728 x 90



التاريخ: 2018-01-06


الإستشارة:

شخصيتي تعتبر من الشخصيات الهادئة مجتمعياً في تعاملي مع محيطي ولطالما عانيت من كلام الناس الجارح منذ صغري بشأن كوني هادئة لا أتكلم، وعانيت أيضاً من ابتعاد الناس عني فجأة وتركي لأنني شخص ممل لا أشارك الناس
لا أدري إن كان السبب هو أنني تعرضت للكثير من المضايقات في صغري بسبب ذلك ومازلت إلى الآن إلى حد ما، ولكنني الآن أعتقد بأن ذلك قد أثر بي حتى بدأت بأن أغضب على كل شيء يحصل معي، أصرخ وأغضب من أي أحد، خاصة عائلتي التي أصبحت تعاني مني كثيراً لدرجة أني أغضب على أختي التي تصغرني بسنتين كثيراً، حتى إن أتت تسألني أي شيء فلا أجيبها بشكل جيد و استنفر سؤالها وأغضب بسرعة ولطالما قالت لي بأنني أسوء أحد يستطيع الإنسان التعامل معه، ولطالما أخبرتني أمي بأني صعبة التعامل ولا أفكر إلا بنفسي
الغضب الدائم، معاملة الناس الغريبين بشكل أفضل من معاملتي للعائلة، إيذاء عائلتي بأسلوبي، لا أطيق العاملة التي تعمل عندنا فلا أكلمها أو أنظر لها، لا أصدقاء مقربين لي كوني لا أشارك أحد ما بداخلي، لا أشارك حتى أمي ما بداخلي لأنها ستعاتبني عليه مهما كان حتي آخر يوم في حياتي
لا أعلم ما سبب كل ذلك ولكنني تعبت من ذلك

الجواب:

الأخت الفاضلة، نشكر لك تواصلك مع جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، وفيما يخص استشارتك نسوق لك الرد التالي:
نقدر لك معرفتك بذاتك ووعيك بتصرفاتك تجاه أفراد عائلتك وتجاه الآخرين ممن هم خارج أفراد العائلة؛ لأن هذا الوعي هو أول خطوات التغيير. ونود أن نلفت نظرك إلى نقطة هامة وهي أننا حينما نتعامل مع الآخرين بأسلوب شديد لا يعجب الآخرين فهذا دليل على أن هناك شيء داخلي (فكرة أو مشاعر أو كليهما) يدفعنا لأن نتعامل معهم بهذا الأسلوب، وهذا ما ينطبق على طريقة تعاملك مع عائلتك المختلفة تماما مع طريقة تعاملك مع الغرباء. وطريقة تعاملك الصعبة مع أفراد العائلة سببها كما ذكرتي هو أنك عانيتي من الكلام الجارح منذ صغرك، وهذا ما أثر عليك وجعلك تختارين الصمت وعدم مشاركة الآخرين في العائلة في مشاعرك وأفكارك وهمومك مما خلق فجوة بينك وبينهم، وبالطبع فإن كثرة كتم المشاعر والأفكار بالداخل وعدم الإفصاح عنها يؤدي إلى شعورك بعدم القدرة على التعامل مع العائلة ويظهر ذلك في شكل السلوك الغاضب تجاههم.
أختنا الفاضلة، نود منك أن تدربي نفسك على التنفيس عما بداخلك من مشاعر وأفكار، وإن كان هذا الأمر لن يكون سهلا في بدايته فعليك باستخدام استراتيجية الحديث مع الذات، وهذا إما بالكلام المباشر لنفسك أو باستخدام الورقة والقلم؛ حاولي تدوين كل ما يجول بخاطرك في ورقة كأنك تكتبي مذكرات عن حياتك، فهذا سوف يشجعك كثيرا على إخراج ما بداخلك مما يخفف من التوتر الداخلي ويقلل من غضبك تجاه الآخرين في العائلة.
كما أن الصراخ والغضب هو دليل على عدم الاستقرار الداخلي ومحاولة منك لتخفيف ما تعانين منه وخاصة غضبك على أختك الأصغر منك هو محاولة منك لتفريغ الانفعالات الداخلية، وهذا الأمر يمكن استبداله بأن تطلبي منها أن تجلسي معها (إذا كانت في عمر مناسب للاستيعاب) وتحكي لها عما بداخلك، ويجب أن تختاري الوقت المناسب لذلك (وقت تكون الحالة المزاجية جيدة لكليكما). حاولي التقرب منها عبر شراء هدية بسيطة لها، لأن الهدية تحفز من إفراز هرمون السعادة الإكسيتوسين لكليكما مما يزيد من التقارب بينكما.
وبالنسبة للعلاقة مع الوالدة، نقترح عليك أن تجلسي معها جلسة مصارحة وتخبريها بأنه لديك أشياء كثيرة بداخلك تودي أن تحكيها لها، ولكن اطلبي منها أن تسمعك بصدر رحب وألا تتضايق منك، واطلبي منها أن تساعدك على إخراج كل ما بداخلك دون أن تغضب لأن الهدف هو المساعدة على تجاوز آلامك الداخلية. كذلك نقترح عليك أن تحضري دورات في تنمية المهارات الذاتية مثل: التواصل الفعال مع الآخرين لأنك سوف تتعلمين مهارات تمكنك من التعامل مع أفراد العائلة بفاعلية أكثر، وأيضا دورة عن فهم الذات ومعرفة القدرات لأنها سوف تلفت نظرك إلى نقاط القوة في شخصيتك من أجل أن تستخدمها في التعامل مع المواقف الصعبة وعدم التأثر بنقد الآخرين لك، ولتعلمي أختنا الفاضلة أنه ينبغي أن تؤمني بذاتك وبقدراتك وأن نقد الآخرين لك لن يقلل من قدراتك التي وهبها الله لك. كذلك عندما تشعرين بالغضب، حاولي ممارسة تمرين التنفس فهو فعال جدا في تخفيف التوتر الداخلي، ويمكن معرفة طريقة تطبيق التمرين بطريقة صحيحة من خلال مواقع الإنترنت.
كذلك نقترح عليك التواصل معنا عبر الاستشارات الهاتفية؛ حيث سيرد عليك أحد مختصينا من أجل مساعدتك بصورة أفضل في هذا الموضوع، وهذا الأرقام هي:
44878722 أو 8009395 , ابتداء من الأحد حتى الخميس من الساعة 4 عصراً وحتى الساعة 9 مساءً. ولتعلمي أن السرية شعارنا في هذا الأمر.



محمد كمال

مرشد نفسي مجتمعي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما