذا السلوك ناتج عن تربية أسرية أو طبيعة مرضية، ولكن في كل الحالات لا تيأسي حاولي أن تواصلي طريقتك في تعاملك مع زوجك، ودائما أظهري له الجديد، وتقربي منه أكثر، ودائما ضعي نصب عينيك أن الأولاد هم الهدف الأول والأخير في حياتكما الزوجية، فحافظي على رأسمالك، وزادك.
العيب ليس فيك أختي الفاضلة، ولكن كما قلت ليس هناك جسر تواصل عاطفي بينك وبين زوجك، ولكن هذا الأمر يحتاج منك على صبر لبناء هذا الجسر.. وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
– في كل الأمور يتوقف النجاح على تحضير سابق، ومن دون مثل هذا التحضير لا بد أن يكون هناك فشل.
– إن قضاء سبع ساعات في التخطيط بأفكار وأهداف واضحة لهو أحسن وأفضل نتيجة من قضاء سبع أيام من دون توجيه أو هدف.
– الحكمة الحقيقية ليست في رؤيا ما هو أمام عينك فحسب بل هو التكهن ماذا سيحدث بالمستقبل.
– اغرس اليوم شجرة تنم في ظلها غدا.
– عندما تعرض عليك مشكلة أبعد نفسك عن التحيز والأفكار المسبقة، وتعرف على حقائق الموقف ورتبها ثم اتخذ الموقف الذي يظهر لك أنه أكثر عدلا وتمسك به.
– خلق الله لنا يدين لنعطي بها، فلا يجب إذا أن نجعل من أنفسنا صناديق للادخار، وإنما قنوات ليعبرها الخير فيصل إلى غيرنا.

همسات
– تجنب العنف اللفظي والعملي، وابتعد عن كثرة الملامة والعتاب.
– امزج مع التوجيه والنصح الابتسامة الصادقة والدعاء لهم بالخير.
– اختر الوقت المناسب للتوجيه دون إفراط أو مبالغة.
– لا بأس من التغافل – أحيانا – عن بعض أخطاء الطفل، لاسيَّما العفوية منها.
– إذا احتاج الطفل إلى تأديب فلا بد من الرفق والتوسط في العقاب.
– الحوافز والتشجيع والثناء لها دور كبير في استقامة السلوك.

img

السبت، 09 مايو 2015 02:08 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
رياضة النفس

تهدف رياضة النفس إلى جعلها تفكر في الحياة بطريقة منطقية واقعية، تنمي فيها أفكار ومشاعر السعادة، منها الرضا والتفاؤل والثقة والمحبة، والتسامح والألفة والعفو، وحسن الظن بالنفس والناس والحياة.
فهذه الأفكار والمشاعر أساس الصحة النفسية، ومصدر السعادة ومنبع الأعمال الجالبة لحسن الخلق، ويمتد تأثير هذه الأفكار والمشاعر إلى حفظ الصحة الجسمية والوقاية من الأمراض وسرعة الشفاء منها.
فقد تبين من دراسات عديدة أنها تنشط أجهزة المناعة في الجسم، فتعمل بأقصى وسعها في مقاومة الأمراض، فهناك دراسة قام بها دافيد ماكليلاند على طلبة من جامعة هارفارد، شاهدوا أفلاما فيها مشاعر حب ومودة وصداقة، فوجد زيادة في نشاط جهاز المناعة ضد البرد، وانتهى إلى أن أجهزة المناعة تعمل بكامل وسعها عندما يكون تفكيرنا واضحا ومشاعرنا مفرحة، وانفعالاتنا سارة.
وتكمن أهمية رياضة النفس في تنمية أفكار ومشاعر السعادة والتجاوب معها، وتحويلها إلى عزم وإرادة وعمل، وفي التخلص من أفكار ومشاعر الشقاء والقلق.
كما تهدف رياضة النفس إلى تنمية جهاز الإلهامات والتخلص من الوساوس والأفكار التسلطية، وتوليد الأفكار الطيبة والمشاعر السارة، والتعود على السلوكيات الجالبة لحسن الخلق، وتقوم هذه الرياضة على المداومة على ذكر الله تعالى، والسيطرة على الشهوات ومجالسة أهل الخير، والامتناع عن مجالسة رفاق السوء، والتخلص من الوساوس، فالتخلص من الوساوس يجعل الذهن مهيئا لاستقبال أفكار ومشاعر السعادة.

القلق من المستقبل

إن حالة التطور المستمرة للحياة بمختلف جوانبها جعلتها حياة عصرية متسارعة في التغيير، وهذه التغيرات قد تثير حالة من القلق لدى الأفراد المتمثلة بالخوف والتوتر لما يخفيه المستقبل لهم. فاستمرارية التغير هذه تؤدي إلى الزيادة في القلق تجاه المستقبل؛ لذا يجب التخطيط لمواجهة التحديات المقبلة وما تخفيه الأيام من مفاجآت، ووضع الأهداف والخطط التي يمكن تحقيقها حتى تجعل الحياة ذات معنى ومفعمة بالتفاؤل والاتزان، بعيدة عن الخوف والتوتر والقلق والتشاؤم والتي قد تؤدي إلى حالات من الاكتئاب واليأس. فالأفكار الخاطئة تولد قلق المستقبل للشخص؛ إذ تجعله يحرف الواقع برؤيا غير حقيقية وكذلك المواقف والأحداث برؤيا غير صحيحة، ما يدفع به إلى حالات من الخوف والتوتر قد تفقده السيطرة على مشاعره وأفكاره، وهذا بدوره يساعد على عدم الأمن والاستقرار النفسي للشخص، ولكن نلاحظ في بعض المواقف الإيجابية وإن كانت بسيطة لكن تأثيرها كبير على الشخص، قد تعيد إليه الفرح والتفاؤل والسعادة في الحياة، والعكس عند تذكر بعض المواقف المؤلمة له أو لصديق أو لقريب فقد تزيد القلق لديه وتزيد من النظرة التشاؤمية لحاضره ومستقبله والشعور بالخوف من الموت والخوف من مواجهة المواقف المستقبلية بالشكل الإيجابي والصحيح، وتدفع به إلى الانطواء والعزلة واتباع أساليب الحيل الدفاعية اللاشعورية غير السوية، فقلق المستقبل يشكل مزيجا من الأمل في تحقيق الأهداف والخوف والرعب في الوقت نفسه. لقلق المستقبل تأثير سلبي على سلوك وشخصية الفرد، وهذا بدوره يؤثر وبشكل سلبي على حياته وتطلعاته للمستقبل لتجعل منه شخصاً يعيش ليومه بأجواء من الخوف والحزن والقلق والتشاؤم لما سيأتي به المستقبل وما يخبئه المجهول. يحيا حياة تفتقر لحالات التغيير والتطور للأحسن، بل حياته تسودها الروتينية في كل شيء لا يقبل فيها التجديد خوفاً من المفاجأة التي تمثل له مواقف صعبة، وكونه لا يملك الحلول ولا الإمكانات الكافية للتعامل مع هذه التحديات حتى وإن كانت بسيطة، وإن حدث مثل هذا الشيء تراه يلجأ لوسائل دفاعية ذاتية (الكبت، الإزاحة وغيرها) كوسائل للتقليل من شأن هذه الحالات السلبية، ونراه قد يستغل علاقاته الاجتماعية كوسيلة لتأمين مستقبله الخاص، هذا التأثير قد يمتد لشخصية الفرد ليجعل منه شخصاً متصلباً ومتعنتاً بالرأي منفعلاً لا يقبل برأي الآخرين من حوله، وحتماً يؤدي إلى حالات من الاصطدام بالآخرين بحيث لا يترك له صديقا ليبقى في عزلة وحزن وتشاؤم، وبهذا يكون غير قادر على تحقيق ذاته، عاجز عن البت في الأمور ومتردد في اتخاذ قراراته، معرض للانهيار العقلي والبدني. فلماذا إذن الخوف من المستقبل ما دمت في معية الله وفي حماية ملك الملوك، ألم تقرأ قول الله تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا يحزنون} يونس 12، أما الذي هو بعيد عن طريق الله تعالى فيشعر كأنه مثل اليتيم في هذا الكون ليس له صلة بمالك الملك ومدبر الأمر، فمن ينصره من بعد الله؟

الزوج والاهتمام بالأسرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولا أشكركم على تفاعلكم مع جمهوركم وتوجيهاتكم القيمة.. ومشكلتي التي أتمنى أن تساعدوني في حلها هي مع زوجي.. أحس أنه غير مهتم بالبيت، لا يبالي بي ولا بأولادنا، رغم أننا مررنا على مركز الاستشارات العائلية وتم الإصلاح بيننا، ولكن المشكلة ما زالت في زوجي، أحسه إنسانا غير فعال، إنه إنسان لا يهتم إلا بنفسه.. يحب نفسه فقط ويحب راحته.
أعطوني حلا للتعامل معه، هل أطلب منه أن ننفصل بدل أن نبقى زوجين على الورق وأمام الناس فقط؟ والله إنه بعد الولادة لم يجلس معنا في البيت ولو لمرة واحدة، فهو إما نائم أغلب الوقت، أو يقفل عليه باب الغرفة، أو يخرج لساعات ويأتي متأخرا للمنزل، ونكون نحن نائمين.. وأنا بيني وبينكم أصبحت أفضل الانفصال، ولكن أريد استشارتكم حول مشكلتي، فهذا الزوج أصبح ثقيلا علي وعلى أبنائه.
أرجو الرد على استشارتي في أقرب وقت.. وأنتظر منكم حلا يناسب ما نحن فيه، وأن يكون في مصلحة الأبناء قبل كل شيء.. أختكم.. أم فهد.

الإجابة: أختي الفاضلة أم فهد حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك مع موقع «وياك للاستشارات» وجمعية أصدقاء الصحة النفسية، وعلى ثقتك العالية بنا، ونسأل الله تعالى أن نكون عند حسن ظنك.
بالنسبة لمشكلتك مع زوجك هي ليست وليدة اليوم، وإنما كما يبدو أنها ناتجة عن تراكمات سابقة لم يتم الانتباه إليها أو المسارعة في حلها في وقتها، وأنت ذكرت أنك مررت في الاستشارات العائلية وتم التحدث معك وتوجيهك إلى الأفضل والأحسن، وتم معالجة المشكلة ولو بنسبة %50، ولكن الأمر كان يحتاج إلى متابعة واستمرارية في النصح والإرشاد والتوجيه.
الحياة الزوجية التي عقدت بينك وبين زوجك لم تكن مبينة على قاعدة صحيحة صُلبة، وإنما كانت على قاعدة هشة، تهتز وتتأثر بأي مشكلة تحدث في البيت، ولو كانت تافهة، الحب الذي كان بينك وبين زوجك لم يكن حبا حقيقيا وإنما مبني على مصالح شخصية، سواء منك أو منه، ومن أجل قضاء متعة وشهوة فقط، وسرعان ما يزول بزوال الطلب، وتعود الأمور إلى ما كانت عليه أو أسوأ من ذلك.
المشكلة التي أثرت في حياتكما الزوجية هي عدم فهم بعضكما لبعض، وهذا أكبر عائق في الحياة الزوجية، وكثير من الأسر تشتكي من عدم فهم بعضهما لبعض، فالزوجة تقول إن الزوج لا يفهمني، والزوج يقول إن الزوجة لا تفهمني، ولا عمرها ستفهمني.. إذن الخلل كان من البداية، ومن أول خطوة في الحياة الزوجية، ولو أن كل واحد منكم فهم الآخر لتجاوز وغفر وسامح عن زلات الآخر، وعلم أن قدسية الحياة الزوجية أكبر من هذه المشاكل كلها.
يجب أن تعلمي أختي الفاضلة أن طبائع الناس تختلف من واحد إلى آخر، حتى ولو كانوا من أم واحدة وأب واحد يكون بينهما اختلاف في الطباع والتفكير والذوق والأحاسيس والمشاعر، وبلا شك أنك تختلفين عن زوجك في كل هذه الأمور، ويجب أن تجتمعا على شيء واحد وهو الذي يوحدكما ويكون تفكيركما منصبا فيه هو مصلحة الأولاد والأسرة قبل كل شيء.
زوجك قد يكون لديه سلوكيات خاطئة: عصبي، غير مبالٍ، غير مهتم، لا يعطي بالاً للآخرين، لسانه سليط.. ولكن كل هذه السلبيات لو تأملنا فيها، وتأملنا في مصلحة الأسرة والأولاد، لوجدنا أنه يمكن تجاوزها أمام المصلحة الكبرى للأسرة، وأن المواجهات والصراعات مع الزوج لن تجدي شيئا، ولن توصلنا إلى حل، فلنحاول أن نحتويها بقدر الاستطاعة، وأنا أعرف أن هذا الأمر قد يكون عليك صعبا.. ولكن لا تيأسي، وما ذلك على الله بعزيز، والتغيير وارد في أي لحظة، وكم من زوج كان سيئ الطباع تغير، وأصبح حسن الطباع، اذكري دائما إيجابيات زوجك، أكيد أن كل إنسان لديه سلبيات وإيجابيات، فزوجك لديه من الإيجابيات سواء ظاهرة أم خفية، فحاولي أن تعززيها حتى تكون لك سندا في تغيير سلوك زوجك، والسلبيات حاولي كما قلت لك أن تحتويها إذا لم تستطيعي أن تعالجيها، والاحتواء يكون بالإهمال وعدم التفكير فيها.
أختي الفاضلة لا تدخلي أهلك في أي مشكلة حصلت بينك وبين زوجك، فبيتك أمانة حافظي على هذه الأمانة، وحاولي أن تذكري زوجك أمام أهلك بخير، وألا تخبريهم بكل ما حدث لك فهذا يكون وبالا عليك، ولا أحد ينسى مشاكلك.
بالنسبة لحق زوجك الشرعي لا تحرميه من ذلك، أعطيه ما يريد من حقوقه، ولا تبادليه بالمثل وادفعي بالتي هي أحسن، ولا تحملي الحقد والكره لزوجك، فهذا زوجك وشريك حياتك وقبل كل شيء أفضى لك وأفضيت له، وأب أولادك، ولا تحقري من المعروف شيئا فكلمة طيبة لمسة حانية أو اقتراب من زوجك والجلوس معه على الانفراد قد يكون فيها الخير الكثير.. وأذكرك أختي الفاضلة لا تنسي أن تطرقي باب الحي القيوم بالدعاء بأن يصلح لك زوجك ويغير من حاله، وأن يحفظ لك أولادك، ويديم بينكما المودة والرحمة.. وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
• اهتم بغذاء الروح والعقل.
• لا تكثر من الشكاوى.
• إنسان من دون هدف كسفينة من دون دفة كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور.
• ليست الأهداف ضرورية لتحفزنا فحسب بل هي أساسية فعلا لبقائنا على قيد الحياة.
• السعادة تكمن في متعة الإنجاز ونشوة المجهود المبدع.
• إن الاتجاه الذي يبدأ مع التعلم سوف يكون من شأنه أن يحدد حياة المرء في المستقبل.
• إن الاكتشافات والإنجازات العظيمة تحتاج إلى تعاون الكثير من الأيدي.

همسات
• تعامل مع الأولاد حسب العمر الزمني والنضج العقلي والعاطفي.
• استغل فرصة حب الأولاد للمسامرة مع الوالدين في التوجيه والنصح.
• لا ينبغي الانشغال التام عن الأولاد بأي أمر كان.
• سلم على الأولاد وحادثهم وحاورهم ومازحهم وعلمهم.
• اهتم بالسنوات الست الأولى فلها أهمية بالغة في تكوين شخصية الطفل.
• المداعبة والمزاح إلى حد التصابي مع الأولاد لا يقلل من الهيبة بل يزيدها.
• ابدأ معهم قراءة كتاب أو دربهم على مهارة جديدة واترك لهم فرصا للإنجاز.

img

لسبت، 02 مايو 2015 12:57 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
مراحل التفكير عند الطفل

يتمتع الطفل منذ الولادة بإطار بيولوجي موروث، متمثل في أعضاء الجسم وأجهزته والدماغ الذي يتكون من بلايين الخلايا، ونتيجة لمرور الطفل بمراحل نمائية مختلفة وتعرضه لخبرات علمية يأخذ الدماغ بالتغير من الناحية البيولوجية والناحية الوظيفية ثم يصل إلى مستوى من التغيرات الوظيفية للنمو المعرفي وهناك ثلاثة عوامل تؤثر في تغير التفكير عند الطفل وهي:
1. النضج البيولوجي للطفل وهو ما يمكنهم من التفاعل مع البيئة الاجتماعية بتوفير شروط النمو العقلي والمعرفي.
2. التنشئة الاجتماعية والثقافية: إذ تسهم في زيادة الخبرات عند الأطفال وتؤثر في النمو المعرفي.
3. العوامل الاقتصادية والمادية ولها تأثير واضح في النمو المعرفي عند الأطفال حيث يؤثر المستوى الاقتصادي في توفير البيئة الملائمة المليئة بالميزات والمحفزات التي تلعب دوراً مهما في تطوير تفكير الطفل.
4. التفكير العملي: توازي هذه المرحلة مرحلة العمليات الأولية عند «بياجيه التي تبدأ من
سن 7-12 سنة ومن مميزاتها اكتساب المعلومات ويتم ذلك عن طريق الاستكشاف.
أمثلة التفكير العملي:
1. عمليات التشكيل بالمعجون بطريقة معينة وعمل
أشكال مختلفة.
2. يضيف الطفل معلومات جديدة وذلك بعمل أشكال مختلفة من المعجون بهذا يكون قد أضاف بعداً عقلياً جديداً لمعلوماته مثل الطول والعرض.
3. اكتساب مهارات الجمع والطرح من تفاعله مع البيئة والأشياء المحسوسة كجمع النقود وطرحها مثلاً أو جمع الأشياء الأخرى.
4. حفظ الأرقام والأشياء وعكسها.
يرى بياجيه أن التفكير المنطقي لا وجود له عند الطفل في السنوات الأولى من عمره لأنه عاجز عن إدراك ما بين المقدمات والنتائج من علاقات منطقية وقد يعكس ذلك.
ويبدأ الطفل بالتدرب على نوع من التفكير ما بين 11-12 سنة ويقوم هذا النوع من التفكير على احترام المنطق بغض النظر عن مادة الفكر أو الاهتمام بالمقدمات مطابقة أم غير مطابقة للواقع، فقبل هذه السن يصعب عليه التفكير في مقدمات نفترضها ونسلم بها.
وما يدل على أن الطفل لا تتكون لديه القدرة على التفكير المنطقي إلا في نهاية مرحلة الطفولة المتأخرة، ومثال ذلك لوحظ أن الطفل قبل العاشرة لا يستطيع أن يكشف عن الخطأ في العبارة التالية: لي ثلاثة إخوة هم أحمد وعلي وأنا.
وفي أبحاث للمفكرين مثل بيرت في إنجلترا و(هزلت ونيتشه) في فرنسا، تتلخص أبحاث هؤلاء العلماء أن الأطفال في سن السابعة باستطاعتهم الربط بين موضوعين وإدراك العلاقة بينهما، ولكن هذا في حال ملائمة المادّة المستخدمة لقدراتهم وكونها مألوفة لديهم.

مهارة حل المشكلات

عندما يواجه الإنسان شيئاً يمنعه من الوصول إلى هدفه أو يعترض مسيرته نحو تحقيق أحلامه.. فإنه يشعر بالتوتر والإحباط.
فهنا عليك أن تبدأ بتفحص وتحديد مشكلتك الرئيسية وحصر المعلومات المتعلقة بها، قم بعزلها عن المشكلات الأخرى الثانوية… وحاول أن تفهم جيداً كيف نشأت تلك المشكلة؟ وما هو دورك الحقيقي فيها؟ ثم ابدأ في وضع الحلول التي تطرأ على ذهنك واكتب كل ذلك في مفكرتك،
بعد ذلك استبعد الفروض والحلول الضعيفة، وابدأ بتطبيق أفضل الحلول على أرض الواقع، وإذا لم يصلح الحل الأول.. انتقل إلى الحل الثاني، وعليك أن تعرف أن حل أي مشكلة لا بد أن يتضمن مكاسب وخسائر،
كما يجب أن تدرك ضرورة أن تتعرف على القوى والأسباب التي تؤدي إلى هذه المشكلة، وأن توجد أنسب الحلول التي تمكنك من اختراق تلك القوى لتفتيت المشكلة إلى أجزاء يسهل التعامل معها.
فالاسترخاء الذهني والروحي وطرد أو إعاقة الأفكار المشوهة والمخاوف والمبالغات الانفعالية ثم غرس قيم ومفاهيم إيجابية عن التسامح والعفو ونبذ الغضب والثبات الانفعالي، كذلك فإن محاكاة سلوكيات ومواقف الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة وكيفية معالجتهم لمثل هذه المواقف يستطيع الشخص أن يعدل من استجاباته وأن يحاكي هؤلاء العظماء وقوتهم النفسية في اجتياز هذه الاختبارات الصعبة بمهارة وثقة وثبات.
فالشخص الذي يعاني من سرعة الاستثارة الانفعالية والغضب عليه أن يغرس في ذهنه ويكرر باستمرار قوله تعالى: «فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» المائدة 13، وقوله تعالى: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ» فصلت 34، «وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ».
والخلوة تمنح صاحب المشكلة ذهناً صافياً فيرى ويحلل أسبابها بدقة بحيث يستطيع أن يتعامل مع المشكلة من دون اندفاعات حمقاء تعطل التفكير السليم، وهي من العوامل التي تؤدي إلى الوصول لحلول جيدة ومبتكرة،
وهناك بعض الخطوات التي تيسر الوصول إلى حلول إيجابية للمشكلات.. نذكر منها:
1- احترام الخصم وتجنب استخدام الألفاظ أو التلميحات الجارحة.
2- الهدوء والثبات والثقة في النفس؛ وأن يلتقي بصرك بالخصم من دون استفزاز ودون أن تهتز أو تنفعل.
3- يُفضَّل أن تنتظر حتى تسمع وجهة النظر الأخرى كاملة.
4- عندما تفاجأ بمعركة أو هجوم لست مستعداً له.. أعلن بحزم أن المناقشة مع الانفعالات لن تصل إلى نتيجة، ويمكنك الانسحاب للتحقق من المعلومات أو الكلام الذي طرح.. أو بحجة دراسة الموضوع.
5- قد تكون المشكلة مع رئيس أو شخص مهم في حياتك ولا تريد أن تخسره، وهنا يجب الاعتراف بأن هناك خطأ.. ثم تبدي استعدادك لإصلاحه، ثم تسأل إذا كانت هناك سلبيات أخرى تحتاج للتغيير.
6- يجب أن تكون قادراً على إظهار الثناء والتقدير إذا استدعى الأمر، دون نفاق أو مبالغة… كذلك لا بد أن تتعلم أهمية أن تعبر لحظات الغضب والضيق بسرعة.

أحس بملل وضجر.. ماذا أفعل؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة أشعر بالزهق والملل والضجر والمطالبة بالخروج من البيت من دون هدف وعدم الذهاب إلى المدرسة، أرجوكم ساعدوني فأنا في حيرة من أمري.. أختكم/نور.

الإجابة/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. أختي الفاضلة نور -حفظك الله ورعاك- لما قرأت مشكلتك عرفت من خلالها أنك تريدين أن تحققي النجاح وتصعدي سلم المجد، ولكن تتشتت الأفكار في ذهنك، وهذا ما جعلك تحتارين في أمرك ولا تعرفين السبيل للخروج من هذا المأزق، وأقول لك: اعلمي أنه كلما كان هدفك في هذه الحياة واضحاً بالنسبة لك وكلما كنتِ مؤمنة بقدراتك، وكلما كنت ملتزمة بها ومثابرة عليها كلما استطعت أن تحققي النجاح بإذن الله تعالى، إذن هدفك أختي يتحقق لديك ثلاث مرات:
1- المرة الأولى وأنت ترينه يتحقق أمام ناظريك وأنت تحلمي في خيالك.
2- المرة الثانية عندما تكتبيه وترسميه على الورق.
3- المرة الثالثة عندما تحققيه فعلاً.
وكلما حققتِ هدفك كلما زاد حماسك.. فاعملي جاهدةً على تحقيق هدفك، فما استحق أن يعيش من عاش دون هدف؛ لأنه يكون جاهلاً بحكمة الله في خلقه؛ [لأننا خلقنا للعبادة والعمل]، حاولي أن تضعي أولوياتك، وارسمي خطتك، وحققي هدفك، وارسمي صورةً واضحة في ذهنك تستطيعي أن تحققي مزيداً من الحماس ومزيداً من التميز.
وأنصحك أختي الفاضلة أن توطدي علاقتك بالله عز وجل حتى تكون لديك طاقة إيمانية، والزمي دائماً الذكر والدعاء والاستغفار، واسمعي قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجا، ومن كل همٍ فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب).
واحذري أختي لصوص الطاقة الذين يسلبون منك حب النجاح وحب العمل وحب الترقي والصعود إلى المجد، ومن أنواع اللصوص لص تشتت الذهن الذي تعانين منه، وعدم حضور الذهن يعني أنك لا تنتبهي، فحاولي أن تحصري قواك الذهنية، واكتبي مشكلتك على ورقة، واسأل نفسك أسئلة صريحة، وحاولي أن تكتبي البدائل والحلول لهذه المشكلة، وتطبيقها على أرض الواقع، ولا تُشغلي نفسك بما ليس مفيد لك، وتذكري دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم معافى في جسده آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها) فلماذا هذا التفكير والحيرة؟ استخيري الله تعالى قبل أن تقدمي على أي عمل، وإذا اطمأننت له فتوكلي على الله، ولا تيأسي، والمؤمن كالغيث أينما وقع نفع..وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
1- انفصل عن الأفكار السلبية فأفكارك ليس لها أي قوة ضدك إذا لم تحكم عليها، إذا لاحظت أن لديك فكرة سلبية انفصل عنها وشاهدها ولا تتبعها.
2- الأفكار السلبية التي تأتي كرد فعل طبيعي مثل «هؤلاء يضحكون لا بد وأنهم يضحكون عليِّ»، أو «مديري يريد مقابلتي؟ لا بد وأن هناك شيئا سيئا قد حدث!!»، حين تلاحظ هذه الأفكار يجب أن تدرك أنها لا شيء أكثر من أفكار سلبية تلقائية لذا اقهرها!
3- ليس من المهم أن تكون خبيرا لتعلم فوائد حضن دافئ، التلامس البدني الإيجابي للأهل والأصدقاء وحتى حيوانات أليفة تربيها هي إشارة لحظية تعني أمسك بي وهي تعبر عن حب واستسلام ورغبة في القرب.
4- الأسرة المستقرة المتكاتفة مصدر أساسي من مصادر سعادة الإنسان، ومهما حقق الإنسان النجاح في عمله فإنه لا يشعر به إذا فشل في بناء أسرته.
5- إن جسدك هو وسيلة المواصلات التي تسير بك في رحلة النجاح، ومن دون التمتع بصحة قوية يصعب على الإنسان أن يستمر في الفاعلية.
6- لا يستطيع الإنسان مهما أوتي من مهارات وقدرات أن ينجح نجاحا كاملا بمفرده، فهو كائن اجتماعي بطبعه يحتاج للإحساس بالصداقة والألفة.

همسات
– رؤيتك السلبية لنفسك بسبب فشلك في الحياة والنظرة الإيجابية تدفعك دائما للنجاح.
– ما تخاف منه قد يحدث لك إذا استمريت في التفكير فيه.
– لا تقارن نفسك بالآخرين خصوصا الفاشلين.
– اعرف نقاط ضعفك وحاول أن تتخلص منها واعرف نقاط قوتك وركز عليها.
– الاستعانة بالله والثقة به طريقك إلى النجاح.
– الناس الذين لا يخطؤون أبداً هم الذين لا يتعلمون أبداً.
– الخوف من أي محاولة جديدة طريق حتمي للفشل.

img

السبت، 25 أبريل 2015 01:52 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
نمو الذات عند الطفل

لا يملك الطفل في بداية حياته طرازاً نفسياً متميزاً يمكن أن يسمى (ذات)، وليس له أي إحساس حولها، فهو يستجيب للبيئة وكأنه كتلة غير متمايزة الأجزاء: ثم إن عدم إشباع الحاجات المادية تنقص من اعتبار الطفل لذاته.
والحقيقة أن فكرة المرء عن نفسه هي عامل هام في توجيه السلوك، وهو يتصرف مع الناس، وفق هذه الفكرة ومن خلالها يختار فيما بعد زوجته وأصدقاءه ومهنته، حتى سلوكنا اليومي فهو خاضع لمقتضيات هذه الذات.. وهذه الذات تلعب دور التوفيق بين فكرتنا عن الحاضر وفكرتنا عن المستقبل. وقد وصل العلماء إلى نتيجة موحدة مؤداها أن الإحساس بالذات يحدد الأهداف وطريقة الكفاح من أجل بلوغها، كما ثبت أن مفهوم الذات له تأثيرات على التحصيل المدرسي حتى في سنوات الطفولة الأولى، ثم تبين من خلال دراسات أجريت، أن الطلاب ذوي التحصيل العلمي القليل يمتلكون مفاهيم ضعيفة عن ذواتهم بينما يمتلك رفاقهم من ذوي التحصيل العالي مفاهيم ومشاعر عن ذواتهم أكثر إيجابية، كذلك لوحظ أن هؤلاء يولون أهمية لتقييم والديهم لقدرتهم على الأداء المدرسي، وكأن ذلك هو نوع من قوة الدفع. وللمدرِّس كذلك تأثير هام على الاتجاهات نحو الذات لدى الطالب، خاصة إذا كانت هذه الاتجاهات متعلقة بمشاعره، حول كونه قادراً على التفكير وحل المشكلات، والإجابة على الأسئلة، وعلى المدرس أن يساعد التلامذة على رؤية أنفسهم بطريقة أكثر إيجابية وفي أن يكونوا واقعيين فيما يتعلق بقدراتهم، حتى مسألة التوافق الدراسي فهي مرتبطة إلى حد بعيد بنظرة التلميذ إلى ذاته، وذلك يؤثر أيضاً على الواقع الاجتماعي للطالب وعلى تكوين علاقات طيبة مع المدرسين، كل ذلك يحدث بعد أن يحقق لذاته الشعور بالاحترام والتقدير من الآخرين.
والتعلم أيضاً يؤثر على مفهوم الذات، لأن هدف التعلم هو محاولة إكساب الذات هذا القدر الهائل من العادات والسلوكيات التي نقوم بها في حياتنا اليومية، ومنها العادات الاجتماعية ونظرة الفرد إلى ذاته، ويرى علماء النفس ((أن الأسلوب الذي يتعلمه الفرد في نظرته إلى نفسه يعتبر عاملاً أساسياً في فهم سلوكه)).
ويرى فريق من هؤلاء العلماء أن مفهوم الذات ما هو إلا صورة متعلمة من الإدراكات والمعارف، وإن جزءاً هاماً من هذا التعلم يتم من ملاحظة ردود الفعل التي يحصل عليها الطفل من الآخرين وامتصاصها. وأكثر هؤلاء هم الوالدان لكونهما أكثر الأشخاص تأثيراً على طفولته الأولى، وقد تبين وجود أدلة على أن مستوى اعتبار الذات لدى الطفل مرتبط بمستوى اعتبار هذه الذات الذي يقرره الوالدين، وتكوين الذات يتجه إلى تقليد الوالد من الجنس المشابه..
وقد تبين فضلاً عن ذلك أن الذات هي المحور الذي تقوم عليه الإدراكات المؤثرة نحو الآخرين، وأن الفرد حينما يتقبل ذاته فهو يتقبل الآخرين بالضرورة، وأن الاتجاهات التي تتكون نحو الذات تنعكس على الاتجاهات نحو الآخرين، وفكرة المرء عن ذاته وعن قدراته هي التي تحدد نسبة الطموح ودرجته. وهذه الفوارق بين النظرة إلى الذات والطموح تختلف باختلاف الجنسين، فهي عند الإناث أكثر مما هي عند الذكور. فهناك فارق كبير بين فكرة الأنثى عن نفسها وبين ما تتخذه لنفسها من مثل، وهذا دليل وجد مستوى من الطموح العالي لدى الأنثى، وربما يعتبر ذلك دليلاً على أن البنات يلجأن إلى التفكير الخيالي ويحلقن في عوالم الرومانسية أكثر من الذكور.
والحقيقة أن لأسلوب التنشئة الاجتماعية التي يخضع لها الجنسان خلال عملية التربية والتطبيع الاجتماعي لها أكبر الأثر في إحداث الفوارق المشار إليها، لأن مفهوم الذات هو مفهوم اجتماعي، أو هو نتيجة لعملية التنشئة والتطبيع، ثم إن نظرة الأسرة التقليدية إلى البنت على أنها مخلوق ضعيف وهي بحاجة إلى رقيب ووصي عليها، وقلق الأهل على مستقبلها كل ذلك يجعلها تُكون مفهوماً سالباً عن الذات ويجعلها كذلك تغرق في شعور دائم بالقلق والذنب.
والخلاصة أن تنمية الذات، وتعديلها بشكل يتوافق مع الواقع العملي ومع التقديرات الحقيقية، بعيداً عن الاستغراق في الخيال الجامع عند أطفالنا وأولادنا هي من أبرز مهمات الوالدين وأكثرها دقة.

عناد وعصبية الطفل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أكتب إليكم بعد أن وصلت لمرحلة اليأس وعيوني تذرف دمعا على ما اقترفته يداي مع طفلي، الذي يبلغ من العمر 5 سنوات.. لقد أصبح عنيدا ولا يسمع كلامي، وأصبحت أنا عصبية ودائمة البكاء، والذي زاد المشكلة أكثر سفر زوجي إلى الخارج وترك المسؤولية كلها علي، أرجو منكم المساعدة فقد أصبحت لا أتحمل أي شيء.. وجزاكم الله خيرا.. أختكم/أم بدر.

الإجابة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أختي الفاضلة أم بدر حفظك الله ورعاك، كما أشكرك على تواصلك مع موقع جمعية أصدقاء الصحة النفسية “وياك” للاستشارات.
أولا وقبل كل شيء يا أختي الفاضلة يجب أن تعلمي أنك مؤمنة بالله تعالى مؤمنة بقضاء الله وقدره، وأن الذي أصابك لم يكن ليخطئك، وأن الذي يخطئك لم يكن ليصيبك، فلماذا الحزن والأسى والتحسر على قضاء الله وقدره، أريدك أن تكوني قوية صابرة محتسبة أمورك كلها لله تعالى.
لا يمكن أن نرمي كل الأمور على زوجك أو على سلوكيات ابنك، الابن في هذه السن محتاج إلى حب وإلى حنان وإلى ضمة صدر تغنيه عن الدنيا كلها.. اعلمي أن الهدوء والاتزان هما أهم طريقة لتفادي العصبية والنرفزة، والشخص العصبي يحاول دائماً أن يسعى للسيطرة على الآخرين، وتوجيه سلوكهم نحو خدمته وتحقيق أهدافه، ويعمل جاهداً أيضاً لكي يكون هو المسيطر على الآخرين، ولا يقبل أن يسيطر عليه أحد، كما لا يقبل أن يتساوى معه أحد، ولهذا نجد الآخرين يتفادونه مخافة كلامه ومعاملته لهم، ولا يستطيع أن يكبح انفعالاته ولا أن يسيطر عليها، ولا يستطيع أن يضبط نفسه، وكل هذا تسببه العصبية الشديدة.
ويجب أن تعلمي أختي أن هذه العصبية منشأها الغضب، والغضب من النار والشيطان، كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من المستبعد أن يكون غضبك وعصبيتك الشديدة قد تدفعك إلى كسر جسر الثقة والمحبة بينك وبين الآخرين، وقد تلقي بالغشاوة على الأعين والقلوب، فتحول بينك وبين الحقيقة، وتجرفك معها نحو أمور لا تُحمد عقباها.
حاولي أن تجنبي نفسك العصبية والنرفزة والشكوك، وعيشي بنفس هادئة مطمئنة، وروضي شخصيتك على حب الخير للجميع، تعيشي حياةً ملؤها السعادة والهناء بإذن الله تعالى، ولا تبالي بكلام الغير وامتصي غضب الغير بالابتسامة الطيبة، واعلمي أن الابتسامة علاج للتوتر والعصبية بالإضافة إلى أجرها العظيم، لأن تبسمك في وجه الآخرين صدقة.
اعلمي -أختي الكريمة- أن ظاهرة العناد عند الأطفال ظاهرةٌ عادية مألوفة في المراحل الأولى من الطفولة، ومن مستلزماتها الأساسية؛ فهي وسيلة لإثبات الذات وبنائها، وشد أنظار الآخرين والتأثير عليهم، سواءً كانوا من الأهل أو من غير الأهل، وتتطور أشكال العناد من مرحلةٍ إلى أخرى، ويتم التخلص منها تدريجياً إذا أحسنت تربية الطفل، ونفذت طلباته المشروعة، وأشبعت حاجاته، وأهمها إشباع حاجته العاطفية، وقد ترجع أسباب العناد في مرحلة الطفولة إلى:
1- الرغبة في التأكيد الذات.
2- وضع قيود ضد رغبات الطفل في ممارسة اللعب، وتدخل الأهل في حياته الطفولية وإفسادها.
3- إهمال الوالدين للطفل، وتركه في البيت وحيداً أو مع الآخرين، وعدم اصطحابه معهم في الزيارات أو النزهات.
ولإنهاء مشكلة العناد عند طفلتك يجب عمل ما يلي:
1- إشباع حاجات طفلك، واحتواء مطالبها الأساسية المشروعة.
2- يجب التخفيف من أساليب القسوة المتبعة في تربية طفلك.
3- لا تحاولي أن تقاومي العناد بالعناد، ولا تضعي نفسك في مجابهة مباشرة مع طفلك.
4- أقنعي طفلك باللين لامتصاص العناد، وذلك يحتاج إلى هدوء أعصاب وقليل من الصبر.
5- يجب خلق جو أسري هادئ خالٍ من الاضطرابات والصراعات.
وأنا أطمئنك مرة أخرى فالولد يحتاج إلى يد حانية وإلى قلب رحيم وبإذن الله تعالى سترين فيه الخير الكثير.. وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
– لا يمكن أن تغير الماضي، ولكن يمكنك أن تغير الطريقة التي يؤثر بها عليك، يجب أن تترك الماضي خلف ظهرك.
– اعلم جيداً أننا لا نستطيع أن نتحكم في الآخرين، أو الطريقة التي يتعاملون بها معنا، ولكن نستطيع أن نتحكم في رد فعلنا تجاههم.
– لا يمكن لأحد أن يغضبك أو يضايقك، كما لا يمكن لأحد أن يشعرك بعدم الأهمية أو الدونية إلا إذا سمحت له بذلك، وساعدته عليه.
– يستحيل ببساطة أن يؤثر أي إنسان على أي من آرائك أو مشاعرك، أو عواطفك ما لم تسمح له بذلك.
– خذ على نفسك عهداً بأنك لن تسمح لأحد بعد الآن أن يتحكم في حياتك أو رد فعلك تجاهه، أو تجاه الأحداث التي يفتعلها، أمسك بزمام الأمور.
– اعلم أنك وحدك تختار الطريقة التي تمارس بها حياتك.

همسات
– تربية الأبناء مرتبطة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
– تربية الأبناء من أعظم الأمور التي يجب أن تُصرف فيها الطاقاتُ والأموال والأوقات.
– تربية الأبناء الصحيحة تتسم بالعلم والعمل، ولا يُمكن أن تكون بالمزاج والتقليد.
– التربية الصحيحة للأبناء متكاملةٌ، لأنها تُعنى بالروح والعقل والجسد، فهي دائماً في توازنٍ متميزٍ وفريد.
– إذا أردت أن تقرَّ عينك ويرتاح أبناؤك فربِّهم على مراقبة الله وحده بعيداً عن تربية الرياء.
– معرفُتك القيم والمعتقداتِ ومراحل النمو عند الأطفال تفتح أمامك آفاقاً لتربية رائعة وممتعة بإذن الله.
– أبناء اليوم رجال الغد، وما نبذله اليوم في تربيتهم إنما هو إسهام منا رائعٌ في نصر أمتنا وعِزها في المستقبل.
– ينبغي علينا محاولة التعرف على ما يفكر فيه أبناؤنا لأنّ الفكر الإيجابي يقود إلى الشُّعور والسلوك الإيجابيين، بعون الله تعالى.
– ينبغي علينا فصلُ الفعل عن الفاعل، وهذا يعني أن نُوجه نقدنا عندما ننتقد إلى فعل الطفل لا إلى الطفل.

المودة بين الزوجين

جعل الله سبحانه المودة والرحمة بين الزوجين دعامة رئيسية لاستقرار الأسرة وبناء مجتمع متماسك، فالله سبحانه قد خلق النساء من جنس الرجال، وجعل بدء خلق المرأة من جسد الرجل ليتحقق الوفاق ويكتمل الأنس وجعل بين الجنسين المودة والمحبة والرحمة ليتعاون الزوجان على أعباء الحياة، وتدوم الأسرة على أقوى أساس وأتم نظام، ويتم السكن والاطمئنان والراحة والهدوء، فضلاً عن الشعور بالأمن والاستقرار.
إن الرحمة تعد من أهم الوسائل التي تجعل شريك حياتك يتأكد أنك تهتم به وتحبه وتحنو عليه، وتكسبه شعورا بالثقة أنك ستهتم به وتضحي من أجله.
كما أن الرحمة تعد رمزا للحماية والأمان، والراحة والاستحسان، وهذه تعد المكونات الأساسية للعلاقة الزوجية.
والميل والحنان عند معظم النساء هو رابط أساسي لعلاقتها بالرجل، فهي تتزوج رجلاً يهتم بها، وتريد منه أن يعبِّر عن هذا الاهتمام دائما، ومن دون هذا الإحساس وهذه العاطفة فإن المرأة تشعر بأنها بعيدة عن الرجل، وهذه العاطفة تجعل المرأة متعلقة ومرتبطة بالرجل عاطفيّاً جدّاً.
فالمودة والرحمة من الدعائم التي يقوم عليها البيت السعيد، وإذا نُزعا من المنزل كانت الحياة الزوجية شقاءً ودمارا، فالرحمة الرحمة إن كان في البيت مشاكل، والمودة المودة إن كان البيت خالياً من المشاكل.
إن كل البيوت تتقلب بين مودة ورحمة، فمن الرحمة خدمة أحد الطرفين للآخر، ومن الرحمة مراعاة مشاعر الآخر، فيراعي الرجل مشاعر المرأة وعواطفها خصوصا وقت الحيض أو النفاس والحمل، فقد رحمها الله تعالى فلم يطالبها بالصلاة أو الصيام وتكون في هذه الفترة متعبة جسميّاً وهذا له أثره النفسي عليها، كما أن المرأة ينبغي أن ترحم زوجها عند مروره ببعض الظروف المادية والنفسية كخسارة مالية أو ابتلاء جسدي، فتقف معه وتساعده.
إن الرحمة مفهوم عظيم في الحياة الزوجية، فالكريم هو الذي لا يتعسف باستخدام سلطاته على زوجته، والكريمة هي التي تراعي حقوق زوجها وتتعبد لله بطاعته).
إن الحياة السعيدة تبدأ بفكرة وتنتهي بعمل (إن السعادة لا تأتي بمجرد الرغبة فيها، ولا تأتي بمجرد اعتناق مبادئها، بل لا بد من العمل الجاد والالتزام الدائم المستمر بمبادئها والسير في طريقها.

img

السبت، 18 أبريل 2015 01:50 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
المناعة النفسية

المناعة النفسية هي قدرة الشخص على مواجهة الأزمات والكروب، وتحمل الصعوبات والمصائب ومقاومة ما ينتج عنها من أفكار ومشاعر غضب وسخط وعداوة وانتقام، أو أفكار ومشاعر يأس وعجز وانهزامية وتشاؤم كما تمد المناعة النفسية الجسم بمناعة إضافية تنشط أجهزة المناعة في الجسم.
يعتمد تنشيط المناعة النفسية على إرادة صاحبها وعزمه على تصحيح طريقته في التفكير وجهوده في تنمية أفكار ومشاعر السعادة، وطرد أفكار ومشاعر الشقاء واليأس من خلال ابتعاده عن الأفكار التسلطية الوسواسية، والتي يجب على كل شخص أن يدرب نفسه عليها، ويلزمها بها حتى يتعود عليها وينمو جهاز المناعة النفسي عنده ويتمتع بالصحة النفسية والجسمية معا.
وإذا أردت أن يكون جهاز المناعة النفسية يعمل بالشكل الإيجابي وفي مساره الصحيح لا بد من أن تلتزم الرضا وتبتعد عن السخط، فالرضا في الكروب والمحن والمصائب يحتاج إلى جهد في ترضية النفس بها باعتبارها أمورا محتومة لا تدخل تحت إرادتنا ولا نملك تغييرها.
ويجب أن تتفاءل وتترك التشاؤم، فالتفاؤل يفسر الأزمات تفسيرا حسنا، ويبعث في النفس الطمأنينة وينشط أجهزة المناعة النفسية والجسمية، ولا يتناقض التفاؤل مع الاجتهاد والمثابرة في مواجهة الأزمات ومقاومة الصعوبات.
لا بد من الصبر أيضا والابتعاد عن الجزع، ومن يصبر على ما يكره من المصائب يرضى ويحتسب، وينظر إليها نظرة تفاؤل، ويفسرها تفسيرا يبعث الثقة والأمل والتحمل .
ولا تنس الحب للآخرين وترك العداوة، فحب الإنسان نابع من حبه لنفسه وحبه لنفسه نابع من حب الناس له، فالعلاقة بين حب النفس وحب الناس علاقة تأثير متبادل، ومن علامات حب الإنسان للناس أن يعيش معهم ويخالطهم، ويهتم بأمرهم، ويعمل من أجلهم ويتعاون معهم ويقضي حوائجهم ويدفع عنهم الأذى.
وعندما يعفو الإنسان عمن ظلمه ويترك الانتقام، ويصفح عمن أساء إليه، ويتسامح مع من اعتدى عليه، فإنه أيضا يقوم بعملية نفسية إرادية، تتضمن ضبط النفس، وتحويل مشاعر وأفكار العداوة والانتقام إلى مشاعر وأفكار مودة ومحبة نحو المعتدي والظالم.
ولا بد أن يتحرى الصدق في القول والعمل لأن الصدق علامة جيدة على الصحة النفسية، بينما الكذب فهو من عوامل وهن الصحة النفسية، فصدق الإنسان مع الله ومع النفس والناس عملية نفسية إرادية تتضمن أفكارا ومشاعر الشجاعة والكفاءة والثقة والرضا والحب والتفاؤل.
وفي الأخير تذكير الإنسان بربه يتم فيها تحويل أفكار ومشاعر الغفلة والجحود بفضل الله إلى أفكار ومشاعر حفظ الله وشكره، فتصفو روحه وتصح نفسه ويقوى جسمه، وهذا ما أكده حديث النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه: «احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك».

عدم انتظام ابنتي في الأكل
عندي طفلة في سن 6 سنوات مشكلتها يا دكتور أنها لا تأكل بانتظام، أحاول معها أن تأكل معنا في الوجبات الرئيسة إلا أنها تنفر من الأكل ووزنها صار خفيفا، عجزت معها حاولت معها بكل طرق ولكن دون فائدة، أريد الحل لابنتي وجزاكم الله خيرا. أم العنود.
الإجابة/
أختي الفاضلة أم العنود حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك مع موقع (وياك للاستشارات) جمعية أصدقاء الصحة النفسية.
يجب أن تعلمي أنه من الطبيعي أن يمتنع الطفل عن تناول القسم الذي يفوق حاجته، وإذا ما مورست هذه الطريقة من قبل الوالدين تحول سلوك الطفل إلى سلبية وأصبح كما يقال (ضد الأكل)، وخير طريقة لحل مشكلة (الطفل ضد الأكل) هو الالتزام بآداب المائدة وقوانينها لجهة الطريقة التي تعرض فيها والأجواء التي تسود جو الجلسة إلى المائدة، وأي خلل في هذه الآداب من شأنه أن ينعكس سلبا على طفلتك ويقودها إلى التقليل من الطعام.
يجب أن تعلمي أن كثرة الطعام ليست هي وراء زيادة الوزن وحمرة الوجه، ولكن للشهية حدودا قد تزيد إلى حد ما أو تنقص قليلا فلا يعقل أن تتناول طفلتك كل ما يطلب منها من الأطعمة فقد يكفيها وجبة واحدة في اليوم فتحقق لها النمو المطلوب.
ويمكن أن تكون أسباب فقدان شهية الطعام عند طفلتك إلى:
1- إرغامها على الطعام يزيدها تصلبا في موقفها من رفض الطعام، والإلحاح يزيدها ابتعادا عن باقي أصناف الأطعمة.
2- قد يكون رفضها للطعام حيلة دفاعية لا شعورية للتعبير عن نفورها من بعض الظروف الأسرية.
3- قد يكون سبب كراهيتها للطعام نزاعها المستمر مع إخوتها.
وهناك بعض الخطوات لعلها تكون علاجا لطفلتك إن شاء الله تعالى :
1- تنظيم وجبات الطعام.
2- أن يكون جو العائلة عند الجلوس إلى الطعام بهيجا خاليا من المشاكل.
3- تقديم الطعام بطريقة مشوقة.
4- تغيير البيئة في تناول الطعام كأن يكون في الحديقة مثلا أو في مكان بعيد عن البيت.
5- أعيدي تهديد طفلتك إذا لم تأكل.
6- لا داعي لإعطاء المقويات إلا في حالة الضرورة مع استشارة الطبيب المختص.
7- تشويق طفلتك إلى الطعام وإعلامها أن هذا الطعام ضروري لصحتها ونمو ذكائها وقوتها وإذا لم تتناول الطعام ستصبح مريضة ضعيفة.
وأنصحك أختي الفاضلة أم العنود أن تعرضيها على اختصاصية تغذية لكي تساعدك في إعطائها نوعية الأكل التي تناسب طفلتك في هذا السن.

التفكير الإيجابي
– إن تحديدك لأهدافك وسعيك إلى تحقيقها، سوف يعطيك الشعور بأنك تتحكم في حياتك بإذن الله تعالى.
– الإنسان الفعال حقا هو الذي يجعل المبادئ القويمة مركزا لاهتمامه ومنطلقا لرسالته.
– الأسرة المستقرة المتكاتفة مصدر أساسي من مصادر سعادة الإنسان، ومهما حقق الإنسان النجاح في عمله فإنه لا يشعر به إذا فشل في بناء أسرته.
– إن جسدك هو وسيلة المواصلات التي تسير بك في رحلة النجاح، ومن دون التمتع بصحة قوية يصعب على الإنسان أن يستمر في الفاعلية.
– لا يستطيع الإنسان مهما أوتي من مهارات وقدرات أن ينجح نجاحا كاملا بمفرده، فهو كائن اجتماعي بطبعه يحتاج للإحساس بالصداقة والألفة.
– كافئ نفسك على الأفعال المرغوبة على فترات مختلفة فحين تفتر عزيمتك عن فعل ما تريده، قم بإعطاء نفسك مكافأة غير متوقعة تعمل على إثارة حماسك.

همسات
– تنظيم وقت الولد من استيقاظه إلى نومه مع وضع أوقات له للتواجد في البيت مثل أن يرجع إلى البيت مبكرا.
– السؤال الدائم عنه ومتابعة رفقته.
– تشجيع الولد حتى ولو بالكلمة فإن ذلك يبقى أثره في نفسه حتى يكبر.
– كذلك تحفيز مواهب الطفل ودعمها وعدم تحطيمه أبدا لأي سبب من الأسباب فإن ذلك يقوي مداركه.
– عدم نهر الولد إلا في أوقات تحتاج إلى النهر ورفع الصوت لأن ذلك يضعف شخصية الولد.
– عدم التلفظ بالألفاظ المخلة بالأدب أمام الطفل بل في جميع الأوقات لأن ذلك محرم شرعا.
– وعدم إعطاء الطفل كل ما يريد لأنه يتعلم الدلع وهذه مصيبة عظيمة.

إطلالة
التوافق في الحياة الزوجية

إن الرؤية المشتركة بين الزوجين تعني في المقام الأول، الاتفاق على أساسيات الحياة الزوجية، وهذه الرؤية هي مستوى جديد من العمق في التواصل بين الزوجين في علاقتهما اليومية، وهي من أقوى الوسائل والأساليب ليتعلم من خلالها الزوجان التغاضي عن صغائر الأمور وسفاسفها، وخاصة الأمور التافهة التي تحدث يوميا.
وتكوين الرؤية المشتركة بين الزوجين يحتاج من الزوجين أن يسأل كل منهما نفسه:
ـ ما قيمة الحب والود العاطفي الذي بيننا؟
ـ هل هناك رضا عاطفي بيننا؟
ـ ما الشيء الذي يسبب الإزعاج والمشاكل في حياتنا الزوجية؟
ـ ما هي مكانة كل واحد منهما عند الآخر؟
إلى آخر هذه التساؤلات التي يستوضح كلا الزوجين بها ذاته، وشريك حياته، ويجني منها السعادة الزوجية، فالزوجان إذا ألِف كل منهما أنه لم يعد هناك ما يتحدثان عنه ويجنيان المتعة منه، فمعنى ذلك أنهما أغلقا منافذ عقليهما، والأرجح أن تستمر الحال كذلك حتى وإن سعيا إلى تغيير شريك حياتهما، وعلى الزوجين أن يعلما أنه مهما يكن من صعوبة الحياة وتعقدها، فهناك طرق كثيرة تبعث المتعة وتثير الاهتمام، وأحسب أن أهم رباطين يربطان بين الزوجين، برباط وثيق هما توحد الرؤية، وتوحد أسباب المتعة.
إن الحياة الزوجية شراكة بين الزوجين، وهذه المؤسسة تحتاج إلى البذل والعطاء بين الزوجين، حتى تنجح وتتخطى العقبات التي تحول بينها وبين الوصول إلى أهدافها.
كما تحتاج أيضا إلى الاستشارة في كل الأمور، والحوار الهادئ النافع دون اللجوء إلى العصبية والنرفزة، وفيها يأخذ المستشير بالقرار الصواب، وإن خالف رأيه، صرفه عنه برفق ولباقة، وفيها يستمع كل من الزوجين إلى رأي الآخر وإلى نقده ويتقبل ذلك بصدر رحب، وأفضل مثال على ذلك نساء المربي والمعلم الأول صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنهن، فكن يراجعنه في الرأي فلا يغضب ولا ينهر، ولذلك وجب على كل شريك أن ينصت إلى صاحبه باهتمام، فإن ذلك يساعد على تخليصه من همومه ومكبوتاته، كما يجب تحاشي الإثارة والتكذيب فإنهما من نزغ الشيطان.
إن الزوج يجب أن يشاور زوجته في أمور الأسرة ومستقبلها، فلا بد أن يطلعها ويصارحها، وينقاشها في كل ما يخص الأسرة ومستقبلها، وهذا الاهتمام بالزوجة لا شك أنه سيوفر لها الأمان، ويجعلها تحس بأهمية وجودها معه من خلال طلب مشاركتها ورأيها في كل موضوع يهم الأسرة، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ويشاور زوجاته في أمور بيتهن، بل لقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في أشد الأوقات في صلح الحديبية يوم أن مُنع من إتمام العمرة وإصرار الكفار على عودته دون الدخول لأداء العمرة، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (قوموا فانحروا، ثم احلقوا، قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله، أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحداً منهم، حتى فعل ذلك نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك، قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً) رواه البخاري.
فكلا الزوجين لا بد أن يكون له عاطفة جياشة تشعر بآلام شريكه، فإذا مرت به الأزمات، أو عانى من مشكلة ما، كان سلوكه مع حبيبه هو اللمسة الرقيقة الحانية، والنبرة المليئة بالود والمحبة والحنان التي تمسح الآلام وتجب الخاطر المكسور.
فيجب على الزوجين التفاعل مع بعضهما وبخاصة في وقت الأزمات، كأن تمرض الزوجة أو تحمل فتحتاج إلى عناية حسية ومعنوية، أو يتضايق الزوج لسبب ما، فيحتاج إلى عطف معنوي، وإلى من يقف بجانبه.
وينبغي علينا ألا ننسى المشاركة في العبادة من قيام وصيام وذكر وتسبيح وصلاة وصدقات، وقد كان معلمنا وحبيبنا النبي صلى الله عليه وسلم متعاوناً مع أزواجه في أمور العبادة كالصلاة والصدقة ونحوها من الفرائض والمستحبات، كالتعاون في قيام الليل، فهو القائل صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء) حسنه الألباني.
وكذا التعاون في الصدقة فعن عائشة رضي الله عنها، تقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة، كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما اكتسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئاً) رواه البخاري ومسلم.
فيا أيها الزوجان، قوما بأداء طاعة الله مع بعضكما، سواء كان ذلك فرضاً أم سنة، ولا تتركا شاغلا يشغلكم عن تلك العبادات، وتأملا في سر وجودكما، وفي رسالتكما في الحياة، فالعبادات رقي بالنفس في مدارج الصلاح، وهي مفاتيح التدبر والتفكر في خلق الله، وهي تُغني الروح، وتنحو بها نحو الرضاء والسكينة، ومن ثم المودة والرحمة.
وحاولا أيضاً الاجتماع على أداء العبادة، كأن تصليا وتقرآ القرآن معا، وتتدبرا معانيه باللجوء إلى التفاسير، وصيام الأيام معاً، إن هذا الشعور المشترك يزيد من تحاببكما في الله، وما من رجل أو امرأة إلا وجعل الله سعادته مع شخص ما بقدر محبته له في الله، فالمحبة في الله عنوان الترابط والتآلف.

img

السبت، 11 أبريل 2015 01:41 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
الشخصية المستبدة

إن الشخص المستبد يسعى للتحكم في شؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم ويحاكمهم بهواه لا بشريعتهم ويجعل من نفسه غاصباً معتدياً، فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتداعي لمطالبته، ونجد شخصية المستبد دائماً عدواً للحق وللحرية.
والمستبد لا يكترث بكل من حوله ويجهل أن مساعدة الآخرين والنظر إليهم بعين الرأفة والاهتمام طريق العظماء الذي انتهجوه، ذلك أن الجماعة غلبت الفرد، فكلما نظرت للناس وكأنهم جزء منك، لهم الحق في التعبير والعمل دون وجود النزعة الذاتية، كلما استطعت بناء فريق عمل منتج ومتعاون قادر على العطاء.
إن الأسلوب الاستبدادي في كتم أنفاس الناس لن يثمر إلا أفراداً متمردين غير متعاونين، بينما البحث عن روح التعاون والصداقة والزمالة، وإيجاد جسور مشتركة من الحب والاحترام هو الطريق الأسلم.
غالباً النمط الاستبدادي من الناس أشقياء وغير سعداء ويفتقدون للأمن النفسي، فهم في حالة من القلق والتوتر الدائم وفي شعور مصاحب لهم بالتهديدات، وهذه الحالة تزيد من وتيرة الاستبداد لديهم فهم لا يسمحون للآخرين بهامش من النفوذ أو تفويض للسلطة والمسؤولية خوفاً من رد الفعل الانتقامي، وأن يقعوا تحت طائلة المسائلة والعقاب، ربما يكون هذا السلوك فطرياً غريزياً، أو إنه نتيجة لظروف اجتماعية صعبة وقاسية، أو الاثنين معاً. يعزز من سلوك الشخصية المهيمنة ضعف واستكانة وإيثار السلامة من جانب الفئة المستكينة الهادئة من الناس التي لا تستطيع أن تقول رأيها ولا تناضل من أجل حقها، وتستخدم أسلوب المهادنة، فكأنها تعطي مكافأة لهذا السلوك المتطرف المنحرف ليزيد في عنفوانه وسيطرته. الشخصية المسيطرة غالباً تبدأ ظهورها في سن مبكرة في صورة حب الذات (الأنا) نتيجة لشعورها المفرط بالكره من جهة أحد الوالدين أو قسرها على السير في مسار معين يرضي طموح الوالدين، أو نشأتها على حب الاستحواذ على كل شيء تريده وترغبه، مستغلة عاطفة الوالدين. فهذا السلوك المبكر يلعب دوراً كبيراً في ولادة الديكتاتور المنتظر. رغم أن سلوك هؤلاء يعد تحدياً صعباً للمتعاملين معهم إلا أنهم يستحقون العطف والرثاء لحالهم. الناس التي تعاني من الضعف في قدرتها على اتخاذ القرار هم في الغالب خاضعون تحت سلطة قوية قاهرة تنكأ جراحهم، وتضعف باستمرار من ثقتهم بأنفسهم ولا تخلق لهم الفرص لنمو جانب الاستقلالية في اتخاذ قرارات تخصهم، ولا تشجعهم على الخطأ، ليتعلموا الصواب. هؤلاء الناس لا يريدون سوى التحرر من هذه القيود، فهم لا يسعون ولا يتطلعون إلى أخذ أدوار المسيطرين، ولكنهم يريدون أن يزيدوا من رصيد مهاراتهم واستقلاليتهم. هذا كما قلنا ليس بالشيء الصعب، ويمكنك استخدام بعض التقنيات السهلة الممتعة والمنجزة.
والقرآن الكريم مليء بالمواقف التي تنبذ الاستبداد وتدعو إلى المساواة والعدل واحترام آراء الآخرين فلا مجال للاستبداد وإلغاء العقول، مصداقاً لقول الله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} الشورى 38.
لقد حرص الأنبياء والرسل على فك عقول البشرية من عبادة غير الله تعالى والانقياد له سبحانه وتعالى، لأن الاستبداد يقيد حرية الأفراد وينغص عليهم حياتهم، فهو يستولي على العقول والأجسام فيفسدها ويقاوم الرشد والتعقل، ولنتأمل في مقولة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟!».
إن الجو الحواري الهادئ يسمو على كل مفهوم يفاخر به المنهزمون، إنها الشورى التي تفسح صدر الحاكم مهما علت مكانته للمعارضة النظيفة والمواجهة الشريفة.

كيف أتخلص من العزلة؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، دكتور أنا شخص أحب العزلة، ودائماً أجلس لوحدي وأبكي، وعند مقابلة أي شخص لا أستطيع أن أتحدث معه، كما أعاني من مشاكل مع والدي، أرجوكم ساعدوني تعبت من هذه الحالة.. وشكراً.. أختكم: أمل.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أختي الفاضلة أمل حفظك الله ورعاك، ووفقك لكل خير، كما أشكرك على تواصلك مع موقع «وياك» للاستشارات النفسية.
أنا أريدك يكون لديكِ الأمل في كل شيء، ويجب أن يكون لديكِ نصيب من اسمك وهو الأمل، وكل إنسان لديه أمل مشرق لا يحزن ولا يقلق ولا يكتئب، ولا يلجأ إلى البكاء، بل يكون صامداً مواجهاً للعقبات والمشاكل التي تواجهه.
والأمر الذي حدث لك سببه الأول والأخير هو ضعف في الشخصية، فلا تستطعين مواجهة الآخر، ولا التحاور والتحدث معه، فتتراجع إلى الخلف، وتنسحب، وتلجئي إلى البكاء والحسرة، بعد ذلك العزلة والانطوائية، والقضاء على المستقبل.
أنتِ محتاجة إلى أن تقدري ذاتكِ، ومعرفة الإنسان لقدر نفسه هي منبع ثقته، وتقدير الذات هو عملية ديناميكية لما يجري في العقل والجسد من عمليات، وما يقوم به الإنسان من تصرفات وسلوك.
وهذه السلوكيات (البكاء والعزلة) التي تصدر منك يبدو أن الأفكار السلبية قد طغت عليك وأخذت حيزاً كبيراً في تفكيرك، ولم تترك مجالاً للأفكار الإيجابية، وهذا ما يؤدي بك إلى العزلة والضعف وعدم القدرة على مواجهة الآخرين، وتتأثري من أي انتقاد.
أولاً وقبل كل شيء يجب عليك -أختي أمل- أن تعطي لذاتك الحق، وتعرف قيمتها، وهذا التقدير لا بد أن يكون عالياً حتى تتغلب على الحساسية المفرطة.
وهذا الضعف الذي تعيشينه قد يولد لديك أيضاً القلق، وهو شعور الإنسان بعدم الراحة تجاه شيء ما يمكن أن يحدث وهو غير مؤكد، أو خطر محدق يخاف منه الإنسان؛ فيشتت ذهنه، ويضايقه، ويقلق منامه، ويعكر صفوه! والقلق الشديد والذي يعتبر مرضاً يعتبر عدو النجاح والوصول إلى الهدف المنشود، بخلاف القلق البسيط الذي يجعل الذهن متفتحاً ومنتبهاً لما يدور أمامه.
أما فيما يخص البكاء، فهذا راجع إلى عدم القدرة على حل المشكلة؛ فتلجأ إلى البكاء كحل سحري للمشكلة، ولكن الأفضل أن تبقى صامدة صابرة، عوّدي نفسك الصبر والاحتساب، ولكن لا بد أن تعلم أن البكاء أحياناً يعتبر علاجاً للكبت والقلق، فلا بأس إذا فرغت مشكلتكِ بالبكاء حتى ترتاح، ولا تكتميها، فتتفاقم لديك، ويصعب عليك حلها فيما بعد.
ويجب أن تعلمي أن الخوف والقلق لصان من لصوص الطاقة وهما عائقان في وجه النجاح؛ لأنه يستهلك جميع طاقتكِ وقواكِ، ويجعلك تركزي تفكيركِ على النواحي السلبية التي تكمن في حياتك بدلا من أن تركزي في تفوقك، ونجاحك في الحياة.
حاولي أن تواجهي هذا البكاء والقلق بقوة الإيمان وقوة اليقين والاعتقاد، وإذا كنتِ تعيشين حياة الخوف والعزلة فإنكِ ستظلين تعيشين أسيرة حبيسة للقلق والحزن طوال حياتك وتفني عمركِ في الأوهام، بادري بالانطلاق ولا تفكري في شيء، وأبعدي عنك القلق والخوف، عيشي حياتك بعيداً عن التوتر.
وهناك خطوات من خلالها تستطيعين أن ترفعي من شأن ذاتك، وهي:
1- يجب أن تعلمي أنكِ مؤمنة بالله، فإن الطاقة الإيمانية هي ذلك النور الإلهي العجيب الذي إن استعنتِ به فلن يخذلك، وهذا النور هو الذي يمدك بالقوة الجسمانية في بدنك والسعة في رزقك والبركة في حياتك، ويزودك باليقين والثقة بالنفس والطمأنينة والراحة النفسية والسعادة الأبدية.
2- حاولي أن تواجهي هذه المشاكل التي تعيشينها في الجامعة أو في البيت بقوة التقبل والمناقشة، والتفكير في الحلول، وكوني صلبة بدلا من الهروب واللجوء إلى البكاء والحسرة.
3- يجب أن تكوني حيوية وعندكِ عزيمة وقدرة على مواجهة أي شيء، وتحبي العمل ولديكِ الحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير، ويجب أن يكون هدفكِ في الحياة واضحاً لا غموض فيه.
4- يجب أن تكوني إيجابية متفائلة، بعيدة عن الإحباط واليأس، وتحاولي دائماً أن تقبلي على تصميم الحياة، ولا تضعفي أمام المشاكل.
5- كوني اجتماعية وابتعدي عن العزلة والانطوائية، وحاولي أن تستمعي إلى الآخرين وتؤثري فيهم، وتحبي الخير للجميع.
6- اعملي على تطوير ذاتكِ دائماً، فتطور من أفكارها ولا تبقي سجينة الأفكار السلبية، تطلعي دائماً إلى النجاح وارتقي سلم المجد.
7- مارسي تمارين الاسترخاء، فهي تخفف عنكِ من وطأة القلق والحزن، ويجب أن تختاري مكاناً هادئاً بعيداً عن الضوضاء.
8- حاولي أن تهتمي بدراستكِ وتثبتي جدارتكِ أمام صديقاتكِ وأهلكِ على أنكِ قادرة على النجاح والتفوق بإذن الله تعالى.
9- بالنسبة لمشاكلكِ مع الوالد، فحاولي أن تدخلي طرفاً ثالثاً بينكما وقد تكون الأم، وتحاولي أن تشرح لها الأمور كلها من أجل معالجة المشكلة، ولا تتركيها تمر بل أريدك أن تحسني علاقاتك مع الوالد وهذا هو الأساس.

إدخال السرور على الآخرين

تشهد المجتمعات هذه الأيام صراعات متشابكة على المصالح السياسية والشخصية، فيفوز فيها من يفوز ويخسر فيها من يخسر، وما بين الاثنين يصرخ أناس يرجون من يرفق بهم ويفرّج الكرب عنهم ويخفف آلامهم ويطعم جائعهم، ويقضي الديْن عن مدينهم ويهدي السرور لحزنهم.
وإنها لسعادة غامرة تلك التي يستشعرها المرء عندما يسعِد الآخرين، أو يشارك في إسعادهم أو تخفيف آلامهم، سعادة لا تحس بها إلا النفوس الطاهرة النقية التي رجاؤها دوماً وجه ربها وسعيها دوماً هو في طرق الخير المضيئة.
إن الحياة كد وتعب ومشقة وصعاب ومشكلات واختبارات وآلام، وما يصفو منها ما يلبث أن يتكدر، وليس فيها من أوقات صفاء رائق إلا أوقات العبادة المخلصة لرب العالمين سبحانه.
والناس، كل الناس بحاجة إلى يد حانية، ترْبِت على أكتافهم في أوقات المصائب، وتقوّم انكسارهم في أوقات الآلام، وتبلل ريقهم بماء رقراق عند جفاف الحلوق.
وهي من أهم الوسائل في تقوية الروابط وامتزاج القلوب وائتلافها، كما أن إدخال السرور على المسلم يعد من أفضل القربات وأعظم الطاعات التي تقرِّب العبد إلى الله سبحانه وتعالى.
ولإدخال السرور إلى القلوب المسلمة طرق كثيرة وأبواب عديدة منها ما ورد في حديث ابن عمر: «أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن!! ولكن كيف تدخله؟! قال: تكشف عنه كرباً أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً. ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف شهراً في المسجد ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء الله أن يمضيه أمضاه ملأ الله في قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له ثبّت الله قدمه يوم تزل فيه الأقدام».
وإن سوء الخلق ليفسد الأعمال فلا أقل من الابتسامة والبشاشة فابتسامتك بوجه من تلقاه من المسلمين لها أثر في كسب قلوبهم؛ ولذلك قال عليه الصلاة والسلام «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»، والوجه الطلق هو الذي تظهر على محياه البشاشة والسرور، قال عبدالله بن الحارث «ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم»، وقال جرير «ما حجبني رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم».
كما كان صلى الله عليه وسلم ينبسط مع الصغير والكبير يلاطفهم ويداعبهم وكان لا يقول إلا حقاً، وبهذا الأسلوب كسب قلوب صحابته.
إن مجتمعاتنا اليوم، والتي تعيش الآن في صراعات متشابكة على المصالح الشخصية – لفقيرة إلى فهم ذلك المعنى العظيم، الذي يصرخ فينا أن سارعوا إلى الرفق بالناس وتفريج الكرب عنهم وتخفيف آلامهم وإطعام جائعهم وقضاء الدين عن مدينهم، وإهداء السرور لحزينهم.
وما أروع هؤلاء الصالحين ذوو النفوس الطاهرة الذين يسعون دوماً في إدخال السرور على إخوانهم، فيسألون عن أحوالهم ويسارعون في نجدة ملهوفهم، ومداواة مريضهم وحل مشكلاتهم مهما كلفهم ذلك، تعباً في أجسادهم أو بذلا من أموالهم أو شغلا في أوقاتهم رجاء بسمة سرور ورضا من هذا الحزين بعد زوال حزنه، فيسرها الصالح في نفسه ليعدها في صالحات أعماله يوم اللقاء.

التفكير الإيجابي
– افعل أفضل ما تستطيع في كل مناحي الحياة، ثم دع الأمور تجري في أعنتها، فإنك مهما بذلت من جهد فإنك لا بد ستخطئ.
– كن رفيقاً بنفسك، لا تحط من قدرك ولا تغرق في تأنيب نفسك بشكل يؤدي في النهاية إلى الهزيمة أمام الآخرين.
– ازرع في نفسك روح الإرادة والتحدي فهي تنمو كالعضلات تماماً بالتدريب والممارسة.
– اترك مجالا تسعد فيه نفسك دون مساس بالآخرين، ولا تدع مجالا لإسعاد من لا يستحق على حساب نفسك.
– إذا أردت أن تتفاعل حقاً مع من تعاملهم، يجب أن تفهمهم قبل أن تطلب منهم أن يفهموك.
– كافئ نفسك على الأفعال المرغوبة على فترات مختلفة فحين تفتر عزيمتك عن فعل ما تريده، قم بإعطاء نفسك مكافأة غير متوقعة تعمل على إثارة حماسك.

همسات
– احترم ذوات أطفالنا ومشاعرهم، وحاجاتهم وميولهم.
– احترم إنجازاتهم ولو كانت يسيرة.
– ذم الفعل والسلوك الخاطئ ولا تذم الفاعل ذاته، فلا تقل: أنت كذاب، وقل: هذا كذب.
– تخير الكلمات المشجعة والمحفزة لهم.
– المشاجرات المتكررة للوالدين أمام الأولاد تقلل من احترام الأولاد للآباء.
– تجنب السب واللعن والألقاب السيئة والتحقير لأولادك.
– لا تمانعهم من مجالسة الكبار المعروفين بالخير والاستقامة، فهذا يزيد من تقديرهم.

img

السبت، 04 أبريل 2015 02:16 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
أسلوب التخاطب عند الطفل

يعد تعليم الطفل اللغة وإرشاده إلى أساليب التخاطب مع من حوله من المهام الأساسية للأسرة، فالطفل لا يتعلم الكلام بالتحدث إلى نفسه فحسب، بل إن قدرته لا تتطور إلا من خلال تفاعله مع العالم المحيط به؛ لذا فإن طريقة تعامل الوالدين مع الطفل، وإدراكهما لأهمية الدور الذي يلعبانه في حياته، وأهمية أسلوبهما في التعامل أو التحدث معه، يعتبر الدعامة الأولى لتشجيعه على التخاطب، وتأثيره على شخصيته بصورة عامة في هذا المجال.
والوالد العدواني، القاسي في تعامله مع الأطفال، قليلاً ما يتخاطب أو يتحاور مع أطفاله، إضافة إلى أنه كثيراً ما لا يتسق في التعامل معهم، ويعد عدم الاتساق في المعاملة مع الطفل من أهم أسباب ممارسة هذا الطفل للسلوك الجانح، بالإضافة إلى ما تسببه من مشكلات أو اضطرابات نفسية للطفل.
كما أن لتجاهل سلوك الطفل أثراً على نشوء سلوكيات مثل الصياح، والشكوى، الضرب، البطء، الكسل، التخريب المتعمد، فعندما لا يتلقى الطفل الانتباه والاستحسان والتشجيع على سلوكه الجيد، فإن سلوكيات من النوع السابق يمكن أن تظهر.
هناك أنماط من السلوك يتبعها بعض أولياء الأمور تترك آثارها السلبية على محاولات الطفل الاتصال بالآخرين، مثل ولي الأمر المبالغ في المساعدة، وهو الذي من كثرة حبه لا يدع لطفله الفرصة لأن يقوم بعمل شيء أو حتى ليعبر عن نفسه بطريقته الخاصة، وولي الأمر المعلم، وهو الذي يتحدث في معظم الأوقات ناسيا أن أفضل طريقة لتعليم الطفل هي أن يشارك بنفسه في الحديث بدلاً من مجرد المشاهدة أو اتباع التعليمات. إن النمط الجيد من أولياء الأمور هو ولي الأمر المستجيب، الذي يشجع الطفل على التخاطب، ويكون مستجيباً لمحاولات الطفل للتحدث، ويساعد عليه، ويشاركه في أعماله وألعابه.
ونرى أن تأثير الأم أسبق وأشمل من تأثير الأب، حيث إن علاقة الطفل بأمه تبدأ من اللحظات الأولى من حياته، وهي في اتصال مستمر معه، لهذا يشكل أسلوب ومضمون خطابها معه الأساس الأول في أسلوب ومضمون خطاب الطفل.
أما الوالد فعلاقته مع الطفل تبدأ متأخرة قليلاً عن الأم، حيث تبدأ تقريباً في الظهور في السنة الثانية من عمر الطفل، مع نمو خبرته بوسط الأسرة الاجتماعي، فيزداد انتباهه وحبه لأبيه كلما اجتمع به، وتتوقف هذه العلاقة على مدى عطف ومحبة الأب لطفله، غير أن هناك حقيقة هامة وهي أن درجة معرفة الطفل لأبيه وتعلقه به لا تتوقف على عدد الساعات التي يقضيها الأب مع ابنه، بل تتوقف بدرجة كبيرة على طريقة معاملته للطفل، ومدى تشجيعه للحوار والاتصال معه، فاشتراك الأب مع أولاده في بعض الأعمال والحوار وتشجيعه لهم على القيام بالأعمال المختلفة حتى في حال إخفاقهم، وإتاحة الفرصة أمامهم لقيادة الحديث والسؤال، كل هذه الأشياء تقضي على أية فكرة سيئة عن الأب باعتباره أباً مخيفاً عديم النفع، هذه المعاملة من جانب الوالد تساعد بدرجة كبيرة على نمو الطفل واتصاله بأبيه، ما يشعر الطفل باهتمام الأب له، ورعايته والعناية به، ولا تستطيع الأم وحدها أن تعوض الطفل النقص الذي ينشأ عن غياب الأب، أو عدم عنايته والإشراف على أبنائه.
إن فهم أهمية التخاطب المبكر مع الطفل، وأسلوب هذا التخاطب، هو الأساس الأول في إعداد الطفل وتنشئته التنشئة الصالحة بما يضمن حقوقه، ويؤهله للقيام بواجباته، كما ينبغي التأكيد على أنه ليس المهم دائماً معرفة ماذا نقول للطفل، فكما قيل الفن الحقيقي ليس أن تقول الشيء الصحيح في الموضع الصحيح وحسب، بل وأن تمتنع عن قول الشيء الخطأ في اللحظة الحرجة.

كيف أقوي شخصية ابنتي؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لدي بنت تبلغ من العمر سبع سنوات، هي الآن في الصف الثالث الابتدائي، ومتفوقة في الدراسة، ولكن أعاني منها في مشكلتين: الأولى: أنها ضعيفة الشخصية، بمعنى أنها في وجود أطفال آخرين معها تكون تابعةً لهم، تفعل ما يملونه عليها من دون أن تبدي أي رأي لها.. والثانية: أنها أحياناً تجلس منفردة وتغطي نفسها، ومن تحت الغطاء تخلع ملابسها، وواجهتها مرة وهددتها بالعقاب إذا تكرر هذا الفعل، ولكنها كررتها مرةً أخرى، وتظاهرت بأني لم أرها؛ لأني لا أعرف ما هو التصرف السليم في مثل هذه الحالة، أفيدونا وجزاكم الله عنا خير الجزاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أخوكم/ أبومحمد.
الإجابة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أخي الفاضل «أبومحمد» حفظك الله ورعاك، كما أشكرك على تواصلك مع موقع (وياك للاستشارات) جمعية أصدقاء الصحة النفسية.
اعلم أن الأسرة لها أهمية بالغة في تكوين الشخصية، وقد أولاها الإسلام العناية التي تستحقها، وأنا أقولها لك لا داعي للقلق بالنسبة لشخصية ابنتك، فهذا ليس ضعفا في الشخصية وإنما هو تواكل، حيث يتغير بتغير وتطور السن، وهنا لا يكون للطفل رأي أو تصرف نحو أي عمل، بل ينتظر من غيره أن ينجز له العمل أو يملي عليه أي عمل كان، وهناك من يكون له الخضوع التام للآخرين، وهذا يؤدي به إلى سلوك لا اجتماعي، وفي هذه الحالة تحتاج ابنتك إلى بعض التوجيهات والكلمات الطيبة التي توضح لها الخطأ من الصواب دون استعمال العصبية والغضب.
أما بالنسبة للمشكلة الثانية: فإن البنت قبل سن العاشرة تكون لها رغبة جنسية في ممارسة العادة السرية، والعبث بالأعضاء التناسلية ابتغاء الاستمتاع، وهذا ما دلت عليه الدراسات المتخصصة في ذلك، لهذا لا بد من التفريق بين الأولاد والبنات، وهنا يكون دورك كأب وفي الوقت نفسه كمربٍّ، حيث يجب عليك أن تقوم بما يلي:
1- تقوية صلة البنت بالله تعالى، وتذكيرها برقابته عليها، وأنه لا تخفى عليه خافية.
2- تعلمها الحياء من الله ومن الملائكة الذين لا يفارقونها.
3- حاول أن تكون لها صديقات من أسر ملتزمة بمنهج إسلامي في التربية.
4- حاول أن تشغلها بما يفيدها ولا تتركها تجلس لوحدها، وفي الوقت نفسه تستغل طاقتها العقلية والجسمية.
5- يجب أن تلعب وتخالط زميلاتها ولا تتركها تنفرد لوحدها.
واعلم يا أخي أنه متى ظهر خلق جميل وفعل محمود من ابنتك فينبغي أن تكرمها وتجازيها وتمدحها، وإن خالفت ذلك في بعض الأحوال فحاول أن تعاتبها سراً وليس أمام الجميع، ولا تكثر عليها العتاب؛ لأن ذلك يهون عليها سماع الملامة، وفقك الله وسدد خطاك.

التفكير الإيجابي
1- الخوف من أي محاولة جديدة طريق حتمي للفشل.
2- الناس الذين لا يخطئون أبداً هم الذين لا يتعلمون أبدا.
3- محاولة النهوض من السقوط أفضل من أن تداس بالأقدام وأنت على الأرض.
4- اسأل نفسك دائما عما تخاف وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
5- ليس السؤال كيف يراك الناس ولكن كيف أنت ترى نفسك.
6- لا تقاس السعادة بالمال ولا الشهرة…. الهداية هي السبيل إلى السعادة الحقيقية.

همسات
– اهتم بشريك حياتك كما تهتم بنفسك، وأحب لها كما تحب لنفسك.
– عليك أن تفهم قدسية الرابطة الزوجية وأنها ميثاق غليظ ففكر ألف مرة قبل أن تتخذ خطوة بعدها لا ينفع الندم.
– عش يومك ولا تفكر بهموم الغد الذي لم يحن بعد وتصرف في حدود إمكاناتك.
– أعط القدوة من نفسك لشريكك في الحياة، ودع أفعالك هي التي تتحدث وتتكلم عن شخصيتك.
– تذكر حسنات زوجتك عند نشوب أي خلاف بينكما ولا تجعل مساوئها تسيطر على عقلك فتنسيك حسناتها.
– أيتها المرأة لا تضايقي زوجك بكثرة أسئلتك فيما لا يخصك عندئذ يترك زوجك البيت ويمضي إلى مكان آخر يستريح فيه.
– أبناؤكم نعمة كبرى فلا تجعلوهم نقمة بإهمالكم لهم وسوء تربيتهم والانشغال عنهم بأي شيء.

تحصيل السعادة

إن السعادة تكمن في تحقيق التوازن بين مطالب النفس والجسم والروح، وبين مطالب الفرد والجماعة، ولا يتحقق هذا إلا إذا عمل الإنسان في تحقيق الأهداف التي من أجلها خلق، وهي عبادة الله وتعمير الأرض.
وهو لا يستطيع النهوض بها وحده بل ينهض معه بها أناس كثيرون، فترتبط سعادته بسعادة من حوله ويندفع إلى التعاون معهم لتحقيق كماله الإنساني.
ولا يتعارض الحصول على السعادة في الدنيا مع الحصول عليها في الآخرة، بل يرتبط بها ويؤدي إليها، لكن السعادة في الدنيا لا تصلح أن تكون غاية إنسانية لأنها سعادة ناقصة لا ترقى إلى مستوى السعادة في الآخرة التي يجب أن يجعلها الإنسان غايته التي يسعى لها فيسعد في الدنيا والآخرة، فالسعيد في الآخرة سعيد في الدنيا بعمله الصالح وحبه للناس وعبادته لربه.
ولم يهتم علم النفس الحديث بماهية السعادة بقدر اهتمامه بكيف يكون الإنسان سعيدا، ووضع كثير من علماء النفس مناهج وبرامج لتنمية الشعور بالسعادة وتخفيف مشاعر القلق والتوتر والشقاء، وذهبوا إلى أن سعادة الإنسان محصلة مشاعر الأمن والطمأنينة والكفاءة والجدارة والرضا عن النفس وعن الناس والاستحسان والتقدير والاستمتاع بالعمل والإقبال على الحياة والإيمان، وهذا يعني أن السعداء هم المتمتعون بصحة نفسية.
فالسعادة مشاعر إنسانية فيها تضحية وإيثار، وثقة في الناس ومودة لهم واحترام متبادل، وأقل الناس سعادة هو الذي يسعى إلى إسعاد نفسه، يليه في السعادة الذي يسعى إلى إسعاد أسرته وأولاده، ثم الذي يسعى إلى إسعاد أهله وأصحابه وجيرانه، وأكثر الناس سعادة هو الذي يسعى إلى إسعاد الناس جميعا.
والسعادة تنبع من داخل الإنسان ولا تأتيه من خارجه، وهي ليست في تحصيل الملذات والشهوات الحسية بقدر ما هي في تحصيل الملذات النفسية والروحية، والتي تبعث في النفس طمأنينة وانشراحا وراحة وصفاء، وهذه المشاعر لا يحصلها الإنسان بالصدفة، أو من ضربة حظ، بل هي ثمرة جهود منظمة، وسلوكيات إرادية هادفة إلى تنميته من الناحية الجسمية والروحية، وإلى تقوية علاقته بالناس والحياة.

img

السبت، 28 مارس 2015 02:15 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
سر تأخُّر النطق عند الطفل

تأخر النطق عند بعض الأطفال مشكلة تؤرق الأهل وتوترهم، متى يفترض أن يتكلم طفلي، ولماذا يتكلم غيره من الأطفال قبله، وهل يعاني طفلي من مشكلة ما، وما هي أسباب تأخر النطق؟؟ أسئلة كثيرة تخطر ببال الوالدين… تعالوا معنا في هذه الجولة لنتعرف على هذا الموضوع بشكل أوسع، ونجد ما نبحث عنه.
الكلام أو النطق هو أحد مظاهر ومؤشرات التطور الطبيعي عند الأطفال، ويختلف التطور النطقي من طفل إلى آخر وحتى ضمن نفس العائلة، ومن المهم جداً فحص الطفل منذ ولادته، للتأكد من أنه لا يعاني من الصمم (الطرش) أو من تخلف عقلي أو أية أمراض أخرى تؤدي للتأخر في النطق واللفظ، ويجب معرفة أن الطفل الذي يفهم الأوامر البسيطة ويستجيب لها وبلغة بسيطة مثل: اجلس، أحضر الكرة، وغيرها، فإنه عادة ما يكون قادراً على السمع وفهم ما يقال له. ولكن بعض الأطفال بعمر 2 أو 3 سنوات، يلاحظ أنهم يحصلون على ما يريدون عن طريق الإشارة أن التعبير بتقاطيع الوجه من دون التعبير باللفظ والكلمات، وهذه أسهل لهم من الكلام ولذلك يتأخر بعضهم في النطق.
إن أحد الأمور المهمة التي يستطيع الأبوان أن يفعلاها هو أن يعملا على وقاية طفلهما من الصعوبات المتعلقة بالكلام، خاصة تلك التي تنشأ عن أمراض الطفولة المبكرة، ففي هذه الأيام التي تتسم بكثرة العقاقير وآثارها الشفائية الرائعة، فإن التهابات الأذن الوسطى أمر شائع بين الأطفال، خاصة الذين لم يتجاوزوا السنة الثانية من عمرهم، وتصيب %65 منهم، ولا يقتصر أثرها على الآلام التي تسببها للطفل أثناء إصابته بها، وإنما تمتد إلى ما بعد فترة العلاج، حيث إن السوائل المختلفة عنها تبقى إلى فترة طويلة من الوقت تاركة آثارها السلبية في تخفيف السمع إلى حد إعاقة نمو الطفل، بسبب تشويشه على عملية اكتساب المهارات اللغوية.
ويستطيع الأبوان أن ينتبها إلى اضطرابات السمع المتوقعة في الأطفال الذين هم دون الثانية من العمر، وذلك عن طريق ملاحظة وجود أحد أنماط السلوك التالية:
– قد يكون الطفل قادرا على سماع الأصوات مثل رنة التلفون وعاجزا عن التعبير عنها.
– التأخير اللغوي وهو ظاهرة تتسم بالبطء الواضح في اكتساب نمو المهارات اللغوية المتعلقة باستيعاب الأفكار والتعبير عنها.
– الحسبة الكلامية: وهي ظاهرة تتميز بفقدان اللغة نتيجة لتلف دماغي أو صدمة نفسية.
– فقدان القدرة على التعلم، تشير إلى عجز عن التعامل مع اللغة، وإلى النقص الواضح في تفهم المنبهات التي تتلقاه عيناه وأذناه.
– التأتأة أو الفأفأة: وهي تدل على انقطاع في تدفق الانسجام الكلامي ويذكر أن كثيرا من الأطفال يعانون من نقص في الطلاقة في مرحلة ما قبل المدرسة، وهي تزول بشكل طبيعي فيما بعد. يستطيع الأبوان أن يعملا على اكتشاف الاضطرابات اللغوية والكلامية في مرحلة مبكرة، وذلك عن طريق ملاحظة الأمور التالية:
– هل الطفل ما زال يستعمل إشارات اليدين وإيماءات العينين أكثر من الكلام، وذلك في سن لثالثة.
– في سن الرابعة أو الخامسة، هل طفل يعاني من صعوبات تتعلق باستيعاب تسلسل الأحداث في قصة ما، أو يقول كلاما غير مفهوم أحيانا.
– هل تلاحظ الفرق بين النمو اللغوي والكلامي للطفل مقارنة بزملائه.
في مثل هذه الأحوال يجب أن يخضع الطفل إلى فحص.
ونلاحظ أن الطفل قد يعاني من بعض الصعوبات المعينة في تعلم لغة الكلام خلال السنوات العديدة الأولى من عمره، ومن المحتمل بنسبة كبيرة أنه سيعاني من صعوبات كبيرة في القراءة، وفي هذه الحالة لا بد من إبلاغ المدرسة، لتتمكن من مراعاة الفارق الفردي الذي يميز الطفل عن رفاقه.

اجعل همتك عالية

تحتاج الأمم جميعها إلى أصحاب الهمم والطموح، فهم صناع الحياة وقيادات المستقبل في أي أمة من الأمم في القديم والحديث، وحتى في موازين الله تعالى في الدنيا والآخرة.
فلا نستطيع أن نغير ما بأنفسنا ونحن نعيش في كسل وفتور، فالهمة لا تدعو إلى الكسل والتراخي عن العمل وضعف في الإنتاج، بل تحتاج إلى صبر واحتساب، ويتسلح فيها العبد بقوة الإرادة والعزيمة فينطلق نحو التغيير ما بالنفس بهمة عالية وبإيمان قوي في ميادين العمل المختلفة من أجل البناء والإعداد.
كثير منا يصيبه الفتور وضعف الهمة ولم يستشعر أهمية وجوده في هذه الدنيا والغاية من خلقه، ونسي الطريق إلى الله وإلى الجنة وصرفت أوقاتنا في غير فائدة، وهذه حالة كثير منا، وما زلنا نعاني منها، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم يوضح ويبين لنا الحل في حديثه الذي قال فيه: (من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة) رواه الترمذي، لقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم نقطة بداية لمن ضعفت عزيمته -من أمثالنا- فمن استشعر أهمية ما يريد وخاف ضياعه فإنه لا ينتظر إلى الصباح ليذهب إليه، بل يبادر بالسير ولو ليلا، ومن كانت هذه همته وصل إلى مقصوده فكيف بأعظم وأغلى سلعة -الجنة- أليس من الأحرى أن يبادر الجميع إلى تحصيلها مثل مبادرتهم للحصول على السلع الأخرى من أسواق الدنيا إن لم يكن أشد.
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (فأول منازل العبودية اليقظة وهي انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة العبودية والله ما أنفع هذه الروعة وما أعظم قدرها وخطرها، وما أشد إعانتها على السلوك فمن أحس بها فقد أحس والله بالفلاح، وإلا فهو في سكرات الغفلة فإذا انتبه سمر لله بهمته إلى السفر إلى منازله الأولى وأوطانه التي سبي منها، واعلم أن العبد قبل وصول الداعي إليه في نوم الغفلة، قلبه نائم وطرفه يقظان فأول مراتب هذا النائم اليقظة والانتباه من النوم، وكأنها هي القومة لله المذكورة في قوله تعالى: (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لهم مثنى وفرادى) سبأ- 64.
فمن دون هذه اليقظة يظل الراقد راقدا، والغافل غافلا عما يحدث حوله، وعن المصير الذي ينتظره فيخسر آخرته ويقسو قلبه وتضعف همته.
والتفاؤل عمل وجد ومثابرة وليس تواكلا ولا كسلا ولا اعتمادا على الغير ثم في الأخير تنتظر النجاح والفوز والنصر، وإذا لم يحصل لك ذلك تصاب بالتشاؤم والإحباط واليأس والحزن، إذن فالتغيير يبدأ من أنفسنا والله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فالخلل في أنفسنا، فلماذا التشاؤم والعلاج بأيدينا، ولنترك باب الأمل مفتوحا، وهذا يبعد عنا الضيق والحزن وتذكر قول الله تعالى: (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) الانشراح 5، 6، وقال تعالى: (سيجعل الله بعد عسر يسرا) الطلاق 7.
واعلم أخي أنها كلما اشتدت عليك الأمور فإن الفرج قد اقترب، وهذا مصداق لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس: (واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا).

كيف تتغلب على الخجل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. مشكلتي تتلخص في كوني لا أستطيع أن أجيب أستاذا عن سؤال ما يطرحه علي حتى ولو كنت أعرف الجواب كما أنني لا أشارك في القسم أبدا.. من فضلك ساعدني لأنني مقبلة على الحياة الجامعية وسأضطر لإجراء امتحانات شفوية ومقابلات.. بارك الله فيك.. أختكم/كوثر.
الإجابة/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الأخت الفاضلة كوثر حفظك الله ورعاك، كما أشكرك على تواصلك مع موقع وياك للاستشارات..
هذه المشكلة التي تعاني منها (الخجل) مصدرها الأساسي هو عدم تقديرك لذاتك، فأنت لديك من القدرات والمهارات ما تستطيعين به أن تواجهي المشاكل، وإذا أردت أن يكون لديك تقدير عال لذاتك فلا بد أن تتصفي بصفات، وتكون هذه الصفات في مظهرك وسلوكك:
1- أن تكوني هادئة، مسيطرة على انفعالاتك ومشاعرك عندما تواجهك الصعوبات والمخاطر والتحديات.
2- يجب أن تكوني متوازنة في حياتك، لا تغلبي جانبا على جانب آخر، وأن تميلي إلى البساطة وتهتمي بالتمارين الرياضية، وتعتني بصحتك.
3- أن تكون لديك حيوية وعزم، وأن تعشقي العمل مهما كان شاقاً، وأن تتسمي بالحماسة والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير.
4- أن تكوني صريحة في كلامك وواضحة، لا تميلي إلى استخدام الإشارات عند الحديث مع الآخرين.
5- تفاءلي وتوقعي دائماً الأفضل مع الآخرين، وعندما تواجهي أية مشكلة لا تتركي الإحباط واليأس يتغلب عليك، وإنما حاولي أن تتجاوزي ذلك بسرعة، وأقبلي على تصميم الحياة من جديد.
6- حاولي أن تعتمدي على ذاتك، وتكون لديك استقلالية في اتخاذ القرارات دون الرجوع للآخرين أو انتظار وصاية من أحد.
7- اشتركي في العمل الجماعي، وليكون شعارك الحب والتعاون، وابتعدي عن حسد الآخرين، وأحبي الخير لغيرك كما تحبيه لنفسك.
8- حاولي أن تطوري من ذاتك ولا تبقي على نفس النمط أو نفس التفكير، بل اسعي دائماً نحو التطوير والنماء.
أما فيما يخص الخجل فباستطاعتك التغلب عليه إذا ابتعدتِ عن السلبية في التفكير، وتحليتِ بالإيجابية، وهناك خطوتان أساسيتان للتغلب على الخجل هما:
1- قدري ذاتك، واستغلي قدراتك ومهاراتك في التغلب على الخجل.
2- يجب أن تكون لديك قوة الإرادة وقوة التصميم على مواجهة المشاكل ومواجهة الآخرين، والاحتكاك معهم من خلال الدراسة أو المنزل أو العمل، وهذا سيزيدك ثقةً بنفسك وتتغلبين على الخجل تدريجياً بإذن الله تعالى.. وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
– الخوف من أي محاولة جيدة طريق حتمي للفشل.
– اجعل فشلك بداية جديدة لنجاحك.
– ليس السؤال كيف يراك الناس ولكن كيف أنت ترى نفسك.
– مشكلتك ليس قلة ما تملك ولكن مشكلتك قلة الدوافع.
– إذا لم تكن تعرف طريقك جيدا لن تستطيع الوصول إلى نهايته.
– الشخص الحر هو الذي يقول لا للخطأ ونعم للصواب.
– عندما تفهم معنى وجودك في الحياة سوف تدرك أنها هامة بالنسبة لك.
– أهم أسباب الفشل في الحياة هو عدم الاعتراف بالأخطاء.

همسات
– احترم ذوات أبنائك ومشاعرهم، وحاجاتهم وميولهم.
– احترام إنجازاتهم ولو كانت يسيرة.
– ذم الفعل والسلوك الخاطئ ولا تذم الفاعل ذاته، فلا تقل: أنت كذاب، وقل: هذا كذب.
– تخير الكلمات المشجعة والمحفزة لهم.
– المشاجرات المتكررة للوالدين أمام الأولاد تقلل من احترام الأولاد للآباء.
– تجنب السب واللعن والألقاب السيئة والتحقير لأولادك.
– لا تمنعهم من مجالسة الكبار المعروفين بالخير والاستقامة، فهذا يزيد من تقديرهم.

Pages