728 x 90



التاريخ: 2017-11-29


الإستشارة:

السلام عليكم،،انا طالبة جامعية في آخر سنة لي في الجامعة ،، اواجه مشكلة في الإلتزام بالحضور للمحاضرات،، أشعر بالإكتئاب والإختناق والحزن والرغبة في البكاء ،، وتحصل لي هذه الحالة إذا احتكيت بالناس كثيراً،، أشعر بغضب احيانا وكره شديد للآخرين وأفعالهم حتى لو كانت بسيطة،، لم أعد أرغب بحل هذه المشكلة أيضاً ،، فقد وجدت أني افضل بدون التواصل مع الناس،، ولكن المشكلة تكمن أني مضطرة لمعايشة هذه المشاعر بحكم دراستي ،، ولذلك أغيب كثيراً ويتم محاسبتي من قبل الدكاترة عن سبب غيابي وأقف محتارة لعدم وجود عذر مقنع لدي!!! ،، كل مأرغب فيه الآن إن وجد تقرير لحالتي من جهة مسؤولة يجنبني هذه المساءلة ،، ويجعلني أستمر في دراستي هذه السنة بإذن الله من خلال الحضور قدر المستطاع والقيام بواجباتي من المنزل...

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أختي السائلة حفظكِ الله ورعاكِ، وأشكركِ على تواصلكِ مع موقع (وياك) للاستشارات النفسية ، وإن شاء الله تعالى نكون عوناً لك للتخلص من مشكلتك التي تعانين منها.
عند قراءتي وتمعني في مشكلتك، لاحظتُ أنَّكِ تعانين من أمرين؛ أولهما: الخوفُ من مواجهةِ النَّاس، أو ما يُسمى بالخجلِ الاجتماعي.
والثاني هو: انعدامُ ثقتكِ بنفسك، وهذا الذي جعلك تعيشين في قلقٍ وتوترٍ وحزنٍ شديد .
إن الثقةَ بالنفسِ ثم بالله من المقوماتِ الرئيسةِ لاستثمارِ الإنسان أفضلَ ما لديه من طاقاتٍ وإمكانات؛ فأنتِ لديكِ طاقةٌ كامنةٌ وإرادةٌ وعزيمةٌ تحتاجين لمن يحركها، فتدبري هنا إلى قوله تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)(الذاريات:21) ، ولكن تحتاجينَ إلى بذلِ المزيدِ من الجهدِ والأخذِ بالأسبابِ ثم التوكل على الله، واعلمي أن النجاحُ لا يأتي بلا مقابل ، بل لابدَّ له من دفعِ الثمن، وبلا شكٍّ صاحبُ الإرادةِ والعزيمةِ القويَّة يصلُ إلى القمةِ، ويرتقي سلَّم المجد، وعلى العكس الذي ليس له إرادة ولا عزيمة فلا يُمكنُ بحالٍ من الأحوال أن يتقدَّمَ ولو خطوة إلى الأمام؛ فهو مصابٌ بالإحباطِ والكسلِ والفتورِ والتسويف، ولصوص الطاقة مهيمنة عليه.
أنت لست مصابة بالإكتئاب ، وإنما بالخجل والخوف من مواجهة الآخرين هو الذي زرع فيك الحزن والقلق والتوتر والأفكار الوسواسية .
مما لا شكَّ فيه أنَّ الوساوس تولِّد الإحباط والاكتئاب والضيق والحزن والبكاء والتوتر، وتجعل صاحبها يفقد الكثير من تفكيره الإيجابي، وينصب كل فكرة نحو السلبية والتشاؤم، ويرى الماضي مُظلماً، ويرى المستقبل مُبهماً، ويرى الحاضر فاشلاً، هذا هو التَّصور الاكتئابي المرتبط بالوساوسِ القهرية.
أريدك أن تبعدي الرسائل السلبية من حياتك ، ومن هذه الرسائل :( أنك غير قادرة على مواجهة الآخرين ، لا تستطيعين إنجاز أي شيء ، كل الناس أفضل منك ، غير قادرة على التفكير الإيجابي ) التي برمجتها في عقلك الباطني بالفعل قد تحققت على أرض الواقع وأصبحت جزءاً من حياتك ، وهذه هي التي أثرت فيك وأضعفت من شخصيتك ، وجعلتك تنسحبين من الواقع ولا تستطعين مواجهة الآخرين ولا الذهاب إلى الجامعة وحضور الدراسة .
لا أريد أن أسمع منك كلمات معبرة عن الانهزامية وعدم التغلب على هذه الأفكار، فهذه الرسائل ستؤثر عليك ، ولا تعطيك دافعية ، ومهما تعثرت في مسيرتك تستطيعين أن تتداركي الأمر وتنهضي لمواصلة مسيرتك بكل همة وجدارة وتفوق؛ فالإنسان يزداد قوة وصلابة وحنكة كلما ازدادت صلابته وتمسكه بالشيء الذي يريد أن يحققه، وكلما كان صابراً صامداً لا تهزه الصدمات ولا الأزمات، وكلما واجهته مشكلة يُعالجها برؤية وحكمة وشجاعة وهو شامخ لا يهتز.
ولكي تقوي عزيمتكِ وتعيدِ الثقةَ بنفسك، وتصبحي إنسانة اجتماعية، فلابدَّ أن تكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح، ولابدَّ أن يكون الدافع الحارق الذي يحثكِ على تقويةِ عزيمتكِ وإرادتك، فأنتِ التي تملكين مفاتيح هذه الآلية، ومقاليد القرار، ولكن يحتاجُ منكِ إلى خطواتٍ تساعدكِ إلى الوصول إلى هذا الهدف:

1- إذا أردتِ أن تقوِّي عزيمتكِ وإرادتكِ فعليك أولاً بالطاقةِ الروحانية، وأقصدُ بها الطاقة الإيمانية؛ بأن تتوكلي على الله أولاً ثم تنهضي.
فاشدد يديك بحبلِ الله معتصماً فإنَّه الركن إن خانتك أركان
2- حاولي أن تغذي طاقتك العاطفية، وأقصدُ بها علاقتك مع أسرتكِ ومع أصدقائكِ وجيرانك، فإن أصابها خمولٌ فسينتقلُ إليكِ هذا المرض بلا شكٍّ، فلا تستطيعن أن تتقدمي إلى الأمامِ خطوة، فحاولي أن تحبِّي لغيركِ ما تحبّين لنفسكِ، وحرري طاقتكِ، وهذا سيخلق لديك طاقةً قويةً في أعماقك، ويجعل منك إنسانة صاحبة إرادة، إنسانة معطاءة كريمة سخية على من تحب.
3- حاولي أن تقرِّري في نفسكِ أنتِ بأنَّك ستقوين من عزيمتك وإرادتك، فإذا قررتِ دون ترددٍ فستصلين بإذن الله –تعالى- إلى ما تصبين إليه.
4- أيقظي ضميرك؛ فهو جهازك الذي يحرككِ إلى النجاح، وهو الذي يأمرك وينهاك، وهو الذي يقدِّمك أو يؤخرك، وهو صوتك الذي ينبعثُ من أعماقِ نفسك، فحاولي أن تصوبيه في الطريقِ الصحيحِ؛ كي يعطيك القوة والعزيمة والإرادة.
5- عليك بصحبةِ الناجحات من ذوات العزيمة والإرادة القوية تأخذين منهن وتتأسين بهن، وابتعدي عن الأشرار وذوي النفوس المهزومة والإرادة الضعيفة.
6- لا تبني حياتك على التسويفِ، ولكن تعلمي دائماً بأن تقومي بالعملِ في وقته، فهذا يعطيكِ طاقة وقوة تساعدك في التغلب على هذا الإحباط.
7- حاولي أن توطني نفسك لأنَّ رحلة ألف ميل تبدأ بخطوةٍ واحدة.
8- الوعي بذاتك -كما قلت لك- ولابدَّ أن تقدري ذاتك وتحترميها، وتقدري مهاراتك؛ لأنَّ كل إنسانٍ لديه قدرات ومهارات، فلا تبالغي في مدح ذاتك، ولا تصغري من شأنها، وضعيها في صورتها الحقيقية.
9- يجب أن تكون لديك قوة الإرادة، ولا تستسلمي للخوف والتوتروالقلق والحزن والوسواس، وحاولي أن تكون لديك القدرة على حل المشكلات والتصميم للأعمال، والاندماج مع الآخرين في أي مكان، وهذا سيزيدك ثقة بنفسك تدريجياً.
10- حاولي أن تواجهي ضعف الإرادة بشجاعةٍ وحزمٍ، ولا تَدَعي الظروف تهزمك، وتذكري دائماً أنَّ الحياة مملوءة بالعوائق والنكسات.
11- احذري دائماً لصوص الطاقةِ الذين يضعفون إرادتك وعزيمتك ومن بين اللصوص: القلق والإحباط وتشتت الذهن والتعب، وواجهيهم بقوةِ الإيمان والعقيدة والتوكل على الله تعالى.
12- مارسي التمارين الرياضية؛ فهي تساعدك على التغلبِ على الخوفِ والتوترِ، وتزيد عندك قوة التركيز والانتباه.
13- أنصحك بعمل جلسة إرشادية نفسية مع أحد المختصين في مجال الإرشاد النفسي أو علم النفس السلوكي المعرفي من أجل تخفيف الحزن والضيق الذي تعيشينه .
دائما أرسمي الأمل في حياتك وسيتحقق لك ما تصبين إليه بإذن الله -تعالى -
نريد أن نسمع أخبارك الطيبة بأنك أنهيت دراستك الجامعية وحصلت على شهادتك الجامعية .

وبالله التوفيق


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما