728 x 90



img

كيف نتعامل مع الاكتئاب في سن المراهقة ؟

الاكتئاب هو حالة وجدانية مزاجية تتسم بعدم الارتياح، بل وبالضيق والتبرم بالحياة، مع ارتباط تلك المشاعر الوجدانية بالرغبة في الانعزال عن الناس، وأحيانا بالقلق العام والإحساس بضرورة الهرب من المكان إلى غير ما هدف يرجو الشخص المكتئب بلوغه.
وحسب تعريف المعهد الأميركي للصحة العقلية فإن الاكتئاب عبارة عن:
خلل في سائر الجسم يشمل الجسم والأفكار والمزاج ويؤثر على نظرة الإنسان لنفسه ولما حوله من أشخاص وما يحدث من أحداث بحيث يفقد المريض اتزانه الجسدي والنفسي والعاطفي”.
وقبل سن 20 سنة، تتسم الحالة المزاجية للمراهقين بالتغير حيث تكون الاضطرابات السلوكية وتقلبات التنمية وأزمة المراهقة أمورا شائعة ومميزة لهذه الفترة.
والاكتئاب لدي المراهقين مشكلة غير معترف بها عادة، فبينما يعتقد الآباء بأنها مجرد حالة من الحزن، إلا أن الأمر أخطر بكثير من ذلك، فهو يتراوح ما بين تقلبات مزاجية قصيرة المدى ومشاعر مزمنة متكررة من قلة الحيلة واليأس.
منذ فترة لم يحظ الاكتئاب لدي الأطفال والمراهقين بتعريف جيد، وباعتبار الاكتئاب مواكبا للنضج النفسي، ظللنا ننظر إليه بوصفه مرتبطا في مظاهره بالعمر ارتباطا وثيقا، هكذا تكلمنا عن “مظاهر الاكتئاب” عن طريق ربط أعراضه الغامضة من : معارضة الوالدين، اضطرابات الأكل ، والجنوح وهلم جرا.
الآن لدينا اليقين بأن “النواة الصلبة” لأعراض الاكتئاب هي نفسها التي تتعلق بالأطفال أو البالغين مثل الحزن، اللامبالاة، التثبيط الفكرية، الأفكار السلبية، واضطرابات النوم.

شخصية المكتئب :
تتميز شخصية المكتئب قبل إصابته بالمرض بأنها شخصية صعبة المراس والتعامل مع الآخرين ومتشائمة ومترددة ومتصلبة الرأي عندها سوء فهم لأحداث الحياة.
وبما أن للاكتئاب أنواعا مختلفة فإن طبيعة شخصية كل نوع تختلف حسب نوع الاكتئاب وهناك بعض هذه السمات التي تتميز بها شخصية المكتئب حيث فهي إما شخصية منفتحة وناجحة أو شخصيه مبالغة في الدقة في أعمالها أو شخصية مهمومة منشغلة البال وقلقة ونسبة كبيرة يزاوجون بين التفاؤل والمرح من ناحية والتثبيط والاجهاد والقتامة من ناحية أخرى.

أعراض المصابين بالاكتئاب:

1- قلة الثقة بالنفس.
2- فقدان شخص حبيب.
3- المشاجرات العائلية.
4- مشاكل مع الأصدقاء.
5- مرض مزمن.
6- المراهقون الذين لديهم تاريخ عائلي حافل بهذا المرض.
7- الإحساس بالذنب وقلة الحيلة.
8- البكاء المتكرر.
9- التفكير في الموت والانتحار.
10- انعدام الاهتمام بالمستقبل.
11- العصبية والغضب والعدائية في التعامل.
12- الكسل الشديد أحيانا.

طرق علاج الاكتئاب:

– العلاج الإسلامي :
إن الدين الإسلامي له تأثير روحي ونفسي كبير على الإنسان وهو يختلف عن جميع الأديان السماوية الأخرى التي حرفت فالإسلام يعتني بالفرد حتى من قبل ولادته وذلك بتهيئة الجو المناسب الذي يربى فيه ليخرج إلى الحياة قويا ويقوم بواجبه نحو ربه ونفسه وأسرته فنشأة الطفل على حب الله يسهم بقدر مناسب في وقايته من الأمراض النفسية ، وثقة الإنسان بخالقه واطمئنانه إلى العقيدة الإسلامية تقوي صبره على صعوبات الحياة وتزيد من قدرته على التكيف في المجتمع ومواجهة الخطر والصمود أمام المصاعب في ثقة تامة كما تقل الاضطرابات من قلق واكتئاب بدرجة كبيره عند المؤمن بالله إيمانا عميقا.

– العلاج بالاسترخاء :
أحد نماذج العلاج الذاتي لعلاج الاكتئاب وذلك بهدف تهدئة المشاعر المضطربة والتغلب على أعراض الاكتئاب مثل الاضطرابات البدنية واضطرابات النوم والعجز عن تنظيم الذات والتغلب على مشاعر القلق والمخاوف التي تصاحب حالات الاكتئاب في كثير من الأحوال والطب النفسي الاسلامي اعتمد على الاسترخاء والعلاج بالصبر والتوبة والدعاء والذكر كأساليب تريح النفسية .

– التمارين الرياضية:
الحركة عموما تحارب الاكتئاب بطرق عديدة، فممارسة أي نشاط بدني قد يساعد علي تحسين الحالة النفسية، وأي حركة أياً كان نوعها قد تحدث فرقاً مثل: التمشية، ممارسة رياضة التزحلق، أو حتى الرقص أثناء الاستحمام.
– الاهتمام بالتغذية:
الطعام هو الذي يعطي الطاقة للجسم والعقل؛ فبعض أنواع الأطعمة قد تؤثر بالسلب علي الاكتئاب والبعض قد يؤثر بالإيجاب، فالمراهق الذي يعشق الوجبات السريعة التي ليس لها أية قيمة غذائية، إذا بدأ في تناول بعض الأطعمة الصحية ذات القيمة الغذائية قد يساعده ذلك كثيرا.
– الاختلاط بالناس:
العزلة تؤدي إلي الشعور بالوحدة مما يؤدي إلي زيادة الإحساس بالاكتئاب، والذي يساعد كثيرا هو الاختلاط بالناس والتواصل مع الآخرين؛ فالمراهق الذي يعاني من الاكتئاب قد يحتاج إلي صديق يفضفض له عما يشعر به ليساعده فيما يمر به.
– التنفيس عن المشاعر:
إطلاق العنان للتعبير عن المشاعر والأحاسيس بطريقة صحية قد يكون ضروريا لمحاربة الاكتئاب، فخلال ذلك يمكن التعرف علي العديد من المشاعر السلبية التي تصاحب الاكتئاب، وطرق التنفيس والتعبير عن المشاعر قد تتضمن أنشطة مثل الملاكمة أو الكتابة أو حتى الغناء.

– الانتباه لنمط النوم:
النوم عادة يلعب دورا هاما في التأثير علي ما يشعر به المراهق من الناحية البدنية والعاطفية، فيجب مراقبة عادات النوم لعدة أيام، فعدد ساعات النوم المطلوبة للمراهق هي 8 ساعات أو أكثر كل ليلة، وفي حالة اختلاف ذلك بشدة يجب معرفة ما يؤثر علي نومه واستشارة أحد الأطباء.
– لا تستخدم المهدئات:
عندما يكره المراهق ما يمر به أو يشعر به، قد يلجأ إلي المهدئات مثل الكافيين كوسيلة لعلاج نفسه بنفسه، ولا يعلمون أنهم بذلك يزيدون من سوء الموضوع.

– استمتع بوقتك:
الشعور بالفرح والسعادة له أهمية كبيرة، فعندما يبدأ الشعور بالاكتئاب يجب بذل مجهود للتركيز علي ما يزيد الفرح والسعادة للتغلب علي الاكتئاب، فيمكن الاشتراك في الأنشطة المحببة التي تجلب السعادة وتطبيق تلك الأنشطة يوميا.
تلك الطرق ليست بديلة للعلاج النفسي لدي الأطباء، ولكنها للمساعدة في العلاج عن طريق تقليل الأعراض والأسباب، وزيادة قدرة المراهقين علي الشعور بطريقة أفضل والتحكم أكثر في حياتهم.

د/ العربي عطاء الله قويدري
استشاري في الإرشاد النفسي والأسري
جمعية أصدقاء الصحة النفسية