728 x 90



img

الـعـيـــد.. سعـــادة وعــطــاء:

لكل أمّةٍ مِن الأمَم عيدًا يأنسون فيه ويفرحون، وهذا العيد يتضمَّن عقيدة هذه الأمة وأخلاقَها وفلسفةَ حياتِها، فمِن الأعيادِ ما هو منبثِق مِن الأفكارِ البشريّة البعيدة عن وحيِ الله تعالى، وهي أعيادُ العقائد غيرِ الإسلاميّة، وأمّا عيد الفطر وعيد الأضحى فقد شرعه الله تعالى لأمّة الإسلام، قال الله تعالى: (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا).. الحج:34.
ففي العيد يستروح الأشقياء ريح السعادة، ويتنفس المختنقون في جو من السعة، وفيه يذوق المُعدمون طيبات الرزق، ويتنعم الواجدون بأطايبه.
ففي العيد تسلس النفوس الجامحة قيادها إلى الخير، وتهش النفوس الكزة إلى الإحسان.
وفي العيد تنطلق السجايا على فطرتها، وتبرز العواطف والميول على حقيقتها.
إنها سعادة غامرة تلك التي يستشعرها المرء عندما يسعد الآخرين أو يشارك في إسعادهم أو تخفيف آلامهم، سعادة لا تحس بها إلّا النفوس الطاهرة النقية، التي رجاؤها دوما وجه ربها وسعيها دوما هو في طرق الخير المضيئة.
إن الحياة كد وتعب ومشقة وصعاب ومشكلات واختبارات وآلام، وما يصفو منها ما يلبث أن يتكدر، وليس فيها من أوقات صفاء رائق إلا أوقات العبادة المخلصة لرب العالمين سبحانه.
والناس بحاجة إلى يد حانية، تربت على أكتافهم في أوقات المصائب، وتقوم انكسارهم في أوقات الآلام، وتبلل ريقهم بماء رقراق عند جفاف الحلوق.
وهي من أهم الوسائل في تقوية الروابط وامتزاج القلوب وائتلافها.. كما إن إدخال السرور على المسلم يعد من أفضل القربات وأعظم الطاعات التي تقرب العبد إلى الله سبحانه وتعالى. ولإدخال السرور إلى القلوب المسلمة طرق كثيرة و أبواب عديدة منها ما ورد في حديث ابن عمر:
(أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن!! ولكن كيف تدخله؟! قال: تكشف عنه كرباً أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً. ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف شهراً في المسجد ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء الله أن يمضيه أمضاه ملأ الله في قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزل فيه الأقدام).
وإن سوء الخلق ليفسد الأعمال فلا أقل من الابتسامة والبشاشة فابتسامتك بوجه من تلقاه من المسلمين لها أثر في كسب قلوبهم؛ولذلك قال عليه الصلاة والسلام (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) والوجه الطلق هو الذي تظهر على محياه البشاشة والسرور.. قال عبد الله بن الحارث (ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم) وقال جرير (ما حجبني رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم).
كما كان صلى الله عليه وسلم ينبسط مع الصغير والكبير يلاطفهم ويداعبهم وكان لا يقول إلا حقا، وبهذا الأسلوب كسب قلوب صحابته.
إن مجتمعاتنا اليوم، والتي تعيش الآن في صراعات متشابكة على المصالح الشخصية - الفقيرة إلى فهم ذلك المعنى العظيم، الذي يصرخ فينا أن سارعوا إلى الرفق بالناس وتفريج الكرب عنهم وتخفيف آلامهم وإطعام جائعهم وقضاء الدين عن مدينهم، وإهداء السرور لحزينهم.
وما أروع هؤلاء الصالحين ذوو النفوس الطاهرة الذين يسعون دوما في إدخال السرور على إخوانهم فيسألون عن أحوالهم ويسارعون في نجدة ملهوفهم ومداواة مريضهم وحل مشكلاتهم مهما كلفهم ذلك، تعبا في أجسادهم أو بذلا من أموالهم أو شغلا في أوقاتهم، رجاء بسمة سرور ورضا من هذا الحزين بعد زوال حزنه، فيسرها الصالح في نفسه ليعدها في صالحات أعماله يوم اللقاء.

