728 x 90



img

السبت، 21 مارس 2015 02:09 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
الاستبداد النفسي

إن هذا المرض الاجتماعي يسري إلى كافة أطراف المجتمع ومرافقه وقطاعاته، ويتغلغل تأثيره إلى أعماق النفوس فيطبعها بالعجز والسلبية والأنانية والنفاق.
وربما كان الاستبداد واحداً من الأعراض الخطيرة التي ينتجها هذا المرض الاجتماعي القاتل، والحقيقة أنه كثيراً ما نخطئ حين نعتقد أن الاستبداد إنما ينحصر فقط في الميدان السياسي، في حين تبقى بقية الميادين الاجتماعية الأخرى بمنأى عن أن يصيبها فيروس هذا الداء الخطير، وربما كان هذا الاعتقاد ناشئاً من الاهتمام الكبير بهذه القضية في جانبها السياسي لأنها كانت الأبرز والأظهر فيما أصاب حياتنا الاجتماعية من آفات ومشكلات.
وإن أبرز مظاهر الاستبداد تلك الصورة التي يظهر بها حاكم أو مسؤول مستأثر برأيه، مستبد به، يفرض على الناس ما يشاء، ويملي عليهم فعل ما يريد، ويتوسل إلى ذلك بإقصاء مخالفيه وقمع آراء المباينين له في الفكر والمنهج، ولكن الحقيقة أيضاً أن هذا ليس هو المظهر الوحيد أو الصورة الوحيدة للاستبداد.
فالاستبداد مرض عام يصيب عمق المجتمع ويطبع نفوس الأفراد وروح الجماعة، بحيث لا نعدم أن نجد آثاره واضحة متبدية على قطاعات المجتمع ونظمه العامة كلها.
فعلى صعيد الأسرة مثلا، يتبدى الاستبداد واضحاً في صورة الأب القاسي الذي يضرب أولاده بعنف ويقمع رأي زوجته بشدة، ويملي توجيهاته وآراءه على أفراد أسرته حتى وإن كانت خاطئة، ولا يترك لأي من أفرادها فرصة التصرف في حياته حسب وجهته وتفكيره بما يتيح له أن يكتسب الخبرة من تجارب الحياة، مما أدى في كثير من الأحيان إلى ظهور شباب لا رأي لهم ولا موقف، ولا يكادون يستطيعون اتخاذ أي موقف مستقل مهماً كان بسيطاً، إلا بالرجوع إلى آبائهم.
وعلى الصعيد التربوي؛ يتمثل الاستبداد فيما تمارسه كثيرٌ من المؤسسات التربوية من انتقائية في المادة العلمية التي تُقدم للمربين، تفضي إلى لون من الحجر الفكري يُضرب على عقول الناشئة، فتُحرم من حقها الطبيعي في حرية الاطلاع على مختلف المعطيات المعرفية مع التوجيه السديد في ذلك، كما تمارس كثير من المؤسسات التربوية أيضاً منهج التلقين والحشو الذي تصادر فيه حرية التعليق وإبداء الرأي فيما يُعرض من مادة التعليم، وليس ذلك كله خاصاً بمرحلة تربوية معينة، أو بفئة من الفئات مخصوصة، بل هو ظاهرة تكاد تكون عامة.
وقِس على ذلك بقية المرافق الاجتماعية والحياتية المختلفة، حيث يمكننا أن نتقصى فيها مظاهر الاستبداد ونتبيّن المدى الواسع والتغلغل العميق الذي بلغته في حياتنا.
إن الاستبداد في كل مظاهره، ما عرفنا منها وما لم نعرف، ليس في الحقيقة إلا تعبيراً عن ضعف نفسي يجعل صاحبه غير قادر على تحقيق رغباته بالطريق المشروع، ولا يستطيع إقناع غيره برأيه الذي يملك عليه كيانه نتيجة غياب الحجج القوية والأدلة المقنعة، فيتجه إلى طريقة القوة يفرض بها على غيره اتباع رأيه والخضوع لرغباته ونزواته. ومما زاد هذه الظاهرة استفحالا ما وجدته من أرضية ممهدة تميزت بالشلل الثقافي والفكري العام، والتردي الحضاري الذي طبع حياتنا الخاصة والعامة على سواء. وهكذا، فالاستبداد -كما قلنا- لا يظهر في مظهر واحد فقط، وإنما هو نتيجة للتخلف الحضاري والثقافي الذي يطبع حياة المجتمع ويصبغ مرافقه بآثاره، كما أن الاستبداد ليس في الحقيقة إلا تعبيراً عن ضعف نفسي يعجز صاحبه معه عن إقناع غيره برأيه، مما يجعله يتحول -إن وجد الطريق- إلى فرضه بالعنف والقوة، أو بطرق أخرى غير طبيعية. إن علينا أن نحارب الاستبداد في نفوسنا أولا قبل أن نحاول محاربته في واقعنا، فما واقعنا إلا نضح لما بنفوسنا، ويوم أن تتحرر نفوسنا من جراثيم الاستبداد والاستئثار بالرأي والاعتداد به إلى درجة العبادة، يومها نجد واقعنا قد تشكل من شكل جديد وأصبح واقعاً آخر غير هذا الذي نكتوي بناره اليوم، وليكن شعارنا في الحياة «الرأي والرأي الآخر».

قوة الشخصية

يظن كثير من الناس أن وضعه الحالي جيد ومقبول أو أنه ليس الأسوأ على كل حال، وبعضهم يعتقد أن ظروفه سيئة وإمكاناته محدودة ولذلك فإن ما هو فيه لا يمكن تغييره، والحقيقة أن المرء حين يتطلع إلى التفوق على ذاته والتغلب على الصعاب من أمامه سوف يجد أن إمكانات التحسين أمامه مفتوحة مهما كانت ظروفه.
ونرى كثيراً منهم لا يفرق بين منزلة الإنسان عند اللي والتي معيارها التقوى، وبين صلاحية هذا الإنسان لتولي زمام القيادة والقيام بمهمة التغيير، فليس كل صالح قوياً.
إننا نريد المؤمن الفعال لا المؤمن العاجز السلبي، ذلك أن مهمة النهوض بهذه الأمة من غفلتها الحالية مهمة شاقة وعسيرة لا يقدر على القيام بها إنسان عاجز ضعيف الشخصية، قليل القدرات والمهارات حتى ولو كان على قدر كبير من الصلاح والتقوى.
ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يقول في أبي ذر رضي الله عنه: «ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر»، ومع ذلك يمنعه النبي صلى الله عليه وسلم من تولي الإمارة، ويقول له: «يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً، فلا تولين إمرة اثنتين».
حين يشعر الإنسان بجسامة الأمانة المنوط بها تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما، يجب أن يضع نصب عينيه اللحظة التي سيقف فيها بين يدي الله عز وجل فيسأله عما كان منه، إن علينا أن نوقن أن التقزم الذي نراه اليوم في كثير من الناس ما هو إلا وليد تبلد الإحساس بالمسؤولية عن أي شيء.
إن أراد الإنسان أن يعيش وفق مبادئه وأراد إلى جانب ذلك أن يحقق مصالحه إلى الحد الأقصى، فإنه بذلك يحاول الجمع بين نقيضين، إنه مضطر في كثير من الأحيان أن يضحي بأحدهما حتى يستقيم له أمر الآخر، وقد أثبتت المبادئ عبر التاريخ أنها قادرة على الانتصار تارة تلو الأخرى وأن الذي يخسر مبادئه يخسر ذاته ومن خسر ذاته لا يصح أن يقال إنه كسب بعد ذلك أي شيء.
إن قطرات الماء حين تتراكم تشكل في النهاية بحراً كما تشكل ذرات الرمل جبلاً، كذلك الأعمال الطيبة فإنها حين تتراكم تجعل الإنسان رجلا عظيماً، وقد أثبتت التجربة أن أفضل السبل لصقل شخصية المرء هو التزامه بعادات وسلوكيات محددة صغيرة، كأن يقطع على نفسه أن يقرأ في اليوم جزء من القرآن أو يمشي نصف ساعة مهما كانت الظروف والأجواء، ليكن الالتزام ضمن الطاقة وليكن صارماً فإن (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)؛ لذلك نقول: إننا إذا كنا نريد لهذه الأمة أن تنهض من جديد لا بد أن نعمل على بناء المؤمن القوي الأمين الفعال، هذا النموذج الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف».
نريد القوي الناجح في حياته، المتفوق في عمله، الذي يأبى أن يعيش عيشة الكسل والخمول، ويأبى أن تمر أيام حياته ولياليها دون أن يزيد شيئاً على هذه الدنيا كما يقول أديب الإسلام مصطفى صادق الرافعي رحمه الله تعالى: «فإنك إن لم تزد شيئاً على الدنيا كنت أنت زائداً عليها».

الرضا بقضاء الله وقدره سعادة نفسية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا امرأة أريد أن أرضى بما قسم الله لي ولا أحزن ولا أغضب وأطمئن إلى قضاء الله وقدره.. فما أفضل الطرق للوصول إلى هذه الحالة؟ وجزاكم الله خيراً.. أختكم/أم عيسى..
الإجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أختي الفاضلة أم عيسى حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك مع موقع «وياك» للاستشارات.
اعلمي أن الرضا عملية نفسية سهلة كانت الأمور كما نريد، وصعبة إذا كانت على عكس ما نريد، ومطلوب من الإنسان أن يُرضي نفسه في جميع الأحوال لكي يحميها من مشاعر السخط والملل والضجر.
والرضا بقضاء الله وقدره سعادة نفسية، تريح النفس والبدن معاً واسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس»، فالراضي بقضاء الله وقدره هو أغنى الناس، حيث يجعلك الرضا نشطاً مرتاحاً مطمئناً.
والرضا يشمل مجالات الحياة وهو من الأمور الأساسية في توفر السعادة والحب والوئام، فتجد الرضا الأسري مصدر تماسك الأسرة وترابطها وسعادة أفرادها ولو فقد الرضا لحل محله السخط والملل، ووقعت الأسرة في مشاكل وخلافات.
ويشمل الرضا أيضاً الاستمتاع بالحياة وقبول ما فيها في حدود ما أمر الله به واستحسان ما فيها من نعم وجمال وخير.
والرضا مطلوب في الكروب والمحن والمصائب، وعلينا قبول الأمر الواقع والرضا به، والتكيف معه حتى لا نهدم حياتنا بالثورة والسخط، ويجب أن نعلم أن المصائب والفواجع التي حلت بنا، لا شك أنها تؤلمنا وتؤذينا وتحرمنا، يجب أن نعمل على تغييرها بالحكمة والتريث دون الاستعجال، والتغيير كما قلنا يبدأ من أنفسنا أولا، ولا ندري لعل في هذه المصائب والفواجع خير آجل أم عاجل، إن المؤمن يجد في المصائب والنوازل دليلا على حب الله تعالى له، فيجب أن يرضى بها، ولا يسخط ولا يسأم، وهذا ما يؤكده قول الله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} البقرة 216.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما قضى الله لمؤمن من قضاء إلا كان خيراً له»، وقال أيضاً: «إذا أحب الله قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط» إذا علينا أن ندرك هذا المعنى ونعيه جيداً، ونرضى بقضاء الله وقدره، ونبعد عن أنفسنا السخط والجزع. ومن أرقى درجات الرضا وأعلاه رضا الإنسان عن ربه وخالقه، ويشمل ذلك التوكل على الله والانقياد لأوامره واجتناب نواهيه وتسليماً بقضائه وقدره، والراحة والاطمئنان في ما قسم، والاعتراف بفضل الله وإحسانه، وحمده والثناء عليه، وظهور آثار نعم الله على لسان العبد ثناء واعترافاً وعلى قلبه شهادة ومحبة، وعلى جوارحه انقياداً وطاعة.
فالإنسان الذي يرضى ولا يسخط فإنه يتطلع إلى الأحسن ويرغب في التقدم وحريص على ما ينفعه وينفع غيره، ويريد الترقي والنجاح والطمأنينة والأمن والسكينة.
وكان عمر بن عبدالعزيز يقول: لقد تركتني هؤلاء الدعوات ومالي في شيء من الأمور إرب إلا في مواقع قدر الله عز وجل، وكان يدعو بها كثير: «اللهم رضني بقضائك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل شيء أخرته ولا تأخير شيء قدمته».
وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
– تعود على العادات الحسنة وهي سوف تصنعك.
– لا يجب أن نحكم على ميزات الرجال بمؤهلاتهم، ولكن باستخدامهم لهذه المؤهلات.
– الرجل الناجح هو الذي يظل يبحث عن عمل بعد أن يجد وظيفته.
– ينقسم الفاشلون إلى نصفين، هؤلاء الذين يفكرون ولا يعملون، وهؤلاء الذين يعملون ولا يفكرون أبداً.
– لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات.
– إن ما تحصل عليه من دون جهد أو ثمن ليس له قيمة.
– إذا لم تفشل فلن تعمل بجد.
– ما لفشل إلا هزيمته مؤقتة تخلق لك فرص النجاح.

همسات
– ابدأ التفكير في العواقب على أنها النتائج الإيجابية لسلوك طفلك المتعاون واختياراته السليمة والتزامه بالتنفيذ.
– ينبغي أن تحترم حاجات طفلك ورغباته.. صحيح أن القرار الأخير سوف يكون في يديك في معظم المواقف، إلا أنه لا بد أن تتذكر أن حاجاته ومشاعره ذات أهمية بالغة في هذا السياق.
– حاول أن تدرس شعورك بالتهديد أو عدم الأمان عندما يظهر طفلك صفات الاعتماد على الذات والمبادرة. افعل كل ما في وسعك لتتغلب على تلك المشاعر دون أن يكون لذلك أي تأثير على نمو طفلك السليم.
– اسمح لطفلك أن يمر بخبرة أن يتحمل عواقب اختياراته الخاطئة (طبعاً في المواقف التي لا تشكل خطورة على حياته)، وذلك حتى تمنحه الفرصة ليتعلم من تلك الخبرات.
– اجعل طفلك يتحمل مسؤولية سلوكه واسمح له بفرصة تغيير تلك السلوكيات التي يراها غير مناسبة.

img

السبت، 14 مارس 2015 02:10 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
الحوادث وتأثيرها على الصحة النفسية

يعتقد كثير من الناس أن الآثار السلبية لحوادث السيارات ترتبط بالخسائر المادية والآلام والإعاقات الجسدية فقط. أما الآثار النفسية، ربما بسبب عدم ظهورها على الملاحظة الحسية المباشرة، فلا يُلْتفَت إليها، ويتجاهلها الكثير.
إن المصابين في الحوادث المرورية يتلقون نوعا من المساندة الاجتماعية من مصادرها الطبيعية كالأقرباء والأصدقاء، وهذا ما قد يخفف من الآثار السلبية للحوادث المرورية، ولكن يحسن بنا تذكر عدة أمور، أولها أنه ليس كل من يتعرض لتلك الحوادث يتلقى الدرجة المناسبة من المساندة، وثانيها أن الأشخاص العاديين قد يجهلون نوع المساندة الاجتماعية المناسبة أو المرغوبة من قبل المصاب. والأمر الثالث، وهو الأهم هو أن الاختصاصيين المحترفين لديهم المعرفة اللازمة لرصد المؤشرات أو الأعراض التي قد تخفى على الأشخاص العاديين أو يخفى عليهم تفسيرها، خاصة في ظل ما يتوفر من معرفة من أن الكثير من الأعراض الناجمة عن الحوادث المرورية لا تظهر بعد الحادث مباشرة.
وإن «الصدمات النفسية» التي تصيب الذين يتعرضون للحوادث المرورية قد تلازمهم زمنا طويلا جدا حتى بعد أن تشفى الجروح الجسدية وتتناسى آلام الخسائر المادية. ولعل ذلك هو السبب في عدم استعادة بعض الرياضيين لمستويات الأداء التي كانوا عليها قبل تعرضهم لإصابة ما. إن الصدمات النفسية لا تقل ضررا عن الجروح الجسدية إن لم تكن آثارها أكثر على الشخص المصاب.
إن التزام الفرد بالقانون المروري، يشعره بقدر من الأمن النفسي يمكنه من العيش في بيئته فاعلا متفاعلا شاعرا بالسعادة. وذلك ناجم، جزئيا على الأقل، من شعور الفرد بانتظام الأحداث في بيئته بحيث يكون قادرا على توقعها.
ويصنف علماء النفس الحوادث المرورية من بين أحداث الحياة الضاغطة. وقد بذلوا جهودا كبيرة لتتبع الآثار المترتبة على تلك الأحداث على صحة المرء النفسية والعقلية والعضوية. ومن المنطقي أن يتباين تأثير الحوادث المرورية مع درجة الضرر الناجمة من تلك الحوادث. ولكن مهما كان الأثر الناجم عن أحداث الحياة الضاغطة محدودا، إلا أن له آثارا على الصحة النفسية والعقلية والعضوية للفرد الإنساني. ويمكن تفهم ذلك بالنظر إلى الآثار الإيجابية لأحداث الحياة السارة مهما كانت ضئيلة كالابتسامة. فكما أن لتلك الأحداث الإيجابية البسيطة أثرا إيجابيا على الحياة النفسية والعقلية والعضوية للفرد، فكذلك تكون الآثار السلبية لأحداث الحياة الضاغطة ضارة مهما كانت بسيطة. وتزداد تلك الآثار بزيادة تكرار تلك الأحداث حتى ولو كانت بسيطة.
إن الكثير من المشكلات النفسية يمكن أن تنجم عن التعرض لخبرات صادمة بصورة مباشرة أو غير مباشرة كالتعرض للحوادث المرورية أو مشاهدتها. كما أن من تعرضوا لإعاقات ناجمة عن تعرضهم لحوادث مرورية يمكن أن يعانوا من صعوبات جمة في سبيل تكيفهم مع أسلوب حياتهم الجديد، وقد تتغير شخصياتهم وربما تتصاعد مشاعر التوتر لديهم ويصبحون أكثر قلقا واكتئابا ويميلون إلى العزلة والانسحاب.
كما يمكن أن يعاني المصابون في الحوادث المرورية من ذكريات معيقة وقلق شديد. كما أن من الأعراض التي تميز اضطراب ما بعد الصدمة تجنب المصابين للحديث عن خبرتهم، وتفادي رؤية أو سماع ما قد يذكرهم بتلك الخبرة المؤلمة. وقد يجد المصابون أنفسهم يحاولون التهرب من الآخرين وربما يؤدي إلى انعزالهم وشعورهم بالوحدة النفسية، كما يميل الأشخاص الذين يتعرضون لخبرات صادمة إلى أن يعانوا من الاكتئاب. وإن الخبرات الصادمة التي يتعرض لها الكثيرون قد تؤدي بهم للشعور بأنهم غير قادرين على أن يعيشوا حياة طبيعية.

الوعي المروري شراكة مجتمعية

إن الإصابات في منطقتنا ومنطقة شرق المتوسط تعد من المسببات الأساسية للوفيات والإعاقة بين الفئات العمرية الشابة وذات الإنتاجية الأعلى في المجتمع. تظهر أحدث البيانات التابعة لمنظمة الصحة العالمية بأن عبء الإصابات في منطقتنا يعد الأعلى على مستوى العالم مع كون الإصابات الناتجة عن حوادث الطرق الأعلى خطورة، الأمر الذي يظهر حتمية وضرورة اهتمام صناع القرار والسياسات على أعلى المستويات بهذه الحوادث.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن الوقاية تعتبر دون شك من مسؤولية العديد من الجهات بما فيها القطاعات المختلفة ذات الصلة في الحكومة كوزارات الصحة، والمرور، والأشغال العامة، والمواصلات والتعليم إلى جانب المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والصناعي وكذلك الأسرة والمجتمع، ونظراً لتعدد الجهات المرتبطة بهذا الموضوع، فإن تقليل الإصابات لن يكون ممكناً دون التعاون الجاد بين كافة الجهات المعنية لوضع سياسة واستراتيجية وطنية للوقاية من الإصابات في الدولة.
وقد تعود أسباب الحوادث إلى:
1- السلوك الخاطئ: للإنسان المستخدم للطريق سواء كان السائق أو الماشي.
2- الطريق: عند ما لا تتوفر فيه كل متطلبات السلامة المرورية والعبور الآمن لمستخدمي الطريق في الليل والنهار وفي جميع الأحوال الجوية والتي لها أثر كبير في تسبيب الحوادث.
3- المركبة: عندما لا يراعي السائق التأكد من سلامة وصلاحية كل مكونات المركبة خاصة التي تتعلق بالسلامة مثل المكابح والإطارات والأنوار وماسحات الزجاج وينطبق هذا بشكل خاص على المقيم والمسافر.
لا يمكن النجاح لعملنا وخططنا الموضوعين في مجال التوعية المرورية إلا بوضع أطر صحيحة لأوجه هذا التعاون بحيث يكتسب هذا العمل صفة المنهجية العلمية الصحيحة والديمومة.
وبناء عليه يجب الأخذ بالنقاط التالية:
1- دعوة كل الجهات المعنية بحوادث السير إلى الالتقاء وهذه الجهات يمكن أن تكون رسمية أو أهلية محلية أو منظمات دولية خارجية متخصصة في هذا المجال ولها نشاطات ملموسة وحقيقية وليس لها طابع تجاري ربحي.
2- وضع استراتيجية واضحة ممكنة التحقيق للعمل بموجبها في السنوات القادمة المحددة (5 سنوات مثلاً).
3- يحدد في هذه الاستراتيجية الأهداف المرجوة مثل تخفيض وفيات حوادث السير بنسبة %30 مثلاً كما هو معمول به في الدول المتقدمة والتي حققت نجاحاً ملموساً في تخفيض عدد الوفيات وبسبب توفير الحماية الكافية لتخفيف حدة الإصابة وما قد ينجم عنها من خسائر بشرية ومادية.
4- إشراك المعنيين بمجال التوعية المرورية في وضع خطط واستراتيجيات، حيث ثبت أن عدم تبني هذه المشروعات من قبل الأشخاص المعنيين يمكن أن لا يحقق النجاح المرتقب وقد تفشل كل الخطط الموضوعة ونعود إلى درجة الصفر.
5- الصدق في الانطلاق والمصداقية في السلوك والتطبيق أساس النجاح.
والقدرة على إقناع الآخرين بما تطرحه من مشاريع تهم المجتمع بكل شرائحه وطبقاته.
6- إن إعلام بات اليوم بكل وسائله MEDIA عامل هام في التواصل الواسع ومن كل الأبواب مع الناس؛ لذلك يجب إشراك الجهات الإعلامية بشكل أساسي في كل نشاطاتنا وإيلائها الأهمية القصوى في تنفيذ البرامج والترويج للحملات التوعوية.

معرفة الإنسان قدر نفسه منبع ثقته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا طالبة أشعر بالخوف الشديد والارتباك تجاه معلمتي لأني أشعر بأنها تراقبني دائما وإني لست طالبة متفوقة عندها ومستواي الدراسي ليس جيدا، وكلما رأيتها أشعر بخفقان في القلب ويداي ترجفان وهي كبيرة النقد وتهزأ ولا أدري ما هو السبب في خوفي، أرجو أن تجيبوني في أقرب وقت. وشكرا. أختكم/ نور.

الإجابة/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأخت الفاضلة/ نور حفظك الله ورعاك وأشكرك على تواصلك مع موقع وياك للاستشارات.
اعلمي أنك تحتاجين إلى أن تقدري ذاتك، ومعرفة الإنسان لقدر نفسه هي منبع ثقته، وتقدير الذات هو عملية ديناميكية لما يجري في العقل والجسد من عمليات، وما يقوم به الإنسان من تصرفات وسلوك.. وهذه السلوكيات التي تصدر منك يبدو أن الأفكار السلبية قد طغت عليك وأخذت حيزاً كبيراً في تفكيرك، ولم تترك مجالاً للأفكار الإيجابية، وهذا ما يؤدي بك إلى العزلة والضعف وعدم القدرة على مواجهة الآخرين، وتتأثر من أي انتقاد.
أولاً وقبل كل شيء يجب عليك -يا نور- أن تعطي لذاتك الحق، وتعرفي قيمتها، وهذا التقدير لا بد أن يكون عالياً حتى تتغلب على الحساسية المفرطة، وهناك خطوات من خلالها تستطيعين أن ترفع من شأن ذاتك، وهي:
1- يجب أن تعلمي أنك مؤمنة بالله، فإن الطاقة الإيمانية هي ذلك النور الإلهي العجيب الذي إن استعنت به فلن يخذلك، وهذا النور هو الذي يمدك بالقوة الجسمانية في بدنك والسعة في رزقك والبركة في حياتك، ويزودك باليقين والثقة بالنفس والطمأنينة والراحة النفسية والسعادة الأبدية، وإذا أردت أن تعرف مقامك عند الله، فانظر بما استعملك وعلى ماذا أقامك؟
2- أن تسيطري على انفعالاتك ومشاعرك عندما تواجهك الصعوبات والمخاطر والمشاكل.
3- أن تكون متوازنة في حياتك: لا يطغى جانب على جانب، لا إفراط ولا تفريط، وإنما تميلي إلى البساطة في كل شيء وتبتعدي عن التعقيد، وتحاولي أن تهتمي بالتمارين الرياضية وتعتني بصحتك الجسمية.
4- يجب أن تكوني حيوية، وعندك عزيمة وقدرة على مواجهة أي شيء، وتحبين العمل ولديك الحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير، ويجب أن يكون هدفك في الحياة واضحاً لا غموض فيه.
6- تميزي بالصراحة ووضوح الحديث.
7- يجب أن تكوني إيجابية متفائلة، بعيدا عن الإحباط واليأس، وتحاولي دائماً أن تقبلي على تصميم الحياة، ولا تضعفي أمام المشاكل.
8- تكوني اجتماعية، وتبتعدي عن العزلة والانطوائية، وتحاولي أن تستمعي إلى الآخرين وتؤثري فيهم وتتأثري بهم، وتحبي الخير للجميع.
9- تعملي على تطوير ذاتك دائماً، فتطوري من أفكارها ولا تبقي سجينة الأفكار السلبية، تتطلعي دائماً إلى النجاح وترتقي سلم المجد.
يجب أن تبعدي عنك هذا الخوف فهو مجرد سلوك تقومين به من أجل الهروب من الواقع، وأنا أقولها لك أنت تتمتعين بقدرات عالية تستطيعين توظيفها، وإزالة الخوف لا تأتي إلا بمواجهة الشيء، حاولي أن تجلسي مع معلمتك وتفتحي باب الحوار معها ولا تخافي ولا تقلقي فبجلوسك معها وحوارها لك ستزول عنك هذه الأفكار بإذن الله تعالى.. وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
– أهم قرار يتخذه الإنسان في حياته عندما يحدد الشيء الذي يريده.
– لا تستسلم أبداً للفشل.
– كن على يقين بأن التغيير الحقيقي يبدأ أولا من داخلك أنت.
– أسعد شيء في الحياة أن تكون مقتنعا بأن تكافح للحصول على كل ما تستحقه.
– عندما تغير تفكيرك فأنت تغير عالمك بأكمله.
– لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات.
– عند كل مشكلة ابحث عن الحلول لا عن الأعذار.

همسات
– أكسب أولادك السلوك الحسن بالسلوك الحسن منك.
– اشكرهم على عمل طيب قاموا به، يتعلمون الشكر.
– احلم عليهم فيتعلمون الحلم، ويكتسبون مهارة التسامح.
– استأذن منهم عند استعمال حاجاتهم وفي الدخول عليهم سيمارسون الاستئذان.
– كن قدوة حسنة لأولادك قولا وفعلا، فقديما قيل: لا يستقيم الظل والعود أعوج.

img

السبت، 07 مارس 2015 01:48 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
صحتك النفسية مفتاح سعادتك

إن الأفكار الناضجة والمفيدة تساعد على تعزيز الصحة النفسية لدى الإنسان وتنظم حياته وترتب عواطفه وتحد من انفعالاته، فللأفكار دور في ترتيب حياة الإنسان، وللانفعالات المترتبة على الأفكار دورها في تحقيق التوازن النفسي ومن ثم التمتع بصحة نفسية جيدة لدى الإنسان.
كما أن للجسم دوره أيضا في تحقيق السعادة النفسية فبعض الأمراض النفسية تتصل بخلل في الجهاز العصبي أو الغدد الصماء، وهو ما يسبب للمرء حالة من عدم التوازن النفسي، كما أن إصابة الجسم بأي مرض قد يؤثر على الصحة النفسية خاصة إذا كان مصاحبا بأفكار تشاؤمية عن هذا المرض.
وهناك وسائل تساعدك على الحفاظ على صحتك النفسية وتتمثل في:
1- تجديد أهداف حياتك: فإذا لم تجدد أهدافك فإن اليأس يحل لديك محل الرجاء ويحل الشقاء محل السعادة ويحل المرض النفسي محل الصحة النفسية.
2- جدد علاقتك الاجتماعية: إذا لم تجدد علاقتك الاجتماعية يأتي يوم تجد فيه نفسك وحيدا وبالتالي تتدهور صحتك النفسية.
3- لا تركن إلى الخمول: إذا لم تقم بتحريك جسمك لم تستطع استنفاذ الطاقة القديمة وإحلال طاقات جديدة بدلا منها مما يساعدك على التمتع بالنشاط والصحة النفسية.
4- عزز هوايتك: لا بد من الاستفادة من وقت الفراغ بما يعود عليك بالفائدة حتى لا تشعر بالملل في عملك، والهواية تساعد على التمتع بصحة نفسية جيدة.
5- كن معتدلا في أكلك ومشربك ونومك وعملك.. فإن لجسدك عليك حقا وإن لعينك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا.. فأعط كل ذي حق حقه تعش في سعادة نفسية.

الحوار الأسري أساس السعادة

الحوار بين البشر أمر مهم وبين الزوجين أمر بغاية الضرورة، فالحوار وحده هو من يضع النقاط على الحروف ويقود مركب الأسرة إلى بر الآمان، ويعتبر منشط الحياة الزوجية ومفرغا لهمومها وموضحا للكثير من الالتباس فيها.
فالحياة الزوجية التي لا تبنى على الحوار هي أكثر ضعفا وهشاشة وأقل قدرة على الاستمرار، وإذا غابت لغة الحوار بين الزوجين ستحل مكانها لغة الصمت، وهي لغة الموت البطيء للمشاعر وللعلاقة الإنسانية والزوجية التي تجمعهما.
فالحوار الأسري ينير الدروب المظلمة والخفية بين الزوجين، والحوار لا يرتكز على أمر واحد بل حوار في كل شيء في الحياة.
كما أن الحوار يدفع جميع الأطراف للمشاركة ويصون حقهم في التعبير عن الرأي والرغبات، ومهما عظمت المشكلة ومهما استفحل تعطيل الحوار بين الزوجين هناك دائما أمل في الإصلاح، ولكن يتطلب أمرين ضروريين: الأول هو الرغبة بتغيير الوضع والانتقال إلى وضع أفضل يسوده جو الحوار، والثاني هو الإرادة والعزيمة وعدم التراجع والركوع أمام أي فشل في المحاولة.
الإنسان مع أقرب الناس إليه يتحاور أحياناً بصمته، صمت تشم فيه رائحة طيبة، صمت تنقله الأنفاس ونظرات الأعين وتعبيرات الوجه، وأي حوار في الحياة الزوجية لا بد أن يكون ودوداً يعكس روحاً طيبة سمحة سهلة سلسلة بسيطة، حتى في أشد الأوقات بعيدا عن العصبية، بعيدا عن العصبية وثورة الغضب.
تتعدد أدوار الزوجة في حياة زوجها، فهي أم وصديقة وأخت وابنة وحبيبة، فكوني كل النساء في حياة زوجك، فهو يحتاج منك أحيانا إلى عناية أم وليس زوجة، وهذا لقاء مهم يجدد ذكريات الطفولة ويثير مشاعر كانت موجودة وأساسية ومهمة بين الابن والأم ويحرك بين الزوجين فيضا من الأحاسيس الثرية الدافئة.
وتتعدد أدوار الزوج في حياة زوجته، فهو الأب والأخ والابن والحبيب، فلتكن أيضاً الأب الذي يحرك طفولة زوجته، والأب بتوفيق الله عز وجل هو الحماية، القوة، الرأي السديد، الحزم، المسؤولية، فتأوي بداخلك وتنتصر بك.
تختلف علاقة الزواج عن غيرها من العلاقات الأخرى، فأي علاقة تقوم على شروط مكتوبة أو غير مكتوبة، وتقوم أيضاً على الندية والتكافؤ والتوزيع العادل للمسؤولية إلا في الزواج، ففي هذه العلاقة المباركة قد يكون أحد الطرفين ضعيفاً أو عاجزاً أو سلبياً أو يعاني قصوراً معيناً أو نقصاً في أمر ما، وهنا يقوم الطرف الآخر وعن طيب خاطر بتعويض هذا العجز أو النقص أو القصور، وهي علاقة بين زوج وزوجته والرجل له طبيعة ومواصفات خاصة وكذلك المرأة، ولكل دوره في الحياة حسب إمكاناته وقدراته وطبيعته وتكوينه.
فعلى كلا الطرفين ألا ينازع الآخر في مسؤولياته، وألا يطالبه بتحمل المسؤوليات التي من شأنه القيام بها، فدعوة المساواة هي دعوة تخلو من أي فهم لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، فلا ينبغي أن ينظر كل طرف للآخر على أنه خصم للآخر، إنها علاقة خالية من أي شبهة تحد أو مبارزة، فلا يمكن أن يكون هناك تطابق في طبيعة المرأة والرجل، فهما مختلفان تشريحياً وفسيولوجياً ونفسياً.
ولنجعل التفاهم والحوار أساسا لحياتنا ولنشعل شعلة في أول الطريق نحو بلوغ الهدف السامي بلوغ السعادة الأسرية بكل معانيها.

ابني عنيد.. ولا يحب الدراسة..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أشكركم على هذا الموقع وصفحة «قطوف نفسية»، لدي 3 أبناء.. ومشكلتي مع الابن الأكبر وعمره 14 سنة حيث إن طبيعته مجادل لأي موضوع يتم فيه النقاش، لا يحب الدراسة، ولا يحب المذاكرة، وعصبي لا يثق بنفسه، أرجوكم دلوني كيف أتعامل معه وكيف أحببه في الدراسة.. وجزاكم الله خيرا.. أخوكم/فهد.ج.

الإجابة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الأخ الفاضل فهد حفظك الله، أشكرك على تواصلك مع موقع جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك للاستشارات».
المشكلة التي يعاني منها ولدك هي مشكلة العناد والتمرد على الدراسة، وهذه الظاهرة طفلية عادية، مألوفة في المراحل الأولى من الطفولة، وهي وسيلة لإثبات الذات وبنائها، وشد أنظار الآخرين والتأثير عليهم، سواء كانوا من الأهل أو من غير الأهل.
وتكاد تكون هذه المشكلة من أهم المشاكل التي تواجه الآباء والمدرسين، ويطلق عليها علماء النفس والتربية بمرحلة العناد أو سن المقاومة، وهناك أسباب قد تجعل الطفل يتمرد ويصبح عنيداً، منها:
1- الرغبة في تأكيد ذاته.
2- قد تكون نتيجة قيود مشددة فرضت عليه في أكله وملبسه ودراسته.
3- وضع قيود ضد رغبات الطفل في ممارسة اللعب، وتدخل الأهل في حياته الطفولية وإفسادها.
4- الأسلوب المتذبذب من طرف الوالدين بين اللين والقسوة، مما يجعل الطفل في حيرة من أمره، فيعبر عن عدم الاستقرار النفسي بالعناد والرفض والتمرد.
ولعلاج هذه الظاهرة يجب أن يكون هنالك تعاون بين البيت والمدرسة، من أجل إشباع حاجيات الطفل واحتواء مطالبه الأساسية، لقطع الطريق على عمليات التمرد والعناد والرفض.
هنا خطوات أرجو اتباعها:
1- يجب التخفيف من أساليب القسوة والضرب المتبعة في تربية الطفل.
2- اعلم أنه لا يمكن أن يقاوم العناد بالعناد، وأرجو ألا تكون هناك مواجهة مباشرة مع الطفل، ولكن الأفضل أن تكون هناك محاولة الإقناع باللطف واللين لامتصاص العناد.
3- محاولة تحبيب الدراسة للولد، بإعطائه حوافز مادية (هدايا، ألعاب)، أو هدايا معنوية (كلمات شكر وتقدير) حتى يزيد الطفل من التحصيل الدراسي.
4- عدم تعريض الطفل لمواقف إحباطية أو مؤثرة تخلق لديه ردود فعل متمثلة في التمرد والعناد.
5- اترك له مجالا للعب والتعبير عن الذات دون مضايقات، حتى يحس بحرية اللعب وحرية الذات.
وأخيرا أرجو منك العناية أكثر بابنك، والاهتمام به، وإعطائه الحرية، لكن دون تفلت.
وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
– الابتسامة مفتاح الفرح.
– كن واثقا حبا وتعظيما لخالقك.
– الصبر بستان السعداء.
– نمط تفكيرك يحدد ملامح مشاعرك، تفاعلك مع الآخرين، تفاعلك مع ذاتك، سلوكك اللفظي، أساليب حياتك الشخصية.
– ليكن في قلبك العامر بالإيمان حقول من نظرات تفاؤل نحو مستقبلك فذلك يمنحك أمل مشرق.
– التسامح مع الآخر قيمة روحية باسمة متى ما كانت خالصة لوجه الله تعالى.
– الإنسان السوي يبحث عن التكامل في جوانب صحته النفسية ليتوافق مع ذاته ومع مجتمعه.

همسات
– تجنب العنف اللفظي والعملي، وابتعد عن كثرة الملامة والعتاب.
– امزج مع التوجيه والنصح الابتسامة الصادقة والدعاء لهم بالخير.
– اختر الوقت المناسب للتوجيه دون إفراط أو مبالغة.
– لا بأس من التغافل –أحيانا- عن بعض أخطاء الطفل، لاسيما العفوية منها.
– إذا احتاج الطفل إلى تأديب فلا بد من الرفق والتوسط في العقاب.
– الحوافز والتشجيع والثناء لها دور كبير في استقامة السلوك.
– لا تطالبهم بمعايير الكبار، ولا تأمرهم بما هو خارج نطاق قدراتهم.
– تكيف وتقبل تصرفات الأولاد غير المرغوبة، وتعامل معها باعتدال وهدوء.


هاتف: 44878766/44878799
فاكس: 44116157
ص ب : 7409 الدوحه - قطر
خط الاستشارات: 44878722 الإثنين - الثلاثاء - الأربعاء من 4:30 إلى 08:00 مساء
ساعات العمل
الأحد - الخميس 8 صباحاً الى 1 مساءً الإثنين - الثلاثاء - الأربعاء 5 مساءً الى 8 مساءً
روابط سريعة
مقالات وياكالمكتبةالأخبارأخبارنا في الصحفمنوعات نفسيةإتصل بنا
النشرة الإخبارية
الاشتراك في القائمة البريدية للحصول على آخر التحديثات


Email
Subscribe

img

السبت، 28 فبراير 2015 01:50 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
العناد والتمرد عند الأطفال

العناد والتمرد ظاهرة طفلية عادية، مألوفة في المراحل الأولى من الطفولة ومن مستلزماتها الأساسية.
فهي وسيلة لإثبات الذات وبنائها وشد أنظار الآخرين والتأثير عليهم، سواء كانوا من الأهل أو من غير الأهل، أما استمرار هذه الظاهرة بشكل قوي وسلبي فإنها تصبح مرضية.
وتكاد تكون هذه المشكلة من أهم المشاكل التي تواجه الآباء والمدرسين، وبصورة يومية.
تتطور أشكال العناد من مرحلة إلى أخرى ويتخلص منه الطفل تدريجيا إذا أحسنت تربيته، ونفذت طلباته المشروعة، وأشبعت حاجاته، وأهمها إشباع حاجته إلى العطف والحنان.
ويشير بعض علماء التربية إلى أن مرحلة ما قبل دخول المدرسة هي المرآة التي تعكس شخصية الطفل المستقبلية، والخطوط العريضة لهذه الشخصية التي تنمو وتتطور في المستقبل ضمن هذا الإطار العام، وفي هذه المرحلة تبدأ مظاهر الخلاف مع الوالدين بالظهور بشكل واضح.
من أجل ذلك ينبغي الاهتمام في هذه المرحلة بمسألة التعاون بين البيت ودور الحضانة لترويض الطفل وامتصاص مظاهر العناد.
وتتلخص أسباب العناد والتمرد بالرغبة في تأكيد الذات، ونتيجة فرض قيود مشددة على سلوكيات الطفل، وأكله وملبسه، ووضع قيود ضد رغبات الطفل في ممارسة اللعب وتدخل الأهل في حياته الطفولية وإفسادها، حيث يريدون رسمها على طريقتهم الراشدة، وذلك يعتبر خطأ تربويا، وإهمال الوالدين للطفل وتركه في البيت وحيدا أو مع آخرين، وعدم اصطحابه معهم في الزيارات والنزهات، فيكون رد فعله عنادا وتمردا، وغالبا ما تظهر ردود الفعل هذه على صورة التبول اللاإرادي، والأسلوب المتذبذب بين اللين والشدة المتبع من قبل الوالدين، ما يجعل الطفل في حيرة من أمره، فلا يستطيع التمييز بين ما هو حق له، وما ليس له به حق، فيعبر عن عدم هذا الاستقرار النفسي بالعناد والرفض.
ولعلاج هذه الظاهرة لا بد أن يكون بالتعاون بين البيت ودور الحضانة من أجل إشباع حاجات الطفل واحتواء مطالبه الأساسية، لقطع الطريق على عمليات الرفض والعناد والتمرد.
وعلى المربين أن يدركوا أن هناك مرحلة عابرة لا بد من اجتيازها تتمثل فيها مسألة الرفض والعناد.
– يجب التخفيف من أساليب القسوة المتبعة في تربية الأطفال.
– العناد لا يقاوم بالعناد وعلى الأهل ألا يضعوا أنفسهم في مجابهة مباشرة مع الطفل، ويتلذذون بنشوة الانتصار عليه، إذا هم نفذوا ما يريدونه بحقه وأرغموه على الطاعة.
– عدم تعريض الطفل لمواقف إحباطية أو مؤثرة تخلق لديه ردود فعل متمثلة بالعناد والتمرد.
– خلق الأجواء الأسرية السليمة الخالية من الاضطراب، لأن هذا يقود إلى ردود فعل سلبية تتمثل تارة بالعناد والتمرد، وطورا بالكذب والسرقة أو بالتخريب وأحيانا أخرى بالتبول اللاإرادي وما شاكل ذلك.

كيفية التخلص من الوسواس في سن المراهقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أشكركم على السرعة في الرد والإجابة عن التساؤلات، وكنت أود أن أستفسر عن الأفكار التي تحدث لي، وأحس بعدها بضيق وتوتر وتشاؤم، وأصبحت لا أهتم بدراستي ولا بتطوير نفسي، ولدي شعور بالخوف، أرجو مساعدتكم، فقد أصبحت متوترة وقلقة.. وشكرا على جهودكم.. أختكم/ مروى.

الإجابة: أختي الفاضلة مروى حفظكِ الله ورعاكِ، كما أشكركِ على تواصلك مع موقع الجمعية «وياك للاستشارات».
من المعلوم أن الفترة التي تعيشينها الآن هي فترة المراهقة، وفي هذه المرحلة تكثر فيها التقلبات النفسية والجسدية والمزاجية والفكرية وحتى الاجتماعية، وكذلك في هذه المرحلة تزداد الوساوس القهرية والمخاوف لمن لديهم الاستعداد لذلك، وربَّما يكون لديك الاستعداد نسبةً لظروف التنشئة، كما أنَّ الوساوس القهرية هي مكتسبة ومتعلَّمة، ولكن لا بدَّ أن يكون أيضاً حدث لك نوع من التغير البيولوجي والكيميائي، وهذا التَّغير يتعلق بما يُعرف بالموصلات العصبية أو الناقلات العصبية، وهنالك عدة مواد كيميائية أهمّها المادة التي تُعرف باسم سيرتونين.
لا شكَّ أنَّ الوساوس تولِّد الإحباط وتولِّد الاكتئاب، وتجعل صاحبها يفقد الكثير من تفكيره الإيجابي، وينصب كل فكره نحو السلبية والتشاؤم، ويرى الماضي مُظلماً، ويرى المستقبل مُبهماً، ويرى الحاضر فاشلاً، هذا هو التَّصور الاكتئابي المرتبط بالوساوسِ القهرية.
ولكي تتغلب على هذا الخوف والوسواس مطلوب منك الخطوات التالية:
1- توجهي إلى الله تعالى بالدعاء بأن يعافيكِ من هذا البلاء، ولا تملي من الدعاء، فكلما دعوت كلما انزاحت عنك هذا الهم.
2- أكثري من الدعاء والأذكار والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
3- دائماً ابني أعمالكِ على اليقين ولا تُعطي مجالا للشكِّ والوسواس.
4- توقعي الأفضل دائماً، وعندما تواجهك عوائق في الطريق فلا يمتَلككِ الإحباط واليأس، وإنَّما حاولي أن تتجاوزي ذلك بسرعة، وكوني متفائلة وإيجابية.
5- درِّبي نفسك على تحدي الأفكار الوسواسية السوداوية بالمواجهة، سواءً في النظافة أو الصلاة، ودائماً امشي عكس تيار أفكارك، وقت الوضوء لا تعيدي وضوءك، وقت الصلاة لا تعيدي صلاتك، وقولي أنا صليت ولن أُعيد، قفي دائماً في وجه التيار ولا تسيري معه، وحاولي أن تلمسي الأمور التي تخافين منها وتحدّي هذه الأفكار، وبدون هذا التحدي لا يمكن أن تقضي على هذه الوساوس.
6- برمجي نفسك على أنَّ كل سلوكياتك مبنية على الصحيح، ولا تُعيديها مرة أخرى، ودرِّبي نفسك مرة تلو الأخرى إلى أن يُصبح أي عمل عندك طبيعياً، وإياك والخوف، فلا تعطيه مجالا في فكرك.
7- اجعلي الحيوية والعزيمة شعاراً بين عينيك، واعشقي العمل، واستمتعي به مهما كان شاقاً، واتَّسمي بالحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير، وتميزي بوضوح الهدف والعزم، واتركي كل الأفكار الخاطئة.
8- فكِّري في تطوير ذاتك دائماً إلى الأحسن، وابحثي عن الشيء الذي ينفعك.
9- إياك واليأس والقنوط، بل دائماً ارسمي في ذهنك صور التفاؤل والراحة، وأخرِجي من عقلك الباطني الأفكار الوسواسية السوداوية، وأنك قادرة على التَّغلب على هذه الأفكار وتنفيذها في عقلك الواعي، بإذن الله تعالى ستطمئنين، وترتاحين وتزول عنك كل هذه الأفكار.. وبالله التوفيق.

تأثير الاكتئاب
على الحياة الزوجية

قد يمر الإنسان بفترة في حياته يشعر فيها بعدم الراحة أو الاستقرار النفسي، والزوج معرض لأن يمر بهذه الحالة فيجد نفسه محاصرا بالعديد من الضغوط والمشكلات التي تدخله في حالة من الاكتئاب لا يستطيع إخراج نفسه منها بمفرده، وهنا يظهر دور الزوجة في الوقوف بجانبه ومساعدته لتخطي هذه المحنة.. ولأن السعادة الزوجية هي تكامل الزوجين في بناء أسرة سعيدة.
وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الرجال أقل طلبا للمساعدة من السيدات عند شعورهم بالاكتئاب، وأن بعض الأزواج يخشون أنهم إذا أفصحوا عن إصابتهم به فإن زوجاتهم ربما تتخلى عنهم، الأمر الذي يلقي عبئا أكبر على الزوجة للانتباه إلى أي تغيير يطرأ على طبيعة الزوج وتصرفاته، وأن تسارع باحتوائه والوقوف بجانبه في كل أحواله.
ومن أهم التغييرات التي تحدث للزوج حين يصيبه الاكتئاب:
– شعوره الدائم بالتعاسة وعدم الراحة خاصة في أوقات معينة من اليوم هي غالبا فترة الصباح، وعدم استمتاعه بالأشياء مهما بلغت درجة أهميتها له وحبه لها.
– إحساسه المتواصل بالذنب تجاه أمور لا تمت له بصلة، وتشاؤمه الذي قد يقوده للتفكير في الانتحار.
– إصابته بالأرق واستيقاظه مبكرا في الصباح، أو العكس فقد ينام أكثر من المعتاد.
– انصرافه عن ممارسة العلاقة الخاصة نتيجة للإحباطات والمشكلات التي يواجهها، وعدم اعتنائه بنفسه بشكل جيد فلا يبالي بحلق ذقنه أو غسل شعره أو العناية بملابسه.
– قلقه الدائم وعدم قدرته على الكلام حول بعض الأمور وظهوره هادئا على غير العادة، وشكواه المستمرة من آلام جسدية مبهمة.
أظهرت الأبحاث أن اضطراب العلاقات الزوجية هي المشكلة الأكثر شيوعا المترافقة مع الاكتئاب عند الرجال. فالرجل لا يستطيع بطبيعته التغلب على تعارض الآراء كما تفعل المرأة، ويتجنب النقاشات الصعبة والشجار الذي يشعره بعدم الارتياح الجسدي، في الوقت الذي تحاول فيه الزوجة مناقشة المشكلة فينسحب الزوج ما يجعلها تستشعره تجاهلا- هذه الحلقة المفرغة قد تدمر الحياة الزوجية.
وعلى الزوجة أن تدرك أن الحياة مع شخص يعاني الاكتئاب ليس بالأمر السهل حتى لو كان خاضعا للعلاج، فمعظمهم يعانون من الشعور بالذنب أو الخجل من الاعتراف بمرضهم، بل أحيانا ما يأخذ الاكتئاب شكل الغضب من النفس أو من الآخرين وقد يكون الغضب منها على وجه الخصوص؛ لذا لا بد للزوجة أن تعرف كيف تتعامل مع زوجها في هذه الحالة بشكل أكثر وداً وحباً، وأن تتفهم جيدا حقيقة مشاعره وأنها تمثل الجزء الأكبر في علاجه وتخطيه للمحنة.
ولا بد على الزوجة أن تضع في ذهنها أنه شيء خارج عن إرادته، وأنه يعاني من مرض حقيقي لا يستطيع التغلب عليه، وحاولي بكل جهدك أن تجعليه يعبر عن استيائه أو شعوره بالإحباط أو الغضب بطريقة سلمية لا تجعله يشعر بالندم وفي الوقت نفسه لا يكبت مشاعره.
إذا كان زوجك المصاب بالاكتئاب متشائما فحاولي أن توضحي له الأشياء الإيجابية الموجودة في حياته.
والزوجة أكثر إنسانة تعرف مفاتيح شخصيته.. فتحاول أن تستعملها إلى أقصى حد ممكن، لتحسين مزاجه ورفع معنوياته، فإذا كان يحب الهواء الطلق فخذيه في نزهات متكررة، وإذا كان اجتماعيا يحب الناس فخذيه إلى التجمعات العائلية حتى لو لم يرغب بالكلام، أما إذا كان شخصا متدينا فإن قراءة القرآن أو الاستماع إليه وإلى المحاضرات وسيلة مناسبة لتخفيف حدة الاكتئاب.
ونلاحظ الكثير من الناس المصابين بالاكتئاب يضغطون على أنفسهم أكثر من اللازم، ساعديه أن يضع لنفسه أهدافا أكثر واقعية وفاعلية في حياته وبذلك يقلل العبء عن نفسه.
ولا بد على الزوجة أن تتذكر أنه على المدى البعيد قد يكون الاكتئاب مساعدا لبعض الأزواج على الخروج أقوى وأفضل من قبل، فيرى الأمور والعلاقات الاجتماعية أكثر وضوحا وربما يكون لديه القوة والحكمة ليتخذ قرارات مهمة وتغييرات كان يتجنبها سابقا.

التفكير الإيجابي
– اعلم أن العقل هو الذي يجعلك سليما أو مريضا أو تعيسا أو سعيدا أو غنيا أو فقيرا فتعلم السيطرة على عقلك من خلال أفكارك.
– اعلم أنه من لم يفشل لم ينجح.
– ثقة الناس بك من خلال ثقتك بنفسك.
– أنت تكون ناجحاً وسعيداً عندما تعتقد ذلك.
– التركيز على النجاح يساعد على حدوثه.
– إذا مصعد النجاح معطلاً فاستخدم السلم درجة.
– إن سلوكك الخارجي يعكس ما بداخلك سلبياً أو إيجابياً.

همسات
– حاول دائما حصر النزاع في دائرة ضيقة ولا تجعلها تتسع وسيطر أنت على المشكلة قبل أن تفلت من يدك.
– اغرس في شريك حياتك الثقة في نفسه وفيك، وثق أنت فيه وابعث فيه الرضى عن النفس.
– اهتم بشريك حياتك كما تهتم بنفسك، وأحب له كما تحب لنفسك.
– عليك أنتفهم قدسية الرابطة الزوجية وأنها ميثاق غليظ ففكر ألف مرة قبل أن تتخذ خطوة بعدها لا ينفع الندم.
– عش يومك ولا تفكر بهموم الغد الذي لم يحن بعد وتصرف في حدود إمكاناتك.
– لا تعتمد على الحب فقط وإن كان الحب مهما وضروريا في الحياة الزوجية.

img

السبت، 21 فبراير 2015 01:19 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
الطفل – ودور الأسرة

كثيرا ما يجد الطفل نفسه أمام وسائل عديدة ومختلفة في علاقاته مع مجتمعه، منها علاقته مع أسرته ومع الأفراد الآخرين في المجتمع الخارجي، وعليه أن يشترك في كثير من أوجه السلوك، وهذا السلوك مكتسب ومأخوذ من المجتمع الذي يعيش فيه الطفل وليس وراثيا، وسلوك الطفل أيضا مرتبط بمثيرات ومواقف من مجتمعه، وللسلوك عموما خصائص انفعالية نفسية.
فالأسرة من خلال العلاقة الزوجية المبنية على قواعد صحيحة تتحول إلى أهم عوامل التنشئة الاجتماعية النفسية للطفل، والأسرة هي الممثلة الأولى للثقافة وأقوى الجماعات تأثيرا في سلوك الطفل، وللأسرة وظيفة اجتماعية بالغة الأهمية، فهي المدرسة الاجتماعية الأولى للطفل، وهي تقوم بتكوين وبناء شخصية الطفل وتوجيهه للسلوك الصحيح.
ويتحدد دور الأسرة في عملية التنشئة الصحيحة:
في أن الأسرة تؤثر في النمو النفسي السوي وغير السوي للطفل، وتؤثر في شخصيته وظيفيا وديناميكا فهي تؤثر في نموه العقلي والانفعالي والاجتماعي والأخلاقي:
1. تعتبر الأسرة المضطربة بيئة نفسية سيئة للنمو فهي تكون بمثابة مرتع خصب للانحرافات السلوكية والاضطرابات النفسية الاجتماعية والجنوح.
2. الأسرة السعيدة تعتبر بيئة نفسية لنمو الطفل وتؤدي إلى سعادته.
3. إن الخبرات الأسرية التي يتعرض لها الطفل في السنوات الأولى من عمره تؤثر تأثيرا مهماً في نموه النفسي.
4. وعلى الوالدين معاملة أطفالهم وكأنهم إخوتهم واستشارتهم بأمور الأسرة، والأخذ برأيهم، وكذلك تعليم أبنائهم الأخلاق الحميدة والدين الصحيح والعادات والتقاليد والقيم، حتى يعيشوا حياة نفسية سعيدة.
5. وعلى الوالدين بناء العلاقات المنسجمة بين الإخوة، وعدم تفضيل أحدهما على الآخر حتى لا يتولّد لديهم التنافس والغيرة، وكذلك إشباع الحاجات النفسية خاصة الحاجة إلى الانتماء والأمن والحب والتقدير والاحترام، وعليهم تنمية القدرات عن طريق اللعب والخبرات البناءة والممارسة الموجهة واحترام الآخرين وتعليم التوافق الشخصي وتكوين الاتجاهات السليمة بالتغذية والكلام والنوم.
ومفتاح الصحة النفسية هو أن ينمو الطفل نموا سليما وينشأ تنشئة نفسية سوية وأن يتوافق شخصيا واجتماعيا وفكريا، ولتحقيق ذلك فإن على الأسرة اتباع الإجراءات الوقائية النفسية الآتية:
1. ضمان وجود علاقة سوية ورابط متين مع الوالدين.
2. الحرية التي تتناسب مع درجة النضج.
3. العمل على تحقيق أكبر درجة من النمو والتوافق في مراحله.
4. المرونة في عملية الرضاعة والفطام والتدريب على الإخراج.
5. التوجيه السليم والمساندة والأسوة الحسنة أمام الطفل.
6. سيادة جو مشبع بالحب والاحترام والتقدير يشعر فيه الطفل بأنه مرغوب.
7. إمداد الوالدين بالمعلومات الكافية عن النمو النفسي للأطفال.
8. ضمان وجود التعاون الكامل بين الأسرة والمدرسة في رعاية النمو النفسي للطفل.

الهدوء والاتزان.. أهم وسائل تفادي العصبية والنرفزة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا امرأة أحس أن لدي مشاكل عديدة في شخصيتي.. منها عصبيتي الشديدة، وحساسيتي الزائدة، ما يجعل الناس لا يمزحون معي، أشعر أنني متسرعة كثيرا! ولدي مشكلة مع الناس، وهي غيرتهم مني، ولا أعرف سبب تلك الغيرة الشديدة؟
أرجوكم أريد حلا؛ لأرتاح من المشاكل؛ لأن شخصيتي تسبب لي الكثير من المشاكل مع عائلتي وصديقاتي! أرجوكم أريد أن أرتاح من هذا الجحيم! أختكم/ أم عيسى.
الإجابة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الأخت الفاضلة/ أم عيسى حفظك الله وأشكرك على تواصلك مع موقع جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك للاستشارات».
وأريدك أن تعلمي أن الهدوء والاتزان هما أهم طريقة لتفادي العصبية والنرفزة، والشخص العصبي يحاول دائماً أن يسعى للسيطرة على الآخرين، وتوجيه سلوكهم نحو خدمته وتحقيق أهدافه، ويعمل جاهداً أيضاً لكي يكون هو المسيطر على الآخرين، ولا يقبل أن يسيطر عليه أحد، كما لا يقبل أن يتساوى معه أحد، ولهذا نجد الآخرين يتفادونه مخافة كلامه ومعاملته لهم، ولا يستطيع أن يكبح انفعالاته ولا أن يسيطر عليها، ولا يستطيع أن يضبط نفسه، وكل هذا تسببه العصبية الشديدة، ويجب أن تعلمي أختي مها أن هذه عصبية منشؤها الغضب، والغضب من النار والشيطان كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من المستبعد أن يكون غضبك وعصبيتك الشديدة قد تدفعك إلى كسر جسر الثقة والمحبة بينك وبين الآخرين، وقد تلقي بالغشاوة على الأعين والقلوب، فتحول بينك وبين الحقيقة، وتجرفك معها نحو أمور لا تُحمد عقباها.
إن عصبيتك هذه قد تولد الانفجار، وتفقدك الحكمة في معالجة الأمور، وأحياناً تضعف شخصيتك أمام الآخرين.
وأنا أقولها لك مرةً أخرى اهدئي ثم اهدئي، وتعلمي دائماً معالجة الأمور بالحكمة والهدوء والروية، دون اللجوء إلى التسرع والعصبية، واحملي دائماً راية الرفق والحنان مع الآخرين.
واستمعي إلى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أخذ بيد معاذ بن جبل رضي الله عنهما، وقال له: (يا معاذ أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، ووفاء العهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، ورحم اليتيم، وحفظ الجوار، وكظم الغيظ، ولين الكلام).
أما بالنسبة لغيرة الناس منك، فربما تكون مجرد شكوك، لأن صاحب الشكوك قد يظن أن جميع الناس أعداء له ويغيرون منه ويتآمرون ضده، وربما هذه التغيرات التي تطرأ عليك يومياً قد تسبب لك التوتر والقلق والانفعال وتجعل أعصابك تلتهب، وقد تفقدك الأمان مع الغير فتدخل الشكوك نحوهم.
أنا أريد أن يكون لديك حسن الظن بالآخرين، فهذا مدعاة إلى الشعور بالاطمئنان والثقة، وتتعمق المودة والمحبة فيما بينكم.
حاولي أن تجنبي نفسك العصبية والنرفزة والشكوك، وعيشي بنفس هادئة مطمئنة، ورَوِّضي شخصيتك على حب الخير للجميع، تعيشي حياةً ملؤها السعادة والهناء بإذن الله تعالى.
وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
– يتسم البارزون في عملهم بالثقة الشديدة، وربما يدعي بعضهم أنهم يقومون بهذه السلوكيات الناجحة بشكل طبيعي؛ وذلك لثقتهم بأنفسهم.
– لا شيء أبعد عن الحقيقة من هذا الافتراض؛ إننا جميعاً نتسم بالضعف، وقد نتأثر تأثراً بالغاً من فعل أو قول غير واعٍ أو بسيط، وإن لم يكن مقصوداً، كما أننا نكتسب الثقة بالنفس من أجل تحققه.
– عندما نتعرض للهزيمة أو عند ما يجرحنا الآخرون فإننا نعلم جيداً أن هذه المشاعر مؤقتة، وسرعان ما نتماثل للشفاء.
– إذا انخفض تقديرنا لذاتنا إلى حدٍّ يجعلنا نشكك في قدراتنا على النجاح فلن نقدم أبداً على المحاولة.
– إذا اعتقدنا أننا سنخفق فسوف نخفق في أغلب الأحيان.
– يمكننا أن نستريح عندما نعرف أن كل إنسان تقريباً يمر بلحظات من الشك في النفس.

همسات
– لا تعوّد ابنك على الإغراء المادي لحثه على فعل أمر ما، فإن ذلك يضعف شخصيته أمام المادة.
– لا تتضجر من كثرة أسئلة ابنك، وحاول أن تجيب عن كل ما يسأل عنه بإجابات بسيطة ومقنعة.
– اعلم أنك قدوة لأبنائك فإذا تهاونت بالعبادة أو تكاسلت عنها وتثاقلت عند القيام بها تأثر أبناؤك بك في ذلك واستثقلوا العبادة وربما تهربوا منها.
– علّم ابنك أن الناس يتفاضلون بالتقوى والعمل الصالح لا بالأنساب والأحساب والأموال.
– لا تخلف وعدك أبداً وبخاصة مع أبنائك فإن ذلك يرسّخ في نفوسهم فضيلة الوفاء بالعهد.
– لا تمانع في أن يختار ابنك أصدقاءه بنفسه، ويمكنك أن تجعله يختار من تريد أنت دون أن تشعره بذلك.
– لا تضرب ابنك بعد وعدك بعدم ضربه حتى لا يفقد ثقته فيك.

عاطفة الحب

إن العاطفة وسيلة تربوية فعالة عندما تكون وسائط التربية كلها نماذج حية طيبة للعواطف السامية والأخلاق النبيلة ولأن الطفل يعيش في حياته الأولى على الاقتناع بالأشياء المحببة المشاهدة، فإن تكوين عاطفة الحب للفضائل أو الرذائل لا يكون بالدروس المجردة إنما بالثناء على كل عمل طيب يأتيه والمكافأة عليه، والاستنكار لكل رذيلة يأتيها أو يشاهدها والعقاب عليها، فإذا وصل الطفل إلى مرحلة فهم المجردات كان الاهتمام بالمثل العليا والعواطف السامية وتكوين الاتجاهات الطيبة نحوها، ولذلك ركزت التربية الإسلامية في تكوين هذه العواطف على محبة الله والارتباط به وحبه للمتقين والمحسنين وكراهيته للعصاة والظالمين.
ومما لا ريب فيه أن الحب وسيلة مهمة للتربية؛ إذ يساعد على أن يتشرب أولادنا أخلاقنا ومشاعرنا واتجاهاتنا وسلوكياتنا التي إن كانت كلها على هدي الإسلام نشأ أولادنا عليها، وصارت جزءاً من شخصية كل منهم مغروسة في أعماق نفسه.
إن الكثيرين من الآباء يتعاملون مع أبنائهم بلغة الكبر والتعالي باعتبارهم صغاراً لا يعرفون الأمور كالكبار، مكتفين بتقديم الطعام والشراب دون إحساس منهم بكرامة ومشاعر أولادهم، وأكثر ما يعاني منه الأطفال هو قلة احترام الأهل لهم، لاسيَّما في مرحلة المراهقة، فترى الأب أو الأم يوبخان المراهق ويهينانه أمام الآخرين ويسفهان آراءه وقد يعاقبانه أمام الناس أشد العقاب.
وما أجمل أن يدخل الأب إلى بيته فيلقي السلام على صغاره ويصافحهم ويعبر عن حبه لهم، امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه) رواه أبو داود.
والوضع الصحيح المتوازن هو أن نفصل بين الحب والتأديب فلا نعاقبهم إن أخطؤوا بتهديدهم بأننا لن نحبهم بعد الآن، أو بسحب حبنا لهم فعلاً، بل نعاقبهم إن هم أخطؤوا ونطمئنهم في الوقت نفسه إلى أننا ما زلنا نحبهم، وإن كنا نحبهم أكثر لو كانوا مستقيمين مهذبين وأننا لا نكرههم الآن، إنما نحن غير راضين عما فعلوه.
إن حب الأولاد يشجعهم على نمو شخصيتهم، فليس المطلوب أن يكون الولد نسخة طبق الأصل عن أبيه، وليس المطلوب أيضاً أن تكون البنت بمثابة ظل للأم، لأن لكل طفل تفكيره ونفسيته وشخصيت

img

السبت، 14 فبراير 2015 01:50 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
الرياضة والصحة النفسية

إن ممارسة الرياضة بجميع أنواعها تعتبر شيئا مهما بالنسبة للصحة الجسدية والنفسية للفرد ولاستمرار العيش في حياة أفضل، فهي تفيد كل أعضاء الجسم ووظائفه، وتحسن وضعية العديد من المرضى مثل بعض مرضى القلب والشرايين والسكري والسمنة والجهاز الهضمي وغيرها.
وقد أثبت كثير من الباحثين في مجال الطب الرياضي أن الرياضة لها علاقة وثيقة وطيدة بتحسن الصحة النفسية وظهور المشاعر الوجدانية الإيجابية والتمتع بالسعادة النفسية، والراحة والاطمئنان وتشير العديد من الدراسات إلى أن ذلك يتم أساسا من خلال آليتين هما: أولا تعزيز الثقة بالنفس وتحسين النظرة العامة للذات من خلال تعزيز إيمان الفرد بقدراته لإنجاز الخطوات الإيجابية، وثانيا تخفيف التوتر والضغط النفسي والاكتئاب الذي ينتج أساسا عن تحويل النشاط الجسدي انتباه الفرد بعيدا عن الأفكار السلبية والتشاؤمية.
فقد أظهر بحث جديد أجراه علماء ألمان بأن التمارين الرياضية مثل المشي السريع يمكن أن تكون أكثر تأثيرا في مكافحة الاكتئاب من الأدوية، وأجرى الباحثون دراسة على 12 شخصا يعانون من اكتئاب حاد مستمر فترة بلغت في المتوسط تسعة أشهر ووجدوا أن الدواء فشل في 10 من تلك الحالات في تحسين الحالة بصورة ملموسة.
ووضع الباحثون برنامجا رياضيا لمجموعة المرضى هذه تضمن المشي على جهاز المشي الرياضي لنصف ساعة يوميا ويقضي البرنامج بالانتقال من التمرينات العنيفة إلى تمارين لمدة ثلاث دقائق إلى السير نصف السرعة العادية لثلاث دقائق أخرى.
وبعد فترة زمنية محددة من بدء البرنامج الرياضي تتم زيادة التمرين بعد أن يكون قلب مريض الاكتئاب تأقلم مع النشاط الجديد وقيس مستوى الاكتئاب عند المرض في بداية البرنامج وفي نهايته كما طلب من المرضى أنفسهم تقييم حالتهم المزاجية كل عشرة أيام أثناء أتباعهم هذا البرنامج.
وفي المقابل فإن قلة النشاط البدني ترتبط أكثر بمشاعر وأعراض نفسية سلبية. هذه التأثيرات المتنوعة أكدتها العديد من الدراسات والأبحاث الميدانية التي أوضحت أيضا بأن الكثير من الأعراض النفسية السلبية مثل القلق والحزن والآلام النفسية الجسدية تعرف بعد ممارسة التمرينات الرياضية انخفاضا تدريجيا، رغم كون هذا الانخفاض يختلف من فرد لآخر، ومن سياق لآخر. ومن هنا فالمطلوب من الفرد أن يهتم بممارسة نشاط رياضي معين، وأن يجد لذلك الوقت الكافي، كما يجب الاعتناء ببعض الأفكار والقواعد التي ستجعل تلك الممارسة أكثر فائدة وتأثيرا إيجابيا، ومنها:
كلما كانت ممارسة الرياضة تتم في جو ممتع مثل جو التنافس أو الجو الجماعي المتفاعل أو في أماكن طبيعية مثل الحدائق تحت ظلال الأشجار، كلما كانت التأثيرات أكثر إيجابية وفائدة على الصحة النفسية.
يتدرج الفرد في الزيادة من مدة التمرين الرياضي، من 10 إلى 15 دقيقة في البداية، ليصل إلى ما بين ثلاثين وأربعين دقيقة يوميا على الأقل. فهذا يفيد في التكيف التدريجي مع المجهود البدني المبذول. ومع مرور الوقت سيشعر الفرد بالتحسن في تحمل الجهد البدني، كما سيشعر بالتحسن النفسي التدريجي. وليس من المفيد كثيرا ممارسة الرياضة أقل من مرتين في الأسبوع.
إن الانتظام في ممارسة التمرينات الرياضية ولو كانت خفيفة يساعد على الرفع من درجة شعور الفرد بقدراته البدنية والتفاعلية، وبالتالي يزيد من درجة احترام الفرد لذاته والرضا عنها. لكن يجب أن يتم ذلك الانتظام وفق برنامج شبه يومي أو أسبوعي يلتزم به الفرد.
إن ممارسة الرياضة ليست في أي حال من الأحوال بديلة عن العلاجات النفسية المتخصصة للاضطرابات النفسية، فالرياضة إنما تساعد على تقبل أكبر لهذه العلاجات، فمثلا تسهم التمرينات الرياضية في تحسن حالات الاكتئاب المشخصة إذا كان المصاب يعالج اكتئابه بمضادات الاكتئاب في الوقت نفسه، ولا يمكن أن تفيد من دون هذا العلاج. وأحيانا يصعب على الإنسان أن يلتزم بتخصيص وقت محدد منتظم لممارسة تمارين رياضية، ومن هنا فإن المطلوب الالتزام ببعض القواعد كالتالي:
1- الحرص على المشي لقضاء حاجاتك ما أمكن ذلك، مع التركيز على التمتع بمتعة المشي.
2- استخدم الدرج بدل المصعد تدرجيا في النزول أولا، ثم في الصعود أيضا. وضع لنفسك تحدي الزيادة في عدد الطوابق التي تصعدها بالدرج، وبذلك ستتطور قدراتك ويزداد تحملك لمزيد الصعود والنزول بالدرج.
عندما تستقل سيارتك إلى مكان ما، أوقفها على مسافة معينة وامش إلى المكان المقصود على قدميك.
3- استغل أي فرصة للحركة والمشي في أي فرصة تسنح، عند الحديث في الهاتف أو تبادل أطراف الحديث أو غيرها، واجعل الحركة جزءا من حياتك وعادة من عاداتك.

الأسرة والنشاط البدني

إن مسؤولية تربية الأبناء تقع على الوالدين في المرتبة الأولى، ونعني بالتربية معناها الشامل ولا نعني توفير الطعام، والشراب والكساء والعلاج وغيرها من أمور الدنيا، بل تشمل كذلك ما يصلح الإنسان ويسعده من غرس القيم والفضائل الكريمة والآداب والأخلاقيات والعادات الاجتماعية التي تدعم حياة الفرد وتحثه على أداء دوره في الحياة، وإشعاره بمسؤوليته تجاه مجتمعه ووطنه، وتجعله مسلماً صالحاً في المجتمع، تبني فيه قيماً عظيمة وأخلاقاً سامية مثل: الصدق والمحبة والتعاون والإخلاص وإتقان العمل.
وتعمل الرياضة على تكوين شخصية الفرد وإحداث تغير في جميع جوانب الشخصية، بالإضافة إلى تنمية الفرد تنمية شاملة من جميع النواحي ليس من ناحية البدن فحسب وإنما تهتم بالفرد ككل وذلك من خلال تنمية جوانبه البدنية والاجتماعية والعقلية والنفسية.
إن التربية الرياضية هي “تربية الفرد عن طريق النشاط الحركي والبدني أو عن طريق اللعب وما هي إلا تربية عامة ولكن عن طريق استغلال ميل الأفراد للحركة والنشاط البدني “، فيمكن أن يتعلم الفرد الطاعة والتعاون عن طريق الألعاب المتنوعة الكثيرة، لهذا يمكن أن نقول: إن التربية الرياضية ما هي إلا مظهر من مظاهر التربية وتهدف إلى ما تهدف إليه التربية العامة من حيث تكوين الأفراد، وتوجيههم وإرشادهم إلى ما فيه صالحهم وصالح المجتمع، وتهدف إلى نمو الأطفال نمواً متزناً متكاملاً من النواحي الصحية، والنفسية، والعقلية، والاجتماعية، وقد تزودنا بخبرات واسعة، وتعتبر عاملاً هاما في تكوين الفرد لكي يساعد نفسه بنفسه، ولكي يستطيع أن يقوم بخدمات للمجتمع الذي يعيش فيه.
تمارس الأسرة دوراً هاماً في تطوير عادات الأبناء لممارسة الرياضة الجسمية، تماماً كحال أي عادة اجتماعية أو سلوكية أخرى تُربّيها في شخصياتهم.
من أهم هذه المبادئ أن تكون نموذجاً حياً للأبناء في عاداتها وحركتها النشطة اليومية العادية داخل أو خارج المنزل والرياضة الجسمية. إن الأسرة التي تدعو أبناءها لممارسة الرياضة الجسمية وهي في الوقت نفسه لا تمارسها، يصعب على هؤلاء الأبناء فَهْم ما تحثهم عليها الأسرة.. كما يوقعها بنظرهم في تناقضات سلوكية وخلقية خطيرة، ناهيك عن عدم فعاليتها في إقناعهم للقيام بالمطلوب، ودعم وتعزيز الأبناء نفسياً ومادياً في كل ما يتعلق بممارستهم الرياضية الجسمية، مع توفير كل ما يحتاجونه لذلك كلما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.
والتحلي بالصبر في الحصول على إقبال الأبناء في تدريباتهم الرياضية والاندماج والاستمرار في أدائها، إن التأني وأخذ الوقت والتدريج خطوة خطوة أو سلوكاً بعد الآخر للوصول إلى ممارسة الرياضة المطلوبة، هي الأنجع في هذا الإطار.. دون الغضب أو التعصيب أو التعنيف التي تؤدي في العادة إلى نتائج وميول سلبية تثنيهم آجلاً أو عاجلاً عن الرياضة الجسمية، ومشاركة أعضاء الأسرة الأبناء في التدريبات الرياضية تماماً كأي روتين أسري آخر كلما استطاعت الأسرة ذلك، وحث الأبناء على شرب كوب أو اثنين من الماء قبل ممارسة الرياضية، وتوفير الماء لهم خلال ذلك لمنع حدوث جفاف جسمي نتيجة التعرّق والجهد خلال التدريبات الرياضية، وتبني رياضات وأنشطة جسمية ممتعة ومُفضلة من الأبناء وأعضاء الأسرة عموماً، لتشجيعهم على الاستمرار فيها والإقبال ذاتياً عليها.. من دون متابعة أو بقليل جداً منها.

كيف تحقق أمنياتك.. وتضع بصمتك في الحياة؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة أتمنى دائما أن أكون إنسانة ناجحة في حياتي، فكيف أحقق ذلك؟ أم أنها مجرد أحلام.. أرجو إفادتي حول تحقيق الأمنيات، ولكم جزيل الشكر والتقدير.. أختكم.. ميس.

الإجابة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أختي الفاضلة ميس حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك معنا في موقع وياك للاستشارات وصفحة قطوف نفسية..
أبارك فيك هذه الروح والمعنويات العالية، وإصرارك على النجاح والتفوق، فأنت تريدين أن تضعي بصماتك في الحياة وتحققي أهدافك وأحلامك، وهذا شيء جميل.. لذلك لا بد أن نهتم بالقيم والمبادئ قبل أي شيء آخر، وأن نحترم أنفسنا ونحترم الآخرين، والقدرة على إيجاد التوازن بين الشجاعة واحترام الآخرين، فحاولي أن تجعل شخصيتك قوية وتثق بالله تعالى أولا ثم بنفسك دون المبالغة في ثقتها، بل أعطها تقديرها، ولا تنقصي من شأنها. واعلمي أن كل إنسان له طاقة كامنة في جسمه تحتاج منه أن يوقظها ويستغلها أحسن استغلال، وهناك خطوات أختي ميس لإيقاظ طاقتك واستعمالها في طريق النجاح:
1- تمسكي بحبل الله المتين واطلبي منه العون والسداد في كل أمورك.
2- حاولي دائما أن تبتسمي؛ لأن الابتسامة تدفع المزيد من الدم إلى شعيرات مخك، فتنشطه وتريح الجسد، وتحقق لك النجاح، فالابتسامة طريق النجاح.
3- فكري بالتميز وبالأشياء السعيدة، وحياتك هي ما تصنعه أفكارك، واملئي عقلك وفكرك بكلمات وأفكار تعطيك الدافع نحو النجاح، مثل: أنا أستطيع أن أفعل……بإذن الله تعالى، أنا سوف أقوم….بإذن الله تعالى.
4- قومي إلى الصلاة متى سمعت النداء، واجعليها عونا لك إذا داهمك الخوف وطوقك الحزن، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع للصلاة.
5- اعشقي العمل واستمتعي به، واتسمي بالحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير.
6- استفيدي بأقصى درجة من وقت صفائك الذي تكوني فيه على أعلى درجة من الطاقة والحماس.
7- حددي ما تريدين أن تصلي إليه، وكوني واضحة ودقيقة.
8- ابتعدي عن التسويف، سوف أعمل كذا وسوف أعمل كذا، ولا تؤجلي الأعمال ولا تؤخريها.
9- تجنب القلق الذي يسبب لك أقصى درجات التوتر.
وتستطيعي النجاح في حياتك وتصلي إلى النجاح وقمة المجد إذا أنت قدرت مهاراتك وذاتك، ولا تحاولي أن تبالغي في شخصيتك أكثر مما تستحق، ولكن يجب أن تبادري بالعمل وتدخلي الميدان وتجربي، فقد تسقطي أحيانا ولكن لا تتأثري بهذا السقوط؛ فالإنسان الناجح الطموح لا يتأثر بالعواصف، يواصل مسيره إلى أن يصل إلى الهدف المنشود.. وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
– الخوف من أي محاولة جيدة طريق حتمي للفشل.
– اجعل فشلك بداية جديدة لنجاحك.
– ليس السؤال كيف يراك الناس ولكن كيف أنت ترى نفسك.
– مشكلتك ليس قلة ما تملك ولكن مشكلتك قلة الدوافع.
– إذا لم تكن تعرف طريقك جيدا لن تستطيع الوصول إلى نهايته.
– الشخص الحر هو الذي يقول لا للخطأ ونعم للصواب.
– عندما تفهم معنى وجودك في الحياة سوف تدرك أنها هامة بالنسبة لك.
– أهم أسباب الفشل في الحياة هو عدم الاعتراف بالأخطاء.

همسات
– عليك أن تفهم قدسية الرابطة الزوجية وأنها ميثاق غليظ ففكر ألف مرة قبل أن تتخذ خطوة بعدها لا ينفع الندم.
– عش يومك ولا تفكر بهموم الغد الذي لم يحن بعد وتصرف في حدود إمكاناتك.
– أعط القدوة من نفسك لشريكك في الحياة، ودع أفعالك هي التي تتحدث وتتكلم عن شخصيتك.
– تذكر حسنات زوجك عند نشوب أي خلاف بينكما ولا تجعل مساوئه تسيطر على عقلك فتنسيك حسناته.
– لا تضايقي زوجك بكثرة أسئلتك فيما لا يخصك عندئذ يترك زوجك البيت ويمضي إلى مكان آخر يستريح فيه.

img

السبت، 07 فبراير 2015 01:43 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

.. صفحة لجميع القراء «قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
الإبداع الوظيفي هو نشاط إنساني ذهني راق ومتميز ناتج عن تفاعل عوامل عقلية وشخصية واجتماعية لدى الفرد بحيث يؤدي هذا التفاعل إلى نتاجات أو حلول جديدة مبتكرة للمواقف النظرية أو التطبيقية في مجال من المجالات العلمية أو الحياتية وتتصف هذه المجالات بالحداثة والأصالة والمرونة والقيمة الاجتماعية.
ومما لا شك فيه أن النجاح الوظيفي أو الإبداع الوظيفي هو من سمات القرن الحالي، وهو متطلب من متطلبات السوق، فالنجاح، فضلا عن أنه شعور جميل بإثبات الذات والغبطة والسرور، هو في الوقت نفسه اختصار للجهد والمال، كما أنه يحقق الاستقرار الوظيفي إن كان المبدع موظفًا، أو أنه يطور المؤسسة أو الشركة إن كان المبدع صاحبها أو مشاركا فيها.
ومن بواعث الإبداع في حياة الموظف تنظيمه لوقت العمل وترتيب الأوليات العملية، وهذا من أهم أسباب النجاح سواء كان ذلك في الحياة العامة أو الوظيفية، إلا أن الحياة الوظيفية حافلة بكثير من الواجبات والمهام المطلوب إنجازها في مدة محدودة، مما يستدعي تنظيم الوقت من خلال تحديد الأهداف وتقديم الأهم فالمهم، والحرص على تحديد زمن لكل عمل، ثم السعي للإنجاز في الزمن المحدد، ويجتمع ذلك بجودة التخطيط وواقعيته، وقد قيل: إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل، ويمكن الموظف الإفادة في هذا الجانب بتقييم أدائه وإنجازه وتقويم الخلل فيهما، ويتمثل هذا التقييم بعدة وسائل منها مؤشرات القياس التي تحدد مستوى الأداء، أو الاستبانات الدورية سواء كانت من الموظف أو مديره.
وعلينا تعلم الرؤية النفسية في التواصل داخل المؤسسات والشركات، فما هي فنون التواصل الوظيفي؟
1- إذا أردت أن تحدث تغييراً إيجابياً في وظيفتك أو حياتك فتذكر دائماً أن في ماضيك تجارب وإمكانات تساعد على ذلك، التجارب الماضية لكل واحد منا متعددة، فتجد منها الناجحة والمشرفة والتي ترفع الهمم وتزيد الثقة بالنفس، ومنها المحبطة التي تحدّ من قدراتنا كلما تذكرناها. فمثلا إذا أردت الذهاب للمقابلة في شركة جديدة فتذكر مقابلاتك السابقة الناجحة لتكون دافعة لك للفوز في الوظيفة.
2- احترم وتقبل الآخرين كما هم: يحاول كثير من الموظفين تغيير زملائهم وذلك لاعتقادهم أنهم على صواب أو أنهم حصّلوا ما لم يحصّله غيرهم. ولكن كثيراً منهم يصابون بالإخفاق لأنهم توصلوا لحقيقة مفادها أن لكل موظف قيما وقناعات واعتقادات خاصة به لا يمكن أن ينفّك عنها إلا إذا اقتنع بالشيء الجديد.
3- لا تعتقد دائماً أن خريطتك هي الصواب: قال الإمام الشافعي: (كلامي صحيح يحتمل الخطأ، وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب). ليس دائماً أن يكون رأيك أو أسلوبك هو الأمثل أو الصواب، كما لا يصح أن يكون رأي غيرك أو سلوكك هو الصواب. فالحقيقة متعددة بتعدد الأشخاص والأزمان والأفهام وتطور العلوم. فكم من إنسان كان متصلباً على سلوكه ظنا منه أنه على صواب فاتضح له فيما بعد أنه مخطئ والنتيجة تمثلت في أنه ضيع وقتاً من عمره وهو على خطأ، وخسر كثيراً من العلاقات الاجتماعية أو التجاريّة أو العائلية.
4- لا يوجد في الوظيفية مواقف فاشلة بل أعتبرها كلها نتائج وخبرات تدفعني للمضي للأمام وتحقيق مزيد من التقدم والإنجاز في وظيفتي. (ليس هناك فشل بل نتائج وخبرات): لو تأملت في إنجازات عظماء التاريخ جميعاً لوجدتهم يتبنون قاعدة أساسية وهي أن كل المواقف التي لم يحالفني القدر فيها بالتوفيق إنما هي تجارب وخبرات تصب في تاريخي الشخصي وتدفعني للأمام وليست فشلا كما يسميها البعض.

لا تحتقر نفسك

كثير منا اليوم يحتقر نفسه، ويقلل من قدراته وإمكاناته إلى الحد الذي يصيبه بالإحباط والعجز، ومن ثم يشعر أن النجاح والتميز قد خلق لأجل الآخرين من القادة والعظماء، وليس له هو لأنه لا يستحقه، ولذلك فهو يقبل ويرضى بكل شيء وينتظر ما تأتي له به الأيام في سلبية وخنوع واستسلام دون أن يصنع لنفسه أهدافا عظيمة يسعى لتحقيقها.
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من احتقار الإنسان لنفسه، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحقرن أحدكم نفسه عن أمر لله عليه فيه مقال أن يقول فيه، فيبعثه الله يوم القيامة، فيقول: ما منعك رأيت كذا وكذا ألا تفعل فيه، فيقول: يا رب خفت، فيقول: أنا كنت أحق أن تخاف» رواه أحمد.
لماذا نقلل من شأن أنفسنا، ونحتقر ذواتنا، مع أن ذلك لا يمت إلى ديننا بصلة، وهنا يقع كثير من المؤمنين ضحية الفهم الخاطئ لقضية أخرى، إذ يخلطون بين الكبر وتقدير الذات من ناحية، ثم بين التواضع المحمود وبين احتقار الذات من ناحية أخرى.
فالكبر احتقار الناس مع رد الحق وإنكاره، وهذا عند الله عز وجل من أعظم الكبائر، أما تقدير الذات أو الثقة بالنفس فهو أن يعرف العبد ما حباه الله به من هبات وإمكانات لتحقيق الخلافة في الأرض، ويعتقد جازما أن هذه المواهب إنما هي محض فضل الله ومنته، فلا يركن إلى النعمة وينسى المنعم سبحانه وتعالى.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على زرعه في نفوس أصحابه، وليس أدل على ذلك من هذه الألقاب العظيمة التي كان صلى الله عليه وسلم يطلقها على أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، فليقلب أبا بكر بالصديق وعمر بالفاروق، وخالدا بسيف الله المسلول، وأبا عبيدة بأمين هذه الأمة، وحمزة بأسد الله، وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم، وغيرهم كثير من صحابته الكرام، ممن رباهم النبي صلى الله عليه وسلم على عينه، فجمعوا بين تقدير الذات والثقة بالنفس الدافعة إلى معالي الأمور وبين التواضع وخفض الجناح للمؤمنين.
وأما احتقار الذات المعجز للنفس الذي يدفع إلى الفشل واليأس والإحباط فليس من ديننا العظيم في شيء.
لا تعذب نفسك ولا تجلدها بسياط اللوم، والتقريع والتوبيخ، لا تنصب لها المحاكمة على كل صغيرة تحدث لك كل يوم، هناك أحداث عابرة وأحداث بسيطة تحدث لنا في الحياة اليومية، لو حاسبنا أنفسنا عليها لتجمعت هذه المحاسبات، وتجمع لدينا الندم، وعصف بنا الألم، حتى يتسبب في جرح كبير وغائر، فيتجمع فيه صديد المعاناة النفسية يوما بعد يوم، ولربما فعل في النفس خراجا كبيرا لن نتخلص منه إلا بعملية جراحية كبيرة أي بمعاناة شديدة، ولعذبنا أنفسنا دون مبرر، ولسلبت منا طاقتنا دون داع، ولن نستطيع أن نقوم بأعباء الحياة المناطة على عاتقنا.
لا تندم على ما فاتك، ولا تندم على أقوال أو أفعال فعلتها، فالندم هزيمة ووساوس نفسية، فلا تمكنها من نفسك، وعش حرا من مشاعر الحسرة والألم والندامة واستعن بالله.

مستشارك الأسري
أنا عنيدة وزوجي عنيد.. فما الحل؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا امرأة عنيدة وزوجي رجل عنيد، فما هي الحلول للتخلص من العناد؟. ما هي الحلول لعدم تنكيد الزوجة على زوجها؟ وكيف للزوجة أن تتجنب سرعة غضبه؟
وفقكم الله لكل خير.. أختكم/عبير.م.
الإجابة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الأخت الكريمة/ عبير حفظك الله أشكرك على تواصلك مع موقع وياك للاستشارات.
أختي الفاضلة حاولي أن توجهي اهتمامك إلى الأصل العظيم والشجرة المباركة، شجرة الإيمان، ومنها ستتفرع الفروع، وتقطف الثمرات في كل الاتجاهات، وعلى مدار الأوقات، مصداقاً لقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} واعلمي أن الحياة الزوجية رأسمالها الحب، وهو مادة التعامل، وهو حب في الله وفي مرضاته، وما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل، وبدافع الحب في الله يحلو للمرأة أن تعمل كل ما يرضي الزوج، وتساعده على الارتقاء في مدارج الرقي، وتعينه على التخلص من الشيطان ووساوسه، والابتعاد عن العصبية والنرفزة، وتعمل على استقبال زوجها ببشاشة وابتسامة وعاطفة وحنان، وتجعل الزوج يتقرب أكثر لزوجته ويحبها أكثر.
أختي المباركة، يجب أن تسألي نفسك أسئلة كثيرة، وتحاولي الإجابة عليها، وهنا تفكيرك سيتوسع لكي تجدي الحل المناسب، وسترين أموراً كثيرة ما رأيتها من قبل، وهذه الأسئلة تعتبر طريقاً للعلاج:
كيف جاء هذا العناد؟ هل هذا العناد مشكلة رئيسية في الخلافات الزوجية؟ كيف تستطيعين أن تغيري هذا العناد بشيء أفضل منه وألطف، ويجعل الحياة الزوجية سعيدة؟
اجلسي مع نفسك وألقِ عليها هذه الأسئلة، وبعدها وبإذن الله ستصلين إلى الحل الأنجع.
إذا استطعت أن تصلي إلى سبب هذه المشكلة بعدها حاولي أن تنتقلي إلى الخطوة الثانية، وهي التعاون فيما بينكما، بمعنى أن تجلسي أنت وزجك وتتناقشان وبصراحة في كيفية مواجهة مشكلة العناد، وما هو العلاج لها؟ فالصراحة أو المصارحة فيما بينكما قد تفتح أبواباً كثيرة، وقد يزداد الحب والمودة فيما بينكما، ولكن أن تكون طريقة النقاش بالهدوء دون استعمال العصبية أو النرفزة.
حاولي أن تبتعدي عن الأمور التي تجعلك عصبية، وتغاضي عن بعض الأمور، وليس كل شيء تُعطي له بال وتقلقي نفسك، ولكن تعلمي كيف تتجاوزي الأمور.
ابتعدي عن الجدال والنقاش الذي ليس منه فائدة، وكوني مطيعةً لزوجك، فأنت في كنفه، واسمعي إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها، أو كما صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل على الطاعة للزوج.
تعلمي أسلوب الابتسامة مع زوجك، فهذا أسلوب يقرب القلوب من بعضها، ويقضي على كل مشكلة، وهو البلسم لكل جرح. وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
– إذا لم يكن لديك قيم ومبادئ واضحة محددة تعيش لأجلها – فإنه من السهل أن تسيطر عليك آراء الآخرين الذين يستغلونك لتحقيق أهدافهم، تأكد من وقوفك على أرض صلبة.
– لا تغرق في الماضي بإحياء التجارب الفاشلة، أو تحاول أن تعود بذهنك إلى إنجازاتك السابقة، ولكن انظر ماذا تعمله الآن، وماذا تنوي تقديمه في المستقبل.
– لا تبذر وقتك مع الذين يقللون من شأنك.
– نادراً ما يمنح الاحترام بلا مقابل؛ فلا بد أن يكون له ثمن.
– عندما يعلم الآخرون أنه لم يعد في استطاعتهم أن يقللوا من شأنك فسوف يتوقفون عن المحاولة.
– لن يهزمك أحد إلا إذا اعتقدت أنه يستطيع ذلك.
– التغيير يتطلب شجاعة وتصميماً ومثابرة.

همسات
– اكشف عن حبك للطفل في السنة الأولى من العمر والاحتضان والتقبيل والمداعبة والابتسام عبارة عن نماذج لما يجب أن يفعله الأبوان كتعبير عن الحب.
– شجع الأبناء الصغار على الاعتماد على أنفسهم في قضاء حوائجهم الخاصة بأقل قدر ممكن من المعاونة من جانبك.
– أوصلوا السعادة والسرور إلى قلوب أولادكم واحرصوا على تسليتهم بما هو مباح، واعلموا أن لكم بالفرحة والسرور التي تدخلونها إلى قلوبهم أجرا ومثوبة من الله عز وجل.
– استفيدوا من الجلسات العائلية في توجيه أولادكم وتلقينهم مبادئ الأخلاق الإسلامية والآداب الاجتماعية.
– تابعوا أولادكم باستمرار وراقبوا سلوكهم وأفعالهم خفية عنهم، فإن ذلك عون كبير لكم على معرفة ما ينطوون عليه، ومن ثم توجيههم بطريقة صحيحة.

img

السبت، 31 يناير 2015 02:20 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها. [email protected] [email protected]
كيفية التعامل مع الطفل المزعج

معظم الأطفال يعشقون الاحتجاج ولديهم قدرة فائقة على تبرير احتجاجاتهم. فهل الاحتجاج صفة عامة في الأطفال أم عادة مكتسبة؟
يقول اختصاصيو التربية إن الأطفال بطبعهم يميلون إلى الاحتجاج والتمرد، ولكن في كثير من الأحيان يكون لأسلوب التربية دور كبير في تطوير نغمة الاحتجاج لديهم، فعلى سبيل المثال الأم التي لديها عمل في الخارج ومضطرة لترك صغيرها (4 أعوام) برفقة المربية، لكنه يرفض ذلك مدعياً أن المربية مملة، ويصر على الذهاب معها، لا يطاوعها قلبها أن تغادر المنزل وتتركه من دون أن يكون راضياً، فتتأخر عن موعدها لتمضي معه بعض الوقت محاولة إقناعه بالبقاء وبأنها مضطرة للخروج وأن المربية سوف تسليه وما إلى ذلك من التبريرات، وهي بذلك من دون أن تشعر تعزز لديه نزعة الاحتجاج. والشيء نفسه تفعله الأم التي ترفض ابنتها ترتيب غرفتها، فتحاول إقناعها بشتى الطرق بضرورة الاعتناء بغرفتها.
ويعتقد الاختصاصيون أن تقديم الكثير من المبررات للأطفال، والاستفاضة في شرح الأسباب التي تدعو الأم إلى توجيههم نحو أمر محدد أو تكليفهم بمهمة ما، يشجعّانهم في المقابل على تبرير رفضهم، كما يحدث عندما تقول الأم لابنتها: «إذا لم ترتبي غرفتك فسوف تنسين أماكن أشيائك ولن تتمكني من الوصول إليها» فتجيبها الابنة قائلة: «أنا أعرف أماكن أشيائي»، فهي هنا تحاول أن تتعامل مع أمها بالأسلوب نفسه إذاً ما الحل؟
يكمن الحل في تحلي الأم بالصرامة، بمعنى أن تصدر تعليماتها وتمضي في طريقها، فعندما تقرر الخروج من المنزل وتترك طفلها في رعاية المربية، عليها أن تكون واضحة، تخبره بالأمر وتغادر المنزل على الفور. والشيء نفسه مع الأم التي تريد من ابنتها أن ترتب غرفتها، عليها أن تصدر الأمر لها ولا تمنحها الفرصة لمناقشتها.
والآباء بطبعهم يهتمون بأبنائهم، والأبناء يسعدون بهذا الاهتمام، ولكن الخطأ الذي يرتكبه بعض الآباء هو أنهم يبالغون في الاهتمام بأبنائهم، مثل أولئك الذين يرددون على مسامعهم طوال الوقت كلمات الإطراء والثناء، الأمر الذي يجعل الأبناء يشعرون بأن مكانهم الطبيعي في الحياة ينبغي أن يكون في المقدمة، وأيضاً الآباء الذين لديهم الاستعداد لعمل أي شيء في سبيل تلبية رغبات أبنائهم، يمنحونهم الإحساس بأن رغباتهم أهم من احتياجات أي شخص آخر.وللحد من هذا العيب الخطير، ينبغي على الأم ألا تتمادى في تلبية طلبات طفلها، وأن تتجاهل كل أشكال الضغط التي يمارسها عليها مثل البكاء أو الامتناع عن تناول الطعام أو الحديث معها وما إلى ذلك من الحيل. كما ينبغي عليها أن تستعد دوماً للمواقف الصعبة، فعلى سبيل المثال إذا كانت تنوي الذهاب إلى محل الألعاب بصحبة طفلها ليشتري لعبة لرفيقه بمناسبة عيد ميلاده، عليها أن تشتري هدية لصديقه فقط تحسباً لأن يختار شيئاً لنفسه. وإذا حدث أن استوقفته لعبة، تخبره أنها سوف تشتريها له في مناسبة قريبة وتغادر المحل على الفور وتتجاهل أي محاولة ابتزاز تصدر عنه.
ومن السهل جداً أن يصبح الطفل اتكالياً وكسولاً فلا يعتمد على نفسه في عمل أي شيء، واللوم الأساسي هنا يقع على الأم لأنها عودته منذ صغره أن تعد له كل شيء بنفسها، وأن تبادر بمساعدته كلما تعثر في القيام بشيء حتى ولو كان تركيب المكعبات فوق بعضها بعضاً. وكان الأحرى بها أن تنتبه وتدعه يعتمد على نفسه خاصة أنه مع تقدمه في العمر تزداد قدراته ومهاراته. فعلى سبيل المثال، ينبغي أن يعتاد تسلية نفسه بنفسه، مثل مشاهدة التلفزيون أو اللهو بالألعاب من دون ضرورة لأن تكون هي أو حتى المربية جالسة إلى جواره، وعندما يأتي إليها طالباً مساعدتها في شيء لا يجوز أن تترك ما بيدها وتسارع إلى تلبية طلبه، بل عليها أن تخبره بأنها مشغولة الآن وسوف تأتي لمساعدته عندما تنتهي. وعندما يبدو عليه الملل يمكنها أن تقترح عليه وسائل للتسلية.
بهذه الأساليب هي لا تساعده على الاستقلال والاعتماد على نفسه فقط وإنما تساعده على اكتساب صفات مهمة وضرورية مثل الصبر والتحمل والقدرة على التصرف في المواقف الشائكة أيضًا.

تحديد الهدف

نرى بعضا من الناس يضع لنفسه أهدافا عالية لكنه حينما يبدأ في العمل من أجل تنفيذها والوصول إليها يفاجأ بحجم الجهد الكبير الذي يتطلبه النجاح فلا يصير، ويفتر ويتكاسل وتضعف عزيمته، فيترك أهدافه ويقعد عن العمل.
صحيح أن طريق النجاح والتغيير ليس مفروشا بالورود والرياحين ويحتاج إلى تعب وجهد وبذل لنيل هذا الهدف، لكن الإنسان حينما يذوق طعم النجاح حتى يكون ذلك التعب أشهى إلى نفسه وألذ من طعم الراحة والهدوء.
وتذكر بعض الدراسات العلمية أن النملة هذا المخلوق الضعيف الصغير عند بناء بيتها تتميز بالحرص وقوة العزيمة، فقد يسقط البيت وينهار فتعاود البناء مرة أخرى ثم يسقط فتعاود البناء مرة ثانية وثالثة ورابعة حتى يستقيم البيت.
وقد ذكر المؤرخون عن القائد المشهور تيمور لنك حيث دخل معركة من المعارك هو وجنوده ومع بداية المعركة هزم جيشه وتفرق عنه فما كان من تيمور لنك إلا أن هام على وجهه حزينا كسيرا كئيبا لهذه الهزيمة المنكرة، ولكنه لم يرجع إلى بلده بل ذهب إلى مغارة في إحدى الجبال وجلس فيها يتأمل حاله التي وصل إليها وجيشه الذي تفرق عنه.
وبينما هو مستغرق في تفكيره، إذ رأى نملة تريد أن تصعد على حجر أملس وتسقط النملة لكنها تنطلق محاولة للمرة الثانية وتسقط وتحاول الثالثة وتسقط، فالرابعة وهكذا فشدته وانقطع تفكيره وبدأ بالتركيز مع النملة يعد محاولاتها للصعود حتى وصلت إلى ست عشرة مرة تصعد وتسقط وتبادر بالصعود من جديد وفي المحاولة السابعة عشرة نجحت النملة في الصعود فقال: عجيب هذا الأمر نملة تكرر المحاولة سبع عشرة مرة ولا تيأس حتى تنجح، وأنا لأول مرة أنهزم أنا وجيشي، ما أضعفنا وما أحقرنا؟ فنزل من المغارة وقد صمم على أن يجمع فلول جيشه، وأن يدخل المعركة مرة أخرى، وألا ينهزم ما دام حيا، وكل هذا وصورة النملة لا تفارق مخيلته وتعيش في رأسه.
فجمع جنوده وتعاهدوا على الثبات والصبر في المعركة، وألا ينهزموا أبداً ