728 x 90



img

لا شك أن للأسرة دوراً كبيراً في ترميم الواقع الاجتماعي للمريض النفسي، فأفراد المجتمع حينما يتفاعلون ويختلطون مع بعضهم البعض بدافع فطرتهم الاجتماعية وتحقيق المصالح والمنافع المشتركة فإن ذلك يوضح جلياً مدى ارتباط الفرد بمجتمعه وبمن يحيطون به خاصة أن الأسرة هي نواة المجتمع والمؤسسة الوحيدة التي يقع عليها عبء تحويل العضو البيولوجي إلى كائن إنساني اجتماعي وتدفعه لخوض معترك الحياة حتى يمكنه الاستقلال بشخصيته وتكوين هويته وكينونته بين الآخرين.
للأسرة أهمية كبرى في مساعدة المريض للخروج من معاناته وحمايته من نفسه ومن الآخرين.
ولقد أبعدت الكثير من الدراسات ظلال الشك الذي قد ينتابنا حول أهمية دور الأسرة في تخفيف معاناة المريض النفسي بل إن الأسرة قبل ذلك تساهم في تشكيل وتطور السلوك عند أبنائها، فهي تعتبر الوحدة الاجتماعية الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويتعامل مع أعضائها وهي الحضن الذي تنمو فيه بذور الشخصية الإنسانية وتوضع فيه أصول التطبع الاجتماعي، فكما يتشكل الوجود البيولوجي للجنين في رحم الأم فكذلك يتشكل الوجود الاجتماعي في رحم الأسرة.
لذا فإن تعامل الأسرة الواعي المتفهم لوجود مريض نفسي بين أفرادها، ولديها المعرفة الكافية بالاضطرابات النفسية وكيفية التعامل مع المريض النفسي، وتوفير المعلومات الوافية لأعضاء الأسرة من أخوة وأخوات وأقارب، ومدهم بآلية التعامل السليم معه بحيث يكون الوالدان هما القدوة الحسنة.
ملفات

انتكاسة المريض النفسي والمجتمع