بنتي كثيرة الحركة

التاريخ: 2017-03-08

الإستشارة:

بنتي كثيرة الحركة عمرها ست سنوات.اولى ابتدائي..يشتكون منها المعلمات..تضرب زميلاتها وتغار منهم لانهم لايلعبون معها..

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي السائلة حفظكِ الله ورعاك، كما أشكركِ على تواصلك مع موقع وياك للاستشارات النفسية ، وإن شاء الله تعالى نكون عوناً لك لمساعدتكِ في تحسين سلوك ابنتك .

اعلمي –أختي- أن تربية الطفل فنٌ قائمٌ بذاته، يتطلب الذكاء من قبل الوالدين، بالإضافة إلى الخبرة والجهد والتضحية، فليست تربية الطفل مجرد روتين يتبع، كتقديم الطعام والكساء والمأوى مع الخدمات الصحية والإرشادات الكلامية، إلى أن يصبح الطفل رجلاً وتصبح البنت امرأة فيتولى نفسه بنفسه أو تتولى نفسها بنفسها، ولكن المسألة أبعد من ذلك بكثير وأعمق من ذلك بكثير، فبمقدار ما تكون التربية الطفولية مستقيمة وسليمة بقدر ما نحصل على أطفال يتمتعون بالصحة النفسية التامة والسلوك الحسن.
وأريد أن أوضح لك أمرا مهما فإذا كانت طفلتك كثيرة الحركة للدرجة المزعجة ولكن لا تكفي شكوى المدرسات ، وإنما تلاحظين عليها أيضا أنت هذه الحركات داخل البيت وخارجه وفي كل مكان فهذا ربما يكون مؤشراً على أنها تعاني من مشكلة فرط الحركة الزائد وتشتت الذهن ، وهذه المشكلة يعرف أنها تؤدي إلى ضعف التركيز لدى الطفل، وكذلك عنادها وعدم انصياعها للتوجيه، وزيادة انفعالاتها وتمردها، فإذا كانت الحركة فعلاً بالكثرة المزعجة، فهنا يحتاج منك زيارة طبيب الأطفال والمختص في الأمراض العصبية أو المختص في العلاج النفسي من أجل عمل فحوصات للتأكد هل هذا السلوك هل هو مرض أم مجرد حركات تدخل في إطار حركة ولعب الأطفال ، ولكن لا أريدك أن تقلقي فالأمر بسيط فالعلاج موجود ولله الحمد سواءا كان نفسي أم سلوكي .
أما إذا كانت حركة طفلتك بسيطة وأنت قلَّ لديك درجة الصبر والتحمل، ففي هذه الحالة نقول لك: عليك أن تصبري على طفلتك، وأن تلجأي إلى أسلوب التجاهل والتحفيز والتشجيع ، وتحاولي أن تتواصلي مع الأخصائية النفسية في المدرسة وتوضح لها هذا الأمر أن طفلتك تحتاج إلى أمرين هامين كما ذكرت لك ، التأكد من أنها لا تعاني من مرض فرط الحركة ، والصبر على التعامل معها ومحاولة تفريغ قوتها في شيء يعود عليها بالفائدة سواءا في المدرسة أو خارج المدرسة .

ومطلوب منك أيضا أختي الفاضلة التجاهل بمعنى أن تصبري على عنادها وعلى اندفاعاتها وانفعالاتها، ولا تتفاعلي معها في نفس اللحظة، وبالتجاهل وشيء من التوجيه المعقول دون إبداء الغضب والانفعالية من جانبك، هذا إن شاء الله يقلص كثيراً من العناد والانفعالات الزائدة لدى طفلتك .


وبالله التوفيق .