728 x 90



التاريخ: 2017-09-05


الإستشارة:

السلام عليكم
امي تظن ان مشاهير مواقع التواصل يكلمونها ويعجبون بها وبدأت تتخيل وتسمع اصوات واوهام بصرية عنهم حاولنا ان نذهب بها الى طبيب نفسي بصعوبة ووصف لها ادوية ولكنها تركتها بعد فترة وترفض فكرة انها يمكن ان تكون "مجنونة" افيدوني.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في البداية أشكرك على تقديم الاستشارة والتي تكشف من خلال ما تفضلت وطرحته فيها وبنسبة كبيرة عن احتمال إصابة والدتك بالذُهان؛ وهو في حقيقة أمره أنواع متعددة، وفي حالات كثيرة منه قد لا يكون الشخص المصاب به علي دراية بطبيعة مرضه، وهو بالتالي ينكر فكرة أنه مريض وأنه يحتاج للعلاج؛ لذلك هناك العديد من الحيل للتخلص من هذه المشكلة.
لكن ما لفت انتباهي في الشكوى التي تفضلت بعرضها هو الجزء الأخير من المشكلة والذي ذكرت فيه أنها ترفض فكرة أن تكون مجنونة، وأعتقد أن ذلك أمر طبيعي؛ لأننا في مجتمعاتنا العربية نخاف من الوصمة كما أن تعاملنا مع المرض النفسي يفتقد للثقافة الصحيحة للتعامل مع مثل هذه الحالات، كما أن مدلول الكلمة قوي وله أثر نفسي صعب علي الشخص ، هذا بخلاف بعض تصرفات الأشخاص المحيطين كالأهل والأقارب ؛ والتي قد تكون مؤذية للشخص من الناحية النفسية دون قصد منهم ، وبالتالي تكون النتيجة كما ذكرت أنها سترفض فكرة أنها مريضة ومن ثم ترك العلاج وهنا تبدأ الحالة في التدهور والانتكاسة ؛ لذا فإنه ينصح في مثل هذه الحالات أن يكون هناك طريقة ذكية للتعامل مع المريضة ؛ فبعد اجراء كل الفحوصات والتشخيص الطبي النفسي الذي قامت به الحالة يتعين أن يبدأ التمهيد لمساعدتها علي تَقبل فكرة أنها تعاني من مشكلة معينة ، وتحتاج للعلاج وهذا هو دور الفريق العلاجي وخاصة الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي ، وليس من الضروري التركيز علي المعاناة من المرض العقلي أو الذهان حتي نوصل لها فكرة أنها مجنونة ، لكن من الممكن أن نستخدم كلمات مقبولة ومريحة مثل: أنك مرهقة وتعانين من ضغوط نفسية تحتاج للراحة ، والالتزام بالعلاج سوف يساعدك علي الاحساس بالهدوء والسكينة ومن ثم العودة للهدوء والاستقرار وغيرها من المترادفات التي يرى المعالج أنها قد تكون مقبولة لدي المريضة وتشجعها علي الالتزام بالعلاج ،وهذا هو الجانب الأهم والذي يجب البدء به للتخلص من هذه المشكلة .
بالنسبة لموضوع الهلاوس البصرية والسمعية فإن هذه المشكلة سوف تحتاج بالطبع إلى العلاج الدوائي حتي يتم عودة الاتزان الكيميائي مرة أخرى وبالتالي سوف تختفي هذه الأعراض , والمرحلة التالية من العلاج هي جلسات العلاج النفسي الفردي ؛ والتي سوف تساعدها مع مرور الوقت علي التخلص من هذه الهلاوس التي تعاني منها، وتغيير مفهومها عن المرض وتقبله ، ومن ثم تعلم مهارات تحديد نقاط القوة والضعف والنذر السيكلوجية الدالة علي التحسن أو قرب الانتكاسة للمرض مرة أخرى ومن ثم اقتراح الخطط والحلول للتغلب على هذه المشكلة ومنع الانتكاسة -بمشيئة الله تعالي-
وأخيرا أحب أن أختم ردي على الاستشارة بالقول: إن الأسرة لها دور مهم في العملية العلاجية وهي تؤثر عي نجاحها أو فشلها ؛ وذلك من خلال ضرورة خضوع هذه الأسرة الصغيرة المحيطة بالمريض لجلسات الإرشاد الأسري والتي سوف تساعدكم علي معرفة المرض وأعراضة بشكل جيد من جهة ومن جهة أخرى تحديد أفضل الطرق والأساليب للتعامل معها حتي لا يتم التصرف بطريقة خاطئة وبدون قصد ، ومن ثم قد يكون ذلك محفزاً علي استثارتها بدلا من مساعدتها علي تجاوز المرض والتعافي .

ولكم تقديري واحترامي


د. وائل محمود مصطفى

دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما