728 x 90



img

أطلقت جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» حلقة تفاعلية بعنوان «أطفالنا والأجهزة الإلكترونية»، تحدث فيها المستشار التربوي ومدرب مهارات التفكير د. محروس سليمان، وذلك برعاية جمعية قطر الخيرية (الشريك الإنساني) لـ «وياك»، ومن خلال تقنية البث المباشر عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». وقد ناقشت الحلقة العديد من المحاور، منها: التكنولوجيا ما بين الإفراط والتفريط، وطبيعة مرحلة الطفولة والآثار السلبية لهذه التكنولوجيا على الأطفال، والمتمثلة في الآثار الجسمية والعقلية والنفسية والوجدانية.
وقال د. سليمان إن العالم يعيش عصر التقدم المذهل في مجالات تكنولوجيا الإنترنت والاتصالات أو ما يسمى بالعصر الرقمي؛ حيث حدثت قفزات كبيرة وخيالية في عالم الاتصالات بدأت باستخدام البرقیة ووصلت إلى «الفیس بوك» و«تويتر» و«جوجل» و«الواتس آب» وغيرها من التطبيقات الرقمية المذهلة.
وأضاف أن هذا التطور أدى إلى قصر المسافة بین الأطفال وبين التكنولوجیا حتى باتوا ينافسون الكبار في اقتناء وشراء الأجهزة التكنولوجية الحديثة التي أصبحت تشكّل بالنسبة لهم متطلبات أساسية في حیاتهم الیومیة؛ الأمر الذي يستوجب تربیة جديدة مغايرة تماماً للتربیة التي لا تزال سائدة في مجتمعاتنا ولم تترك المكان للتربیة الحديثة والمعاصرة إلا في نطاق ضیق.
وفيما يتعلق بالأضرار الجسدية التي يتعرض لها الناس وخاصة الأطفال من هذه التكنولوجيا، أوضح المتحدث أن هناك أضراراً تقع على النظر؛ حیث إن التعرض لمجالات الأشعة الكهرومغناطیسیة يؤدي إلى ضعف في النظر، إضافة إلى أضرار جسيمة وخطیرة تقع على الدماغ؛ حيث أكدت الأبحاث أن مشاهدة الأجهزة الإلكترونية وخاصة التلفاز لفترة طويلة يضر بالدوائر الكهربائية بالدماغ ويؤدي إلى إفراز مواد كیميائیة جديدة وخطيرة فیه، كذلك فإن إشعاعات المايكرويف المنبعثة من الهواتف الخلوية تضعف الحاجز الدماغي الوقائي، وأدمغة الأطفال تمتص ضعف ما تمتصه أدمغة الكبار من هذه الإشعاعات، كما أن الإفراط في استخدامها يضعف العضلات الدقيقة للطفل واللازمة لاستخدام الورقة والقلم.
وفيما يتعلق بالأضرار العقلية الناجمة عن إدمان الأجهزة الإلكترونية، قال د. سليمان: إن العلماء وجدوا أن الإشعاع المنبعث من أجهزة التلفزيون يزيد من نشاط النصف الأيمن من الدماغ على حساب النصف الأيسر، الأمر الذي يؤدي إلى تشويش الطفل وإضعاف انتباهه وتركيزه ومستوى احتماله، ويجعله عرضة للإحباط والكآبة، كما يسبب له تراجعاً ملحوظاً في ذاكرته وقدرته على التحلیل والسیطرة على عواطفه، كما أن الاستثارة الزائدة لدماغ الطفل في بعض البرامج المتلفزة أو على أجهزة الحاسب الآلي كالرسوم المتحركة ومواد الفیديو الخاطفة سريعة الإيقاع والصاخبة، تُرهق خلايا المخ وتعیق النمو السوي لها، والمشكلة أن مثل هذه البرامج تعیق استفادة المخ بالمؤثرات ذات الإيقاع العادي في باقي أنشطة الحیاة.
كما حدد المتحدث الأضرار النفسية التي تقع على الأطفال بسبب إدمان الأجهزة الإلكترونية، فقال: إن الدراسات أثبتت بأن الأطفال الذين يُفرِطون في مشاهدة التلفزيون أو اللعب على الكمبیوتر يتمیزون بالعنف والأنانیة، فضلاً عن الإعاقة العقلیة والاجتماعیة، والسرعة الشديدة لاستجابة الألعاب على الكمبیوتر تجعله يتعرض إلى الوحدة والفراغ النفسي، والكآبة والإحباط، والفساد الخلقي والديني. أيضاً حدوث خلل في النمو الاجتماعي والوجداني الطبيعي للطفل وتؤثر على تفاعله النفسي مع الأقران والأقارب، وفيما يتعلق بتأثير الأجهزة الإلكترونية على المستوى العام للصحة، أشار المتحدث إلى ما أثبتته الدراسات من أن كثیراً من الأطفال الذين يفرطون في مشاهدة التلفاز لمدة ساعتين فأكثر يتعرضون للإصابة بالسمنة وتدني في القوة البدنية.;