728 x 90



img

تعتبر الطفولة من المراحل النشطة في حياة الإنسان، والطفل بحد ذاته تكمن بداخله طاقة كبيره تتمثل بانفعالات متفاوتة تنتج عنها قدرات ومواهب قد تختلف من طفل إلى آخر، لهذا من الضروري على الأم والأب تفهم هذه النقطة وعدم تجاهلها.
إن موضوع زرع الثقة في نفس الطفل أو تنمية مفهوم ذات إيجابي لديه سواء أكان ذلك في البيت أو المدرسة أمر في غاية الأهمية ويرى علماء النفس والتربية أنه مفتاح الشخصية السوية والطريق الأكيد نحو النجاح في الحياة الأكاديمية والعملية أن الفرق بين الفرد الذي يتمتع بثقة عالية في قدراته ويمتلك مفهوم ذات إيجابي وذلك الذي يفتقد الثقة بالنفس ويمتلك مفهوم ذات سلبي.
احترام النفس عنصر أساسي في النجاح، فلنحاول أن نساعد أطفالنا في اكتساب هذه المهارات، وللأسف كثير من الأسر تسعى اليوم إلى تلقيح أبنائها ضد كل الأمراض مثل: شلل الأطفال، الكساح، الكزاز الجدري، وهذا أمر مطلوب وضروري ليعيش الطفل في صحة وعافية، ولكن أبناءنا اليوم أيضا بحاجة إلى تطعيم ضد الفشل وزرع الثقة بالنفس.
ونلاحظ أن كثيرا من أولياء الأمور يتبع أسلوب المقارنة أو عدم تفهم نمط شخصية الطفل، حيث نجد الطفل الأكبر يختلف عن تصرفات الطفل الأصغر عمرا، وقد يختلف عنه في الحركة والتفاعل وسرعة الاستيعاب في هذه الحالة قد يواجه الطفل الأكبر ضغوطا من الوالدين لممارسة رياضة معينة أو تأدية عمل لا يميل له الطفل أو قدراته لا تسمح بذلك أو في بعض الأحوال لا ينجز المستوى المتقدم الذي يطمح له الوالدين نجد الأب والأم في هذا الحال يمارسان أسلوب الضغط والتأنيب للطفل لهذا تظهر علامات اليأس والخوف عليه وقد لا يفكر في تكرار السلوك خوفا من عواقبه.
هناك أمر ضروري لا بد من فهمه ألا وهو اختلاف قدرات الأطفال فكل طفل يمتلك قدرات قد لا تكون متوافرة في أخيه أو عند زميله في المدرسة لهذا على أولياء أن يتبعوا أفضل الطرق التربوية في تعزيز الثقة عند الطفل فالثقة أمر ضروري في سبيل بناء الشخصية ونمائها وتطورها، والثقة عنصر مطلوب وأساسي لدى كل فرد في سبيل مواجهة الحياة وأعبائها المختلفة.
الطفل منذ صغره يبدي استعدادا للاستقلالية، ولكن مع الأسف فإن بعض الآباء يقمعونها، وبحسن نية فالأم تمنع طفلها الصغير من أن يأكل بمفرده خوفا على ثيابه من الاتساخ وتلبسه ملابس لا يلبسها بصورة خاطئة ويختار له الأبوان الألعاب والكتب التي تعجبهما هما من غير أن يسألا رأيه وعندما يعاني الأبناء من مشكلة معينة نرى الآباء يتبعون معهم أسلوب الوعظ والإرشاد أو التأنيب واللوم، أو يلجؤون إلى أن يحلوا بأنفسهم مشكلات أبنائهم.
كل هذه الأساليب تشعر الطفل بالعجز والاتكالية وعدم الثقة بقدراتهم الذاتية على حل مشكلاتهم بأنفسهم لذا من الضروري أن يشجع الآباء والمعلمون والمعلمات الأطفال على الاستقلالية منذ الصغر.
وهذا ما أكده كوبر سميث في دراسة نفسية أجراها على أشخاص في مقتبل العمر من الطبقة الوسطى، حيث تمت ست سنوات، وكان عددهم (1748) طفلا، وخلص من هذه الدراسة الطويلة المتعمقة إلى أن الآباء والأمهات هم الذين يملكون القدرة على إكساب أولادهم الثقة بالنفس، أما الوسط الاجتماعي والصفات الوراثية فليس لهما سوى دور ثانوي جدا، ذلك أن رأي الطفل في نفسه إنما يتكون في البيت، وهو ميال للنظر إلى نفسه كما ينظر إليه والده أو كما يظن أنهما ينظران إليه.
ولزيادة الثقة بالنفس عند الطفل:
– الاستمرار في امتداح طفلك وإبراز الجوانب الإيجابية فيه.
– التغاضي عن التصرفات السلبية والأخطاء الصغيرة.
– التحدث معه باستمرار في الأمور التي يحب طفلك سماعها.
– الابتعاد عن مقارنته بمن هم في سنه.
– محاولة جعله يختلط بالأطفال الذين هم في سنه ويلعب معهم.
– إسناد بعض المهام لطفلك لإكسابه الثقة بالنفس.

التلعثم في الكلام.. يمكن التغلب عليه ذاتياً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي أنني أتلعثم في الكلام، في كثير من الأحيان أجد صعوبة في الكلام مع الآخرين، أرجو أن ترشدوني إلى التخلص من هذه المشكلة، وهل هذه المشكلة تعتبر مرضية أم لا؟ وجزاكم الله خيرا.. أختكم / فدوى .ج..

الإجابة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أختي الفاضلة فدوى حفظك الله ورعاك، كما أشكرك على تواصلك مع موقع «وياك» للاستشارات النفسية..
اعلمي أن مشكلة التلعثم يقصد بها عدم قدرة على التكلم بسهولة، فتراه يتهته ويجد صعوبة في التعبير عن أفكاره، فتارة ينتظر لحظات حتى يتغلب على خجله، وأخرى يعجز تماما عن النطق بما يجول في خاطره.. والتلعثم ليس ناشئاً عن عدم القدرة على الكلام فالمتلعثم يتكلم بطلاقة وسهولة في الظرف المناسب أي إذا كان يعرف الشخص الذي يكلمه، أو إذا كان أصغر منه سناً أو مقاماً. وأول ما تشعر به هو الرهبة أو الخجل ممن يكلمه فتسرع نبضات القلب ويجف حلقك ويتصبب عرقاً، ويبدأ التلعثم عادة في سن الطفولة، ولكن يعاود الشخص من جديد إذا أصيب بصدمة نفسية حتى ولو كان مضى على شفائه سنين عديدة.
وقد ينشأ التلعثم عن واحد أو أكثر من الأسباب التالية:
– قد تتقلص عضلات الحنجرة نتيجة خوف أو رهبة فتحجز الكلمات قبل خروجها ولا يقوى الطفل على النطق بأي كلمة، أو يقول أأأ ـ ولا يستمر أكثر من ذلك حتى يزول خوفه وتتفتح حنجرته.
– قد لا يتنفس المصاب تنفساً عميقاً قبل بدء الكلام فينطق بكلمة أو كلمتين ثم يقف ليتنفس ويستمر كذلك بين تكلم واستراحة فيكون كلامه متقطعاً.
– قد يتنفس المصاب تنفساً عميقاً قبل الكلام ولكنه يسرف في استعمال الهواء الموجود في رئتيه فيستنفده في بضع كلمات.
– قد يكون التوازن معدوماً بين عضلات الحنجرة واللسان والشفتين فينطق بأحد الحروف قبل الآخر، أو يدغم الحروف بعضها في بعض.
أختي الفاضلة تستطيعين أن تتغلبي على هذه الحالة: فهناك أساليب ومهارات تساعدك على اكتساب هذه المهارات، منها:
1- تأكيد الذات: بحيث لا بد أن تتخلصي من مشاعر الخجل، وتؤكدي ذاتك بحرية التعبير والنقاش، والقدرة على اتخاذ القرار، والقدرة على التعاون مع الآخرين، والقدرة على التفاوض والإقناع، والتمتع بالشجاعة وعدم الخوف.
2- التواصل البصري: عندما تتكلمين مع الآخرين لا تكسري عينك ولا تحملقي فيه، وكوني طبيعية.
3- التعبيرات الوجهية: لا بد أن تكون تعبيراتك الوجهية ملائمة للموضوع، لا خاوية أو عدائية.
4- الإيماءات: استخدمي الإيماءات باعتدال، بحيث لا تكون متصلة أو مفرطة.
5- الوضع البدني: حافظي على المسافة المناسبة عند الحديث مع الآخرين، مع انحناء بسيط في اتجاه الآخر دون مبالغة.
6- الصوت: لا بد أن يكون ارتفاع صوتك ملائماً واضحاً، لا منكسرا أو هامشياً.
كل هذه السلوكيات تستطيعين أن تجربيها وحدك في البيت أمام إخوانك أو أمام المرآة، وبالتكرار والتعود إن شاء الله تعالى ستكتسبينها وتتخلصين من الخجل.
واجعلي من نفسك الإنسان الإيجابي الذي يأخذ بزمام المبادرة في حياته ويعترف بمسؤولياته الكاملة، وابتعدي عن التفكير السلبي الذي يوقعك في الخجل وعدم مخالطة الغير والاحتكاك بالآخرين.
وفي هذه الحالة قد تحتاجين أحيانا إلى اختصاصي علاج نطق يعطيك بعض التدريبات لكي تتخلصي من هذه المشكلة نهائيا بإذن الله تعالى.. وبالله التوفيق.

ابتعد عن الجمود الفكري

إن طبيعة الحياة التي نعيشها تشبه إلى حد كبير طبيعة تضاريس الأرض ففيها المرتفعات تحتاج عند صعودها إلى جهد كبير وصبر وعزيمة وفيها المنحدرات الشاهقة التي لا تحتاج للوصول إلى قاعها إلاّ أن تغفل عن أهدافك وسوف تسقط ومن دون العميقة، وفيها جهد ومن دون تعب ولكن ألم السقوط سوف يحرمك النوم وقد يقضي على حياتك.
إن التخلص من الجمود هو تعلم حب العمل الذي نقوم به وسيكون هذا الأمر يسيرا لنا، لأن كل ما نقوم به سيصبح جزءا من برنامج جرى تصميمه ليمنحنا الاستقلال والاستقرار والأمن، وأهم من كل هذا الشعور بالسعادة عند قيامنا بالعمل.
إن النفوس تتفاوت في ميزان الله عز وجل، وكذلك في ميزان الحياة الدنيا، فهناك نفوس وأرواح تهيم حول العرش وأخرى تحوم حول الحش، كما قال ابن القيم رحمه الله: (فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة، والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها، كما يقع الذباب على الأقذار).
والهمم سبب هذا التفاوت، فكلما كانت الهمة أعلى وأسمى، كانت المكانة أرفع وأشرف، وكلما كانت الهمة أحط وأسفل، كانت القيمة أوضع وأنزل، فالهمة هي التي تصنع القيمة صعودا ونزولا، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (العامة تقول قيمة المرء ما يحسن، والخاصة تقول قيمة المرء ما يطلب).
والهمم الصانعة للقيمة والمكانة في الدنيا والآخرة تكون على قدر ما يحمله أصحابها من هم، فطبيعة الهم ونوعه ومجاله، هي من تحدد مستوى همة المرء، فمن كان همه صلاحا وإيمانا وتقوى وعملا وعلما وإصلاحا ودعوة إلى الله واهتماما بقضايا أمته، تكون همته وأهميته على قدر هذا الهم، فبقدر ما تكون مهتما وذا هم تكون هامّا وذا همة.
نجد في سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم درساً في الخروج عن المألوفات والبحث عن حلول إبداعية، فحين اختلف سادة قريش أي قبيلة يكون لها شرف وضع الحجر الأسود، وكاد هذا الاختلاف يصل إلى حد الاقتتال، ثم اتفقوا أن يحتكموا إلى أول من يدخل عليهم، فإذا به محمد صلى الله عليه وسلم وكان هذا قبل بعثته، فاحتكموا إليه وطلبوا منه الرأي، فنشر ثوبه على الأرض ثم وضع الحجر عليه، وطلب من كل سيد من سادات قريش أن يمسك بالثوب من أحد الأطراف، حتى إذا رفعوه مجتمعين أخذ الحجر منهم ووضعه مكانه، وبذلك جنب قومه ويلات حرب بفكرة بسيطة قوامها الخروج عن المألوف والبحث في بدائل جديدة.
كانت مشكلة قريش وهم يوشكون على الاقتتال أنهم يفكرون بالأسلوب التقليدي فهم لا يتصورون غير الصدام أسلوباً للحسم، لكن حكمة محمد صلى الله عليه وسلم أبصرت خياراً آخر غير الصراع الصفري فهناك إمكانية ليخرج الجميع رابحين وليس بالضرورة أن يكون ربح فريق على حساب الفرق الأخرى.
وفي هذا الموقف درس للجماعات البشرية التي تقوم حياتها السياسية على أساس من الصراع والتصادم، ولو خرجوا من التفكير التقليدي وبحثوا في بدائل جديدة لكان بالإمكان التوصل إلى إرادة مشتركة بين جميع البشر يربح فيها الجميع ولا يخسر فيها أحد.
وقد دعانا الله تعالى إلى طلب الكمال ومعالي الأمور، فقال تعالى: «وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً» الفرقان 74، ونلاحظ أن تاريخنا العظيم قد امتلأ بقصص هؤلاء الرجال الذين كانت هممهم تناطح الجبال وطموحهم لا يرضى دون الثريا، فهذا الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه يحكي عن نفسه الطموحة فيقول: « إن لي نفسا تواقة وإنها لم تعط من الدنيا شيئا إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه، فلما أعطيت ما لا أفضل منه في الدنيا: الخلافة، تاقت إلى ما هو أفضل منه: الجنة»، ويقول أيضا رضي الله عنه: «إن لي نفسا تواقة، تاقت إلى فاطمة بنت عبدالملك فتزوجتها، ثم تاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها، ثم تاقت نفسي إلى الجنة».
فينبغي على كل عاقل أن يتخلص من الجمود الذي ينتابه، وأن تكون له طموحات عالية وأهداف عظيمة تمكنه من تحقيق التفوق والنجاح في الدنيا إرضاء لله تعالى، وتحقيقا للخلافة في الأرض كما أمر الله تعالى، وحينما يضع أهدافه عليه أن يكون صاحب همة عالية لا ترضى بالدون لأن «من يرمي بقوسه نحو القمر فحتى إذا لم يصبه سيقع سهمه بين النجوم».

