728 x 90



img

تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، انطلقت صباح أمس في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، أعمال المؤتمر الدولي «السرية ومشاركة المعلومات في الصحة النفسية.. معالجة التحديات وإيجاد الحلول»، الذي تنظمه جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»، بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية وجمعية قطر الخيرية.
حضر المؤتمر -الذي يستمر ليوم واحد- كلّ من سعادة السيد يوسف بن محمد العثمان فخرو وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، وسعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك».

وقال سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم: «إن تناول موضوع السرية وتبادل المعلومات في الصحة النفسية في هذا المؤتمر جاء نتيجة استشعارنا بأهمية وحساسية هذا الأمر، لنتمكن من الخروج بحلول عملية تعود بالنفع على الجميع».

وأضاف، خلال كلمة ألقاها في بداية أعمال المؤتمر، أن هذا اللقاء يهدف إلى توفير مناخ صحي لمناقشة آليات السرية ومشاركة المعلومات بين قطاعات الصحة في دولتنا، بمشاركة ممثلي أكثر من 16 مؤسسة ستتشارك في طرح الرؤى والنماذج المعمول بها في مؤسساتهم الحكومية أو الخاصة، أو منظمات المجتمع المدني.

وأوضح أن «وياك» استطاعت، خلال سنوات عملها القليلة، المساهمة في نشر الوعي بقضايا الصحة النفسية، والحدّ من الوصمة المتعلقة بالمرض النفسي، مضيفاً: «أصبحنا نتحدث عنها بشفافية وانفتاح، وتأكيداً على ذلك سيكون صوت المرضى وأسرهم ومناصريهم حاضراً ومسموعاً ومقدراً في هذا المؤتمر على أساس الحق المشروع الذي سنّه القانون والدستور القطريين، والتي تماهت معهما استراتيجية الصحة النفسية عام 2013؛ حيث جاء أحد أهدافها بالنص «أن يبحث الأشخاص عن المساعدة دون الشعور بالوصمة»، وهذا ما تحقّق بالفعل من خلال حملات التوعوية المستمرة التي عمل ويعمل عليها فريق «وياك» التطوعي، الذي يضم نخبة من المختصين والمهتمين والمتطوعين في المجتمع القطري».

حسن الغانم: التوصيات ستحقق نقلة نوعية في هذا الجانب

أكد السيد حسن الغانم، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»، أن هذا المؤتمر -وغيره من الفعاليات- يأتي تزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي حمل شعار «الوقاية من الانتحار»؛ حيث أطلقت «وياك» حملة بعنوان «لا تحاتي» لمناصرة المصابين باضطراب الاكتئاب برعاية مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، كذلك تم تنظيم ورشة قدّمها الخبير العالمي الأستاذ الدكتور بن رايت بعنوان «التدخل العلاجي لاضطراب ما بعد الصدمة»، وغيرها الكثير من الفعاليات والدورات والورش التدريبية. وأكد الغانم أن ما سيصدر عن المؤتمر من توصيات سيساهم في تحقيق نقلة نوعية في قضايا الصحة النفسية، التي ستنعكس إيجاباً على المجتمع بأسره، وعلى مستقبل وطننا العزيز الذي ينمو باضطراد منقطع النظير.
وتقدّم الغانم باسم رئيس مجلس الإدارة سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني، وأعضاء المجلس، بالشكر والتقدير لكل من شارك وساهم ودعم وحضر المؤتمر.

محمد البنعلي: المؤتمر يناقش الجوانب الاجتماعية وسماع آراء المرضى وذويهم

أكد السيد محمد البنعلي، المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»، أن المؤتمر يناقش الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، وصولاً إلى سماع آراء المرضى وذويهم، فضلاً عن مشاركات عالمية من سلطنة عُمان والمملكة المتحدة وإستونيا.
وأشار إلى أنه بنهاية المؤتمر، عُقدت جلسة لتبادل الآراء بين المختصين، من أجل الخروج بنموذج مناسب لدولة قطر في ما يتعلق بالسرية ومشاركة المعلومات بالصحة النفسية، ويتم رفعها للمسؤولين في قطر.
وأكد أن «الوصمة» تتعلق بثقافة المجتمع، وأن التخلص منها يتطلب وقتاً قد يطول أو يقصر وفق استجابة المجتمع للموضوع، مشيراً إلى أن «وصمة» المرض النفسي تنتشر في المجتمعات كافة، ولكن تزيد أو تنقص من مجتمع لآخر، وكون المجتمع القطري صغيراً وكل الأسر تعرف بعضها البعض فهذا يزيد من انتشار «الوصمة».

د. ناصر المنافي: أثر إيجابي لهذه الفعاليات على مستقبل الصحة النفسية في قطر

قال الدكتور ناصر المنافي، رئيس المؤتمر بجمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»: «إن الحضور كان هائلاً؛ فقد كنا نطمح إلى أن يشارك قرابة 150 فرداً، ولكن فوجئنا بالإقبال الكبير الذي رفع الحضور إلى 200 مشارك عن طريق التسجيل، ويمكن أن يصل العدد الإجمالي إلى 250، بما في ذلك المتحدثون وفريق العمل».
وعبّر د. المنافي عن سعادته بمشاركة المرضى في المؤتمر، فأضاف: «كنت سعيداً جداً بمشاركة مستخدمي خدمات الصحة النفسية في قطر، فكانت مشاركتهم إيجابية وجذبت اهتمام المشاركين من المختصين، وهذا تجلّى من كم ونوع الأسئلة التي وجهت إليهم».
وتابع رئيس المؤتمر أن «مثل هذه الأحداث له أثر إيجابي على مستقبل الصحة النفسية في قطر، فنحن في الطرق المؤدية إلى القضاء على الوصمة الاجتماعية للأمراض النفسية، ونحن الآن في طريق عظيم لطمأنة المريض، والتأكيد على أن خصوصيته معتبرة ومحترمة، وهذا الأمر سيعود بالنفع، وهذا النفع من مظاهره أن المرضى يلجؤون إلى تلقّي الخدمات النفسية في حال حاجتهم لها، بدلاً من العزوف الذي كان في السابق».

د. حمد السيناوي: حدث فريد من نوعه

أشاد الدكتور حمد ناصر السيناوي، استشاري أول طب نفسي المسنين مستشفى جامعة السلطان قابوس بسلطنة عُمان، بمؤتمر السرية ومشاركة المعلومات في الصحة النفسية، وقال: «أتشرف بالمشاركة في الحدث الذي يعدّ فريداً من نوعه، ويسلّط الضوء على جانب حساس جداً في نطاق الصحة النفسية».
وأضاف: «في معظم الحالات يتخوف المريض من اللجوء إلى مستشفيات الصحة النفسية؛ لذا فضمان السرية شيء أساسي جداً في التعاطي مع المرضى النفسيين، خاصةً مع الأفكار المغلوطة المنتشرة في بعض المجتمعات العربية حول المرض النفسي، من بينها تعامل البعض مع المرض النفسي على أنه بسبب الحسد أو مسّ الجن».
وتابع د. السيناوي: «بعض الأطروحات الخاطئة تزيد من معاناة المريض النفسي، كالقول بأن المرض النفسي ناتج عن ضعف الإيمان، وأن الشخص إن كان يخشى الله ما كان ليصاب بمرض نفسي، وهي من الأفكار الخاطئة التي تزيد من الضغوط على المريض النفسي، وتقلّل من تقبّله للجوء إلى مختصين في الصحة النفسية، والاعتراف بمعاناته من مشكلة نفسية».