728 x 90



img

بقلم : د. كلثم جبر
الصحة النفسية من المرافق التي تحظى بالاهتمام الرسمي والأهلي، لأنها تتعلق بالحالات التي تستوجب العناية الصحية الدائمة للمستفيدين من خدمة الرعاية النفسية من قبل المؤسسات المعنية بالصحة النفسية، وفي الوقت نفسه العناية القصوى بالقائمين على هذه المسؤولية الإنسانية الجليلة، وتكوين أي جمعية تُعنى بأصحاب الحالات النفسية هو أمر مهم يستحق المشاركون فيه كل التقدير، لأن بعض أفراد المجتمع تحت رعايتهم ومحل اهتمامهم، ولهذه الغاية النبيلة وجدت جمعية "وياك": أصدقاء الصحة النفسية التي تهدف لتحقيق أقصى درجات الصحة النفسية بالمجتمع المحلي والعربي، من خلال استعمال أساليب التوعية المختلفة التي تسهم في تأهيل وتدريب العاملين في مجال الإرشاد النفسي، ورفع مستوى الوعي حول قضايا الصحة النفسية وتعزيز الالتزام بالممارسات في مجال الصحة النفسية، وتنظيم المؤتمرات والمنتديات وورش العمل والدورات التدريبية المختصة في الداخل، والمشاركة فيما يُعقد منها خارج البلاد، وذلك في إطار الرؤية المعتمدة للجمعية بأن تكون"النموذج الريادي بين مؤسسات المجتمع المدني في مجالات دعم الصحة النفسية في دولة قطر".

وأعضاء جمعية أصدقاء الصحة النفسية من المتطوعين الذين غلبت نزعتهم الإيمانية على كل نزعة، فأقدموا على التطوع في هذا المجال بهدف خدمة المحتاجين في مجال الصحة النفسية، والعمل التطوعي في حد ذاته مكسب للمجتمع، بصفة عامة، إلى جانب ما يبعثه في النفس من شعور بالرضا والسعادة، إذا قام الإنسان بعمل يرضى عنه، ويحتسبه عندالله خشيةً وتقرباً، وعند نفسه رضا وطمأنينة، عند خدمة فئة من فئات المجتمع، ولا ننسى في هذا السياق تأصيل قيم التعاون والتكاتف بين أفراد المجتمع، الذي هو كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وفي يقيني أن المنتسبين لهذه الجمعية سيعملون جاهدين على قيام شراكة بين الجمعية والمؤسسات الحكومية والأهلية بهدف فتح آفاق جديدة لعمل الجمعية، وتحقيق أهدافها على أعلى مستوى، وكذلك استقطاب ذوي الخبرة للاستفادة من خبراتهم في تحقيق رسالة الجمعية وهي "إذكاء الوعي في مجالات الصحة النفسية، وتقديم أفضل خدمات الإرشاد النفسي، ومساندة متلقي الخدمات والدفاع عن حقوقهم، من خلال تنفيذ الأنشطة التوعوية والبرامج التدريبية، وعقد المؤتمرات والندوات العلمية، وتشجيع الدراسات والبحوث، والتعاون مع الخبرات المتخصصة والجهات ذات الصلة، واستثمار كافة وسائل الإعلام في تحقيق ذلك". جمعية أصدقاء الصحة النفسية، وغيرها من جمعيات النفع العام الموجودة في طول البلاد وعرضها، كل ذلك دليل على أن مجتمعنا ولله الحمد بخير، يظهر فيه العمل التطوعي بشكل واضح، ليزيد من تكاتف المجتمع وتعاون أفراده، وإحساسهم العميق بالمسؤولية الإنسانية تجاه أفراد المجتمع الآخرين، في زمن ازدادت فيه الحاجة للمتطوعين في مجال الصحة النفسية، نتيجة الضغوط التي يتعرض لها الإنسان في هذا العصر، والتي لا يمكن أن يتحملها وحده، ما لم تتوفر مثل هذه الروح المساندة والتي تمد يد العون لكل من يحتاجها، وهذه نعمة من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى، شكراً لأصدقاء الصحة النفسية "وياك". والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.