728 x 90



img

حرصا على اهتمام جمعية أصدقاء «وياك» للصحة النفسية بالانخراط في المجتمع، ومعالجة ما لا يستطيع الدواء علاجه، وحرصا منا كأصدقاء للجمعية على المبادرة وتفعيل دور الفرد لحياة أفضل، فالرحلة لتغيير وضع المرأة العاملة في دولتي الحبيبة قطر يبدأ من هنا، معكم ومع من يهتم ومع من يشعر بأن الأم العاملة تستحق الأفضل، كما يستحق جميع أفراد المجتمع الأفضل بالتأكيد، لكن بالأخص الأم العاملة المهتمة المسؤولة، التي لا تستطيع أن تتخلى عن قبعتي العمل والمنزل. فالرحلة للتغيير تبدأ عن طريق التوعية أولا، استقطاب الأكاديميين أصحاب القرار والمهتمين للإدلاء أكثر في هذا الشأن، وإيجاد الطرق والحلول المناسبة لمجتمع أفضل، ونظرة صحيحة نحو ما أكدت عليه حكومتنا الرشيدة بـ»حماية الأسرة»، لنضع في الاعتبار أولا بأن نظام الأسرة يختلف من دولة إلى أخرى، والاختلاف ثقافي قبل أن يكون مؤسسيا، ومن أكبر التأثيرات السلبية على حماية الأسرة يبدأ من تأثير المؤسسات على الحياة والترابط الأسري، ليجعل كل فرد منعزلا عن الآخر حسب قوانين المؤسسة وسياساتها التوظيفية.
الأسرة الأساس للمجتمع، الأسرة محور ثقافي اجتماعي، جزء لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية في المجتمع القطري، وهنا يكمن الاختلاف ما بين حياة المغترب وحياة المواطن أو المقيم الذي يرتبط بحياة اجتماعية متعددة، بينما يرتبط المغترب بحياته المهنية. حياة المواطن ترتبط بمكان إقامته وظروف المواصلات والتوصيل وتنظيم الوقت، بينما حياة المغترب ترتبط بحياة مرفهة قريبة من مكان عمله، ولا توجد عدة إعاقات وتحديات التوصيل والمواصلات (بدون تعميم).
القصد بأن النظام الاجتماعي يختلف بين المواطن والمغترب، ولا يزال المواطن يواجه تحديات أكثر، نظرا للظروف الراهنة، فوجب العمل على إعادة النظر في حماية الأسرة بما يتناسب فعلا مع المجتمع اليوم، في ظل التحديات التي تؤثر سلبا على الترابط الأسري. والأم العاملة على رأس هذه التحديات، وجب النظر في طبيعة عملها والاهتمام السياسي- الاجتماعي بباب الرعاية الأسرية، التي لا تقتصر على إجازات محدودة كرمزية لحقوق المرأة، إنما «الرعاية» لا تقتصر على وقت معين ولا عمر معين.
المسألة تتطلب تعاونا، تتطلب رأي المجتمع وإدلاءه بالأحوال الراهنة مع حالة المرأة العاملة اليوم، وغياب المعلومات عن الصحة النفسية للأم العاملة يتطلب مساندة المؤسسات والأبحاث ذات الصلة، من أجل التوصل لما يرضي كل أفراد المجتمع، ولإعادة كيان الاسرة بقوة الترابط. أنا «وياك» أحاول إذا كنت تحاول أيضا، أنا «وياك» أقرأ وأبحث وأجتهد وأغرد إن كنت أيضا تجتهد وتبحث وتغرد معي.
أنا "وياك" نهتم.

بثينة الجناحي
زميلة مركز كارتر للصحة النفسية وعضو جمعية وياك.