728 x 90



img

التحكم في انفعال الغضب والسيطرة على النفس من الأمور بالغة الأهمية لكي ينجح الإنسان في حياته ويستطيع أن يتوافق مع نماذج البشر على اختلاف طباعها وأخلاقها، وأيضاً لكي يتجنب ما يسببه الغضب من اضطرابات نفسية وعضوية متعددة، ويتفادى كثرة التصادم والاحتكاك والذي يحصد بسببه خصومات وعداوات كثيرة.
يتصدر الغضب وسرعة الانفعال قائمة العوامل المسببة للاضطرابات النفسية والتشوش الذهني وإهدار طاقات الناس النفسية والبدنية، وهو أيضاً من أهم أسباب اختلال التوافق واللياقة النفسية والاجتماعية. وهناك حقيقة لا تقبل الجدل تقول: «لا ينال العلا من كان طبعه الغضب»، فالغضب لا يفرز إلا الضغينة والحقد، وهو نار تحرق العقل وتسحق البدن وتصيبه بأمراض لا حصر لها. ويتفق معظم علماء النفس على أن الغضب ضرورة لحماية النفس من عدوان العالم الخارجي، ولكن عندما يصبح الفرد سهل الاستثارة يغضب لأتفه الأسباب وتزداد حدة انفعالاته لفترات طويلة فانه سوف يعاني أعراض التوتر المستمر والقلق المزمن وضعف التركيز والإعياء الذهني والبدني وفقد الرغبة في الاستمتاع بالحياة، مع بعض الأعراض الاكتئابية.
والغضب مثل البخار المضغوط في إناء محكم إذا لم يجد منفذاً لخروجه فإنه يصيب الفرد بمرض أو أكثر من تلك المجموعة المسماة بالأمراض النفس-جسمية مثل قرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية والقولون العصبي والصداع العصبي المزمن.. إلخ، ويعبِّر البعض عن ذلك بأن الغضب إذا لم يخرج فسوف يستقر في أحشائك.
وللرسول صلى الله عليه وسلم منهج فعال لتعديل السلوك في حالات الغضب يتضمن عدة طرق وأساليب ناجحة نذكر أحدها وهو يهدف إلى طرد الأفكار الخاطئة المثيرة للانفعال أولاً بأول، بتكرار وترديد بعض الآيات الكريمة {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (المائدة 13)، {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (الشورى 43). والحديث الشريف «الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» وأن يحاكي ويقلد الثبات والقوة النفسية والحلم في نماذج الأنماط السلوكية للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومنها أنه كان يوماً يمشي ومعه أنس فأدركه أعرابي فجذبه جذباً شديداً وكان عليه برد غليظ الحاشية، قال «أنس» رضي الله عنه: «حتى نظرت إلى عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت فيه حاشية البرد من شدة جذبه» فقال: «يا محمد هب لي من مال الله الذي عندك» فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وضحك ثم أمر بإعطائه ومنع الصحابة من التعرض له، ولما أكثرت قريش إيذاءه قال: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» وعفا عنهم جميعاً. تلك هي أعظم درجات القوة النفسية ودلالة اكتمال العقل وانكسار قوة الغضب وخضوعها التام للعقل والحكمة.
وإذا أردت التدريب على هذا المنهج عليك في نهاية كل يوم أن تجلس في خلوة علاجية مسترخياً على مقعد مريح وأن تأمر ذهنك بطرد كل الأفكار السلبية والهموم وأن تتأمل منهج الرسول الذي ذكرناه والمواقف العملية المثيرة للغضب التي تعرضت لها ومدى نجاحك في تطبيق وتقليد هذا المنهج في معالجتها، وأن تتابع ذلك وتسجله في مفكرتك الخاصة يومياً لمدة شهر وسوف تشعر بالقوة النفسية وتزايد قدراتك في السيطرة على الغضب.

كيف تتخلص من إدمان الإنترنت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا شاب أبلغ من العمر 17 سنة أقضي ساعات طويلة على الإنترنت، حيث لا أستطيع العيش أو التأقلم في مكان لا يوجد فيه الإنترنت رغم أنه لا توجد أشياء ضرورية لكي تجبرني، كما أنظر إلى المواقع الإباحية.. وأعاني أيضاً من العادة السرية منذ أن كان عمري 14 سنة، حاولت ردع نفسي ولكن بلا جدوى، أنا في حيرة كبيرة ومتخوف جداً، أتمنى أن تساعدوني. وجزاكم الله خيراً.. أخوكم/عبدالعزيز.

الإجابة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أخي عبدالعزيز حفظك الله ورعاك، كما أشكرك على تواصلك مع موقع «وياك» للاستشارات النفسية.
اعلم أن الأمر الذي تعاني منه ناتج عن الفراغ الذي تعيشه، سواء كان فراغاً عاطفياً أو فراغاً اجتماعياً أو فراغاً روحياً، فأنت تعيش أزمة فراغ، ولهذا فإنك تلجأ إلى الإنترنت لملء الفراغ حتى وإن كان في أمر غير أخلاقي، منافٍ للعادات والتقاليد الإسلامية التي نعيشها، فأنت لم تستغل الإنترنت الاستغلال الجيد، وإنما تريد أن تسقط هذا الفراغ في النظر إلى مواقع إباحية أو استخدام الإنترنت في غير الشيء الصحيح الذي وجد له.
أخي عبدالعزيز يجب أن تعرف أن المرحلة التي تعيشها هي مرحلة المراهقة، وأنت تعرف أن أصعب مرحلة يمر بها الإنسان هي مرحلة المراهقة، مرحلة النضوج من جميع النواحي العقلية والنفسية والاجتماعية والفكرية والجسمية، وأنت إن لم تستغل هذه المرحلة في طاعة الله وفي عمل الخير، ستنقلب الأمور وتكون عكس ذلك، وستعيش في حيرة وتكون حياتك فوضى لا استقرار فيها وستلجأ أيضاً إلى استخدام الإنترنت في مشاهدة الأمور الإباحية، ولا شك أن هذا السلوك سيؤدي بك إلى الوقوع في العادة السرية، وإذا أردنا أن نتكلم عن العادة السرية فالأمر يطول هنا، ولكن أحب أن أوضح لك أخي عبدالعزيز أن العادة السرية أو ما يسمى في عرف الفقهاء بالاستمناء، وهو العبث بالأعضاء التناسلية بطريقة منتظمة ومستمرة بغية استجلاب الشهوة والاستمتاع بإخراجها والتي تنتهي بإنزال المني.
اعلم أن حكمها في الإسلام التحريم لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}.
أنا أريدك أخي عبدالعزيز أن تعقد العزم وتعاهد الله تعالى على التغيير من حياتك والأمر بعد الله تعالى بيدك أنت، فأنت صاحب القرار، فإذا ابتعدت عن استخدام الإنترنت بطريقة سلبية بإذن الله تعالى ستسمو روحك وتطمئن نفسك وتبتعد عن ممارسة كل ما يخل بالأخلاق.
وعليك باتباع الخطوات التالية:
– تقوية صلتك بالله تعالى.
– تذكير نفسك بمراقبة الله تعالى لك.
– الابتعاد عن المواقع الإباحية والنشرات الهابطة والبرامج التلفزيونية الفاسدة، حتى لا تقع في براثين العادة السرية.
– ملء فراغك بكل ما يعود عليك بالفائدة ممارسة التمارين الرياضية، مطالعة الكتب الهادفة، المشاركة في أعمال تعود بالفائدة عليك وعلى أسرتك.
– صحبة أهل الخير والابتعاد عن أصحاب السوء.
– لا تترك العنان لشهواتك ورغباتك وأحلامك تسيطر عليك وتقودك وإنما تذكر دائماً أن الله تعالى مراقب لك، وهو أقرب لك من حبل الوريد.
وبالله التوفيق.

أهمية التفكير الإيجابي

يسعى الإنسان مهما كان عمره، ومهما كان الزمان أو المكان الذي يعيش فيه إلى أن تكون حياته وحياة من حوله مليئة بالسعادة، والرفاهية، والنجاح المتواصل في شتى مجالات الحياة، ولذلك يحاول جاهداً أن يجلب لنفسه ولغيره الخير والمصالح المادية والمعنوية، وأن يدفع عن نفسه الضر والمفاسد، وإن مما يمكن الإنسان من الوصول إلى مراده أن يقوم بادئ ذي بدء بتحسين مستوياته الفكرية وذلك بتبني منهج فكري سليم عن نفسه وعن مجتمعه وعن الحياة بصفة عامة، وأن يدرب نفسه على التخلي عن الأفكار السلبية التي تحد من قدراته، والتي تضيع جهوده في سبيل تحقيق ما يصبو إليه من أهداف في حياته.
ومن هنا ندرك أهمية التفكير الإيجابي فالإنسان يستطيع أن يقرر طريقة تفكيره فإذا اخترت أن تفكر بإيجابية تستطيع أن تزيل الكثير من المشاعر غير المرغوب بها والتي ربما تعيقك من تحقيق الأفضل لنفسك.
ويرتبط الاتجاه العقلي الإيجابي ارتباطاً وثيقاً بالنجاح في كل مجال من مجالات الحياة.
وإن معرفتنا لتفاعل العقل الواعي والعقل الباطن سوف تجعل الإنسان قادراً على تحويل حياته كلها، فعندما يفكر العقل بطريقة صحيحة، وعندما يفهم الحقيقة، وتكون الأفكار المودعة في بنك العقل الباطن أفكاراً بناءةً وبينها انسجام وخالية من الاضطراب فإن القوى الفاعلة العجيبة سوف تستجيب وتجلب أوضاعاً وظروفاً ملائمة والأفضل في كل شيء، ولكي يغير الإنسان الظروف الخارجية فإنه يتعين عليه أن يغير السبب، والسبب هو الطريقة التي يستخدم بها الإنسان عقله وهو الوسيلة التي يفكر بها الإنسان ويتصورها في عقله.
وصدق الله العظيم حيث يقول {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، قال سيد قطب رحمه الله «فإنه لا يغير نعمة أو بؤس. ولا يغير عزاً أو ذلة. ولا يغير مكانة أو مهانة، إلا أن يغير الناس من مشاعرهم وأعمالهم وواقع حياتهم. فيغير الله ما بهم وفق ما صارت إليه نفوسهم وأعمالهم. وإن كان الله يعلم ما سيكون منهم قبل أن يكون ولكن ما يقع عليهم يترتب على ما يكون منهم، ويجيء لاحقاً له في الزمان بالقياس إليهم، وإنها لحقيقة تلقي على البشر تبعة ثقيلة; فقد قضت مشيئة الله وجرت بها سنته أن تترتب مشيئة الله بالبشر على تصرف هؤلاء البشر; وأن تنفذ فيهم سنته بناء على تعرضهم لهذه السنة بسلوكهم، والنص صريح في هذا لا يحتمل التأويل، وهو يحمل كذلك -إلى جانب التبعة- دليل التكريم لهذا المخلوق الذي اقتضت مشيئة الله أن يكون هو بعمله أداة التنفيذ لمشيئة الله فيه» (في ظلال القرآن).
ولكي تحقق النجاح وتعيش سعيداً وتحيا حياة متوازنة يجب أن يشمل التغيير طريقة تفكيرك، وأسلوب حياتك، ونظرتك تجاه نفسك، والناس، والأشياء، والمواقف التي تحدث لك، والسعي الدائم إلى تطوير جميع جوانب حياتك.
ويجب عليك أن تعلم أن أي تغيير في حياتك يحدث أولاً في داخلك، في الطريقة التي تفكر بها، والتي ستسبب لك ثورة ذهنية كبيرة قد تجعل حياتك سعادة أو تعاسة.

التفكير الإيجابي
– لا تستسلم أبداً للفشل.
– كن على يقين بأن التغيير الحقيقي يبدأ أولا من داخلك أنت.
– أسعد شيء في الحياة أن تكون مقتنعاً بأن تكافح للحصول على كل ما تستحقه.
– عندما تغير تفكيرك فأنت تغير عالمك بأكمله.
– لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات.
– عند كل مشكلة ابحث عن الحلول لا عن الأعذار.

همسات
– عندما يكون الأطفال في حاجة للتعبير عن أمور تخصهم فيجب على الآباء والأمهات الاستماع إلى أولادهم ومحاولة إدراك وجهات نظرهم.
– ملاحظة تصرفات الأبناء وسلوكهم مع بعضهم البعض والإصلاح في ذلك قدر الاستطاعة.
– يجب أن يغرس في الصغير احترام الكبير وليغرس في الكبير العطف على الصغير.
– لا تَعِد الأطفال بموعد ثم تخلفه، ولا تكذب عليهم، فإنهم يتعلمون منك.
– التدريب وتعويد الأبناء على الطاعات وأعمال البر منذ الصغر.
– ينبغي على الزوجين تخصيص وقت معين خلال اليوم للعب مع الأطفال وتعليمهم بعض المهارات المفيدة.
– الاحترام المتبادل بين الزوجين يساعد في توفير الأمان اللازم للعائلة كلها.
ملفات

فن السيطرة على الغضب واانفعاات