التاريخ: 2017-01-14
الإستشارة:
عمري 47 عام، وأعمل مديرة إدارة. أحلل شخصية وأفعال الطرف الآخر، وأفسر تصرفاته حسب ما أريد أن أرى الحدث، وأعيش في وسوسة الشيطان، دائما عندي ظن سيء بالناس، كيف استطيع التخلص من هذه الأفكار التي تدمر النفسيه والحياة، فأنا أرسم وأحلل تصرفات الشخصية التي أمامي بسلبيه كبيرة.
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد قرأت رسالتك بعناية وسوف أرد عليها في ضوء المعلومات المتاحة حيث إنها تحتاج للعديد من نقاط التوضيح مثل ( ماذا تقصدين بوسوسة الشيطان ، وما هي هذه الوساوس أي هل يمكنك أن تعطي أمثلة عليها ، ومن هو الطرف الأخر هل هو أي شخص تتعاملين معه سواء كان طفل أم رجل أم امرأة أم يقتصر الموضوع علي جنس دون غيرة ) هذا للتوضيح وللاستفادة بشكل أكثر في المرات القادمة ان شاء الله تعالي .
وعلي كل يمكن الرد في ضوء تلك المعلومات التي وصلتنا منك فقط كالتالي :-
يتضح من خلال الشكوى انه يغلب عليك سوء الظن والمشاعر السلبية تجاه الأخرين وغالبا ما يكون السبب في الكثير من الحالات المشابهة نتيجة عوامل شخصية في الأساس ولكي نوضح ذلك بشكل أكثر يمكننا القول أننا نستطيع أن نفرق بين المشكلة والسلوكيات المعتادة والعابرة بطريقة بسيطة وهي ( الشدة والتكرار ) هذا بخلاف التعميم
أي إنه إذا أصبح الأمر يتسم بالعمومية ( أي أنني أري الناس كلها بطريقة سلبية قطعا هناك مشكلة نفسية تحتاج للتشخيص الدقيق والعلاج اللذي غالبا ما يكون نفسيا )
كذلك التكرار هل هذا السلوك له نمط زائد أم أنه في زيادة مضطردة ( علي سبيل المثال بدأت المشكلة بأنني كنت أشعر بمشاعر سلبية تجاه صديقتي ثم تطور الأمر إلي بقية الاصدقاء ثم الأخوات والأقارب ) في هذه الحالة من الواضح بلا شك أن هناك مشكلة نفسية وشخصية تحتاج للتشخيص الدقيق والعلاج ايضا .
ولكي لا أطيل عليكي غالبا ما يكون هناك مشكلة لها علاقة ( بالثقة بالنفس ) وبالتالي يحدث نوع من الإسقاط أي إلقاء السمات السلبية المتعلقة بشخصيتك علي الأخرين ولكن هذا يتم بطريقة لا شعورية حيث يكون في الكثير من هذه الحالات هناك تخوف من أن يتم إدركك بطريقة سلبية من قبل الطرف الأخر مما يزيد من حدة القلق والتوتر وبالتالي الطريقة المثلي للتغلب علي ذلك هي ما يلجأ اليه العقل الباطن أحيانا عن طريق الإسقاط كما بينا في السطور السابقة.
ويكون الحل بسيط جدا وهو تحديد الأفكار والسلوكيات الخاطئة والتي قد تحتاج من 8/ 12 جلسة علاج نفسي لتغيير الأفكار الخاطئة وتبني استراتيجيات جديدة للتفكير يتخللها برنامج لزيادة الثقة بالنفس وتنمية المهارات الخاصة بالتواصل الاجتماعي والله أعلم وهذا هو الرد في ضوء ما وصلنا منك.
د. وائل محمود