الإيمان والتقوى علاج الذات:
طغــيان النــفس يعــوق التغــيير:

لقد خلق اله سبحانه وتعالى في النفس الاستعداد للتقوى، والاستعداد للفجور، قال تعالى:(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) الشمس 7، 10.
وعندما تترك النفس دون مراقبة وتقويتها بالإيمان والتقوى، فإنها ستطغى، ويكون طغيانها لا حدود له، وهذا يكون عائقا في وجه التغيير الذي نطمح إليه وهو تغيير ما بالنفس.
ولو تأملنا في النفس البشرية لديها القابلية للهداية والقابلية للفجور، فلا يولد شخص على ظهر الأرض إلا وفي نفسه الخاصية بل وتظل معه، وليس معنى أن أغلب الناس قد سار وراء هوى نفسه ورغبتها في الفجور أن تنعدم قابليتهم للهداية، ربما قد تضعف بمرور الوقت وطول الأمد وذلك نتيجة لقسوة القلب والبعد عن طريق الله تعالى، إلا أن هذا لا يعني عدم الرجوع إلى طريق الله تعالى والتوبة، فالله تعالى كما أنه يحيي الأرض بعد موتها، فإنه عز وجل يحيي القلوب كذلك، مصداقا لقوله تعالى: (اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون) الحديد 17.
طغيان النفس قد يكون عائقا في وجه التغيير، ولا يترك لها مجالا لاتباع طريق الإيمان والتقوى، ومعرفة الحق وحب الخير للآخرين، بل يكثر فيها الحسد والغل والفجور، ولو تأملنا في كتاب الله تعالى لوجدنا القصص القرآنية التي تتكلم عن طغيان النفس وفجورها، ويشخص لنا الحالات التي ابتعدت عن طريق الله، وتركوا نفوسهم دون تزكية حتى وصلت إلى درجة الطغيان، وهذه قصة سيدنا يوسف عليه السلام وماذا فعلت النفس بإخوته حينما أرادوا أن يقتلوه ويخلو لهم وجه أبيهم، قال تعالى :(وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) يوسف 18.
وكذلك في قصة السامري، عندما سولت له نفسه الأمارة بالسوء (قال فما خطبك يا سامري قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي) طه 95، 96.
وقد ذكر لنا القرآن الكريم قصة ابنى آدم، فهما أخوان شقيقان تربيا في نفس البيئة، لكن أحدهما ألجم نفسه بلجام الخوف من الله عز وجل، والآخر تركها دون هذا اللجام فألجمته وأسرته ثم أرغمته على قتل أخيه انتصارا لها وتحقيقا لرغباتها، فأطاعها يقول الله تعالى: (فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين، فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخي فأصبح من النادمين ) المائدة 30، 31.
وأفضل علاج لطغيان النفس وخطورتها هو الإيمان، فالإيمان مفتاح لكل خير، وهو مفتاح النجاح، ويعمل على تغيير ما بالأنفس ويوجهها إلى طريق التقوى ويبعدها عن طريق الفجور، والإيمان بداية الحل لأي مشكلة، والقرآن الكريم يبين لنا على أن الإيمان والتقوى هو طريق الفلاح والنجاح والطريق الذي يقف أمام طغيان النفس وخطورتها، قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الأحزاب 70، 71.

مهارات حياتية:
1- العيد فرصة طيبة لتصالح المتخاصمين أو لصلة المتقاطعين وللسؤال عن من قصرنا في حقهم بسبب مشاغل الحياة مما يقرب بين الناس ويبعث في نفوسهم التسامح والرحمة والمودة.
2- توزيع زكاة الفطر على الفقراء والمساكين والمحتاجين تشعرهم بالسعادة والرحمة والمشاركة والتقدير من الآخرين.
3- من أهم الخطوات التربوية لنفسية الأطفال خطوة التهيئة، وهذه الخطوة رائعة؛ لكونها مشوقة وتمهد لاستعداد الروح والنفس لما هو قادم، وما أجمل هذا الاستعداد إذا اتسم بحاجته ليلامس مواهب الأطفال.
4- من أفضل الأساليب المعززة للسلوك الإيجابي الذي ننصح به هو أسلوب المكافأة، وفي العيدية رمز إيجابي يعزز لدى طفلك تفكيره وسلوكه الإيجابي، خاصة في أيام العيد، وهو أسلوب يعشقه الصغار ويتنافسون من أجل أن يتمتعوا به، وأن يكونوا الأفضل من بين أقرانهم.
5- حاول جدولة أيام العيد بحيث يحمل كل يوم شيئًا جديدًا، وبعد العيد لا تُسقط هذا النظام من حياة طفلك، بل اجعله يتناسب مع الزمن والوقت الجيد.

تفاءل وابدأ الحياة :

1- إن الخصال التي تجعل الإنسان ناجحا هي الجرأة على التفكير والجرأة على توقع الفشل.
2- من أكثر الأخطاء التي يرتكبها الإنسان في حياته كانت نتيجة لمواقف كان من الواجب فيها أن يقول لا، فقال نعم.
3- الصلاح مصدر قوة، فالرجل المستقيم الصدوق النافع قد لا يصبح مشهورا أبدا، لكن يصير محترما ومحبوبا من جميع معارفه.
4- على المرء أن لا ينسى الجانب الإنساني في تعامله مع الآخرين سواءا في حياته العملية أو الاجتماعية.
5- اعرف نقاط قوتك وركز عليها واعرف نقاط ضعفك وتغلب عليها.
6- لا تقلل من قدرات الآخرين أو من شأنهم أو قيمتهم لأن النظرة السلبية للآخرين تنعكس عليك أنت بالدرجة الأولى.