728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

أنا فتاه غير متزوجة وعمري 25، من يوم ماكان عمري 10 سنوات وأنا امارس العادة السرية
مع الأسف كنت أظن أن القرب من الجنس الآخر هو الضرر فقط بحكم عائلتي المتدينة كنت تخشى قرب الذكر من البنت مع ذلك نسيت تماماً أن تخبر أن هناك شيء اسمه العادة السرية – لا أعلم هل هي هرمونات أو أمر أخر، لكني كنت أمارسها وبعدها أتركها، وقريب كنت أمارسها وأستطيع الجلوس سنه دون ممارسة لكن في فصل الشتاء – تزداد الممارسه بذات هذا الشتاء لا أعلم لماذا، وعائلتي من العوائل الجافه عاطفياً جداً، يعني قد تمر الشهور والشهور ولا أحد يحظنك وكلمه رائعه (الحلوه) لايقولونها إلا بصوت منخفض بعكس الكلمه (السيئة)، وعندما أتكلم في بعض الأحيان والدتي لاترد علي أو تكون ساجه أو تفكر في أمر ما وإذا تحمست في موضوع تقلب السالفة إلى هوشة مع الأسف لأنها تدقق، المهم إني أصبحت لا أتكلم كثيراً في البيت لأن الأغلب لا يسمعني جيداً مع أنني منصته لمن يتكلم مع الأسف الشديد.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت الفاضلة: أهلاً بك في موقعك "وياك"، ونحن سعداء جداً برسالتك، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يحفظ والدتك وأخاك، وأن يُقدِّر لكم الخير حيث كان، وأن يرضيكم به.
وأما بخصوص رسالتك؛ فإننا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: نحن نتفهم حديثك لكن دعينا نبدأ من آفة التغيير ووجود التبرير، دعينا من الحديث عن فقد الحنان وأنه الدافع للوقوع في المعصية لأن الواقع يخبرنا أن فتيات كثيرات حرمن مما رحمت منه ولم يقعن في المعصية، ونحن مع تفهمنا للأثر النفسي عليك من الجفاء العاطفي إلا أننا نختلف في طريقة المعالجة، فالعلاج لا يكون بالهروب إلى المعصية، المهم أن أول الطريق أن نتبعد عن أي تبرير حتى نستطيع التغيير.
ثانيا: الناس -أختنا الفاضلة- درجات، وهم يتفاوتون بمقدار ما منحهم الله من عطايا وفضل، ثم بما بذلوه من جهد، وقد حباك الله -عزَّ وجلَّ- بما ينبغي شكره عليه لا محاربته به، فمثلك يجب أن تشكر نعم الله عليها بمزيدٍ من التقرب إليه، والبعد عما حرم الله، وقد جربت -أختنا- طريق العادة فماذا جنى عليك؟ هل أعاد لك الهدوء المنشود؟! هل منحك البعد الاجتماعي المطلوب، أم هي مجرد نزوةٍ عابرةٍ يوشك أن ترحل لتترك محلها حسرةً وندماً؟!
ثالثا: إن أعظم انكسارٍ في الحياة ليس انكسار الناس أمام الناس؛ لأن هذا يوشك ببعض الجهد وبعض الأخلاق الحسنة مع عامل الزمن أن يندمل، إنما الانكسار الحقيقي أن ينكسر المرء أمام نفسه، فاحذري -أختنا الفاضلة- من ذلك، وقد حماك الله -عزَّ وجلَّ- من شبح التعارف على الشباب، وكلماتك كانت منطقيةً تماماً، وللأسف غيرك قال هذا الكلام بعد أن ضاعت منها الدنيا وأعز ما لديها، فاحمدي الله على العافية.
رابعاً: الوحدة أمرٌ سلبي، لكنها لا تدفع إلى المعاصي، فلا ينبغي أن تربطي هذا بهذا.
خامساً: : من الأمور الهامة التي يجب أن تكون حاضرةً في ذهنك: أن ما فعلتيه من ممارسة العادة السرية معصيةٌ وذنب، وأنك من غير قصدٍ جعلت الله أهون الناظرين إليك، لكن هذا لا يعني نهاية الطريق، بل إن باب التوبة مفتوح، فلا تظني أن الله لن يقبل توبتك وقد فعلت ما فعلت، فالله كريمٌ غفورٌ رحيمٌ، وهو القائل: {‏‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} أي: يا عبادي الذين أكثروا على أنفسهم من الخطايا والذنوب لا تيأسوا من رحمة الله، {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} أي: إنه يغفر الذنوب جميعاً عظمت أم صغرت، كثرت أم قلت، بل زاد فضل الله وكرمه حين يبدل السيئات والموبقات إلى حسناتٍ كريماتٍ فاضلات، قال الله جل وعلا: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.
ساادسا: التوبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم هي الندم، وهي الرجوع عما يكرهه الله من العبد ظاهراً وباطناً، وهي الهداية الواقية من اليأسِ والقنوط، وهي أول المنازل وأوسطها وآخرها كما قال ابن القيم -رحمه الله-، وهي بدايةُ العهد وخاتمته، وهي ترك الذنب مخافة الله عزَّ وجل، وهي استجابةٌ لأمرِ الله، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا تُوبُوا إلى اللهِ توبةً نصوحاً} وهي سببٌ لفلاحك في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وتوبُوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنونَ لعلَّكم تُفلحون} وهي الجالبة لمحبة الله لك، قال تعالى: {إن الله يُحبُّ التَّوابينَ ويُحِبُّ المُتطهِّرين} وهي سببٌ لدخولك الجنة ونجاتك من النار، قال تعالى: {فخلفَ من بعدهم خلفٌ أضاعُوا الصَّلاةَ واتبَّعوا الشَّهواتِ فسوفَ يَلقونَ غياً*إلا من تابَ وآمنَ وعملَ صالحاً فأولئك يدخلونَ الجنَّةَ ولا يُظلمونَ شيئاً} وهي الجالبة لنزول البركات من السماء، وزيادة القوة والإمداد بالأموالِ والبنين، قال تعالى: {ويا قومِ استغفِرُوا ربَّكم ثم توبُوا إليه يُرسلِ السَّماءَ عليكم مدراراً ويزدكم قوةً إلى قوَّتِكُم ولا تتولَّوا مُجرمين} وهي من أسباب تكفير سيئاتك، وتبديلها إلى حسنات، قال سبحانه: {إلا من تابَ وآمنَ وعمِلَ عملاً صالِحاً فأولئك يُبدِّلُ اللهُ سيئاتِهم حسنات وكانَ اللهُ غفوراً رحيماً}.
ثامناً: إننا ندعوك حتى تصح توبتك، وتعودي كما كنتِ الفتاة البريئة، وحتى تتغلبي على هذه الشهوة أن تقومي بعدَّةِ أمور:

1- الاقتناع الذاتي أولاً بأنك قادرة على تجاوز تلك المرحلة، فما لم يتم الاقتناع الداخلي، فإن العلاج سيكون ناقصاً غير كامل. وقد نجحت أشهرا في ذلك والحمد لله
2- زيادة التدين عن طريق الصلاة -الفرائض والنوافل- والأذكار، وصلاة الليل، وكثرة التذلل لله عزَّ وجل، واعلمي أن الشهوة لا تقوى إلا في غيابِ المحافظة على الصلاة قال الله {فخلفَ من بعدهم خلفٌ أضاعوا الصَّلاةَ واتَّبعُوا الشَّهوات} فكلُّ من اتبع الشهوة يعلم قطعاً أنه ابتعد عن الصلاة، وبالعكس كل من اتبع الصلاة وحافظَ عليها، وأدَّاها كما أمره الله، أعانه الله على شهوته.
3- اجتهدي في الإكثار من الصيام؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء).
4- ابتعدي عن الفراغ عن طريق شغل كل أوقاتك بالعلم أو المذاكرة، أو ممارسة نوعٍ من أنواع الرياضة، المهم أن لا تُسلِّمي نفسك للفراغ مطلقاً، وأن تتجنبي البقاء وحدك فتراتٍ طويلة.
5- ابتعدي عن كل المثيرات التي تثيرك، واعلمي أن المثيرات سواءً البصرية عن طريق الأفلام، أو السماعية عن طريق المحادثات، أو أياً من تلك الوسائل لا تُطفئ الشهوة، بل تزيدها سعاراً.
6- ننصحك بالاجتهاد في إيجاد بعض الصديقات الصالحات التقيات؛ فإن المرء قويٌّ بإخوانه ضعيفٌ بنفسه، والذئب يأكل من الغنم القاصية، فاجتهدي في التعرف على أخواتٍ صالحات.
7- تجنبي الجلوس وحدك، ولا تخلدي إلى النوم إلا وأنت مرهقة تماماً.
وأخيراً: عليك كثرة الدعاء أن يصرف الله عنك الشر، وأن يقوي إيمانك، وأن يحفظك ويحفظ أهلك من كل مكروه، ونحنُ ننتظر منك رسالةً تبشرينا فيها بتغير حالك، فإنا نتوقع لك بإذن الله مُستقبلاً باهراً. والله الموفق.

د . أحمد المحمدي أحمد متولي
دكتوراه في البحوث والاستشارات , ‏ليسانس حقوق , دبلوم الارشاد الاسري والتربوي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما