728 x 90



img

مشاكل أسرية تفتك بالصحة النفسية للأبناء
تواصل الشرق بالتعاون مع جمعية الصحة النفسية وياك، تسليط الضوء على القضايا المسكوت عنها، لأسباب مجتمعية، وأخرى مقرونة بثقافة العيب أو الوصمة، من خلال طرح معاناة بعض فئات المجتمع الذين يعانون في الظل، بهدف رفع وعي أفراد المجتمع بضرورة الإفصاح عن المشاكل مهما اختلفت فحواها فتأثيرها النفسي أشد وطأة على الفرد من المشكلة ذاتها، فبهذه المساحة تنقل الشرق نماذج من معاناة البعض، كرسالة لمن يشعر بالخجل من سرد معاناته بأن هناك من يستمع له، وسيأخذ بيده إلى بر الأمان.
المحطة التالية، قضية لفتاة عشرينية أقدمت على الانتحار بسبب حالتها النفسية التي أخذت بالتدهور، وبدأ استقرار حياتها يتزعزع منذ أربع سنوات، حينما مرَّت عليها تجربة قاسية أثرت على مجرى حياتها، فاتخذت قرارا بتركها للجامعة، كما أنها انعزلت عن محيطها الخارجي، وكانت سلوتها الوحيدة البكاء، إلى أن وصل بها الحال للانتحار إلا أنَّ محاولتها باءت بالفشل.
حيث استمرت حياتها على هذا المنوال لعام ونصف العام، وخلال الفترة لم تلجأ لأي طبيب أو مرشد نفسي، لافتة إلى أنها عندما أخذت قرار العودة إلى الجامعة لم تكن قد تحررت من مشاعرها السلبية مما أثر على تحصيلها الدراسي، فاتخذت قرار التوقف عن استكمال دراستها الجامعية، كما أنها غير قادرة على التقدم إلى وظيفة، وبات الشعور السلبي يحيط بها من كل اتجاه، ورغم محاولاتها الفردية في التغلب على مشاعرها السلبية إلا أنها فشلت في تخطي معاناتها.
وجاء رد المرشد النفسي، موضحا لها أنَّ ما تعاني منه يعرف بـ الاكتئاب التفاعلي، وهي حالة من الحزن واليأس تظهر نتيجة لمرور الفرد بفقدان شخص عزيز، أو خسارة تجارية، أو مروره بخبرة مؤلمة كما حدث للفتاة صاحبة القضية، مشيرا إلى أنه طبقا لهذا النوع من الاكتئاب لابد الا يستمر اكثر من اسبوعين او ثلاثة اسابيع، اما اذا حدث واستمر اكثر من تلك المدة الزمنية فهنا يتحول من اكتئاب تفاعلى الى اكتئاب نفسي، وهذا هو ما تعاني منه الفتاة السائلة.
بل ان الامر تطور لديها ووصل الى محاولة التخلص من الحياة بإقدامها على الانتحار، وكان ذلك يستدعي العلاج النفسي والطبي، لكن للأسف لم تتلق هذا النوع من العلاج مما أثر بالسلب على نفسيتها، ودراستها، وعلاقاتها بالآخرين، مؤكدا أنها بحاجة إلى خدمة العلاج النفسي الطبي، مقدما لها جملة من النصائح للتخلص من الاكتئاب.
لابد من تجديد الثقة بالنفس والتركيز على الافكار الايجابية التي تدفعها نحو الإنجاز مع التخلص من الافكار الانهزامية والمثبطة، لابد من تعلم مهارة التوقع الايجابي، ونصحها بالمواجهة وتحمل صعاب الحياة واكتساب الخبرات حتى تتجاوز الأزمات، ودفع بها لاستكمال دراستها الجامعية والتفكير بالنجاح، والتغلب على الأفكار السلبية ومقاومتها بالعمل والدراسة والجد والاجتهاد.