728 x 90



img

رأيت إعلانا منذ فترة ليست بطويلة في وسائل التواصل عن مؤسسة غير ربحية تقدم خدمات مجتمعية من بينها ورش عمل رسم لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات وورش اجتماعية أخرى، علماً بأن الخدمة المجتمعية، فهي خدمات حياتية تقدم للمجتمع عن طريق مجموعة أشخاص مهتمين، والعائد لهذه الخدمات يكون عبر ورش العمل التي تطرح وتستخدم لغرض تمديد المركز باحتياجاته للورش القادمة.. الفكرة بباسطة وجود مبادرة اجتماعية تعمل على تنمية المجتمع عبر تعليم الأمور الحياتية الأساسية، «كالتشجير، القراءة، الرسم» وأمور أخرى.
أعجبت كثيراً بفكرة الورشة خاصة للأعمار غير المؤهلة للمدرسة بعد، وقررت أن أسجل ابني في الورشة كفرصة لتهيئته للمراحل المدرسية القادمة وفي نفس الوقت أغرس فيه روح التعاون مع الأطفال غير المألوفين عليه، وطبعاً اكتشاف مواهبه الفنية إن وجدت.
تبدأ الورشة نصف الأسبوع صباحاً لمدة ما يقارب الساعة.. الفترة المقترحة ممتازة خاصة أنها بعيدا عن الازدحام في الصباح الباكر. ولكن حزنت على عدة أمور:
1 - كنت القطرية الوحيدة في المركز، جميع الأمهات والأطفال كانوا من الجنسيات الأخرى.
2 - فرصتي للتواجد في مثل هذه الورش لأبنائي قليلة جداً خاصة منتصف الأسبوع، فلولا إجازتي الحالية لم أتمكن من التسجيل لهذه الورشة.
3 - بعد المركز عن منطقة سكني، فمثل هذه المراكز المجتمعية يجب أن تتوفر بشكل منتشر في أرجاء الدولة، وتنشيط الحركة فيها، وهذه النقطة ذكرتني بالمكتبات الفرعية المنتشرة في الدولة، التي لا نسمع عنها ولا نراها منذ فترة بعيدة جداً، بل أنا متأكدة أنها تخلو من الأحياء!
حتى مثل هذه المكاتب الفرعية ممكن أن تقوم بعمل المراكز المجتمعية لتقليل التكلفة على الدولة.. المدن اليوم تحتاج إلى تنمية أكثر من هدم عقارات وبناء عقارات شققية سكنية غير خدمية، بل المدن تحتاج اليوم إلى الإبداع والابتعاد عن مركز المدينة لتخفيف الازدحام قدر المستطاع، ومع الظروف العصيبة التي نواجهها مع مشاريع البنية التحتية الضخمة، نواجه صعوبات بتسجيل أبنائنا في أنشطة مفيدة ومسلية لا تتواجد مثل كفاءتها في المناطق السكنية البعيدة عن مركز المدينة الذي أصبح ملما بجميع الأنشطة، الفعاليات، الترفيه وحتى التسوق الجيد.
من المستحيل أن أنوه عن النقطة الأولى عن قلة وجود القطريات دون التعبير عنها أكثر!، وجودي كقطرية وحيدة كان أمراً محزناً..
أولاً: ساعات عمل اليوم لا تسمح للقطري أو القطرية أن تستغل هذه الفعاليات الاجتماعية فترة الأسبوع، إلا إذا وجدت في العطلة الأسبوعية وهذا يعتمد على طاقة الآباء في كيفية استغلال جدول نهاية الأسبوع.
ثانياً: الامهات الأجنبيات اللاتي تعرفت عليهن في المركز، أغلبهن ربات منزل!، فمن الواضح أن لديهن الأريحية في ترتيب جدول مليء بالأنشطة سواء لهم أو لأبنائهم، المسألة لا تقتصر على «القهر والحرة» فقط فكأن أبناء البلد يسمعون عن الأنشطة ولا يرونها كما هو الحال مع الأجانب ممن لديهم الوقت الكافي.
أوقات طويلة في العمل لا تسمح لنا باستغلال بقية اليوم إلا بالراحة استعداد لعمل الغد أو تدريس الأبناء.. ضيق الوقت اليوم لا يزيد من تواجدنا في المراكز الثقافية ولا الشبابية، فيجب عدم الاصطدام من النسب القليلة في التواجد بالمراكز الشبابية والثقافية كما صرح به هذا الأسبوع في الجرائد المحلية «طبعا هناك أسباب وعوامل أخرى».
إن تنشيط الحركة المجتمعية اليوم لا يقتصر على تواجدنا في العمل فقط، وتحقيق أهداف الوصف الوظيفي، وإنما الخدمة المجتمعية اليوم يجب أن يكون لها نصيب!.

بثينة الجناحي