728 x 90



img

الناس جميعا إلا من رحم الله يكدّون ويتعبون ويضحون بالكثير من راحتهم من أجل أولادهم وأسرهم، ولا يكتفون بتوفير احتياجاتهم المعيشية فقط، بل يعملون على تأمين مستقبلهم أيضا، ظانين أن أفضل وسيلة لذلك هي جمع أكبر قدر من المال، مع أن الواقع المشاهد لا يؤكد هذا، بل غالبا ما ينفيه، فكثير ما كان المال الذي تركه الأبوان لأبنائهما سببا في انحرافهم بل وفقرهم، قال تعالى « ألا يعلم من خلق وهو اللطيف خبير » الملك 14
فالله عز وجل هو الذي خلقنا من العدم وأعطانا من النعم ما لا يعد ولا يحصى، وهو سبحانه الذي أخبرنا في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بأن تأمين المستقبل للأواد في الدنيا والآخرة لا يكون إلا من خلال طريق واحد، ألا وهو طريق الصلاح والتقوى وحسن الصلة به

إن الدخول في حمى الله ومعيته يعني الاستمتاع بمقتضيات تلك الحماية من سكينة وطمأنينة وراحة البال، وعدم الخوف من المستقبل أو حزن على ماض، وفي هذا يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى: فمَن قام بحقوق الله عليه فإن الله يتكفل بجميع مصالحه في الدنيا والآخرة، ومن أراد أن يتولى الله حفْظه ورعايته في أموره كلها فليرع حقوق الله عليه، ومن أراد ألا يصيبه شيء مما يكره فلا يأتي شيئا مما يكرهه الله منه، واعلم أن السير في طريق الله هو الوحيد الذي يحصل على المستقبل لك وأهلك وأوادك، وطريق الله هو الوحيد الذي يحصل صاحبه على الثمار العاجلة في الدنيا قبل الآخرة، وهي الوسيلة الوحيدة لتحصل السعادة بمعناها الحقيقي، وسكينة النفس وراحة البال والرضا والطمأنينة.