التفكير الإيجابي
– إذا انخفض تقديرنا لذاتنا إلى حدٍّ يجعلنا نشكك في قدراتنا على النجاح فلن نقدم أبداً على المحاولة.
– إذا اعتقدنا أننا سنخفق فسوف نخفق في أغلب الأحيان.
– يمكننا أن نستريح عندما نعرف أن كل إنسان تقريباً يمر بلحظات من الشك في النفس.
– يمكن أن نتعلم من حياة الآخرين الذين مروا بتجارب فاشلة كثيرة، ولكنهم تغلبوا عليها، ووصلوا إلى مناصب قيادية في التجارة والسياسة بل في كل المجالات الأخرى.
– لا يوجد اثنان متشابهان؛ لذلك يجب أن نتعلم من البداية أن نقيس أداءنا وفقاً لقدراتنا، لا وفقاً لقدرات زملائنا أو أقاربنا.
– يميل كل البشر إلى التأثر ذاتياً بتجارب الفشل، وغالباً ما يعطونها اهتماماً أكثر مما تستحقه؛ لأن أي تجربة فاشلة تترك في الذاكرة أثراً لا يمحى؛ فإننا نسمح لها بأن تؤثر على حاضرنا ومستقبلنا أكثر مما ينبغي، بغض النظر عن حجم هذا الفشل؛ فإن أية هزيمة تعد مؤقتة إذا لم نجعلها دائمة.
– إذا تعلمنا من التجربة فقد قمنا بخطوة صغيرة نحو النجاح في المستقبل؛ حيث لن نكرر هذا الخطأ ثانية.

همسات
– إذا أردت أن يكون ابنك صادقا، فلا تزرع في نفسه الخوف.
– اعدل بين أبنائك فإن ذلك أفضل وسيلة لتعليمه خلق العدل.
– إذا أظهر ابنك شجاعة في بعض المواقف فامدحه على ذلك وكافئه، وبيّن له أن الشجاعة هي أن تفعل ما هو صحيح وضروري .
– لا تعوّد ابنك على الإغراء المادي لحثه على فعل أمر ما، فإن ذلك يضعف شخصيته أمام المادة.
– لا تتضجر من كثرة أسئلة ابنك، وحاول أن تجيب عن كل ما يسأل عنه بإجابات بسيطة ومقنعة.
– اعلم أنك قدوة لأبنائك فإذا تهاونت في العبادة أو تكاسلت عنها وتثاقلت عند القيام بها تأثر أبناؤك بك في ذلك واستثقلوا العبادة وربما تهربوا منها.
– علّم ابنك أن الناس يتفاضلون بالتقوى والعمل الصالح لا بالأنساب والأحساب والأموال.
– لا تخلف وعدك أبدا وبخاصة مع أبنائك فإن ذلك يرسّخ في نفوسهم فضيلة الوفاء بالعهد.
ملفات

كيف نزرع الثقة بالنفس في أطفالنا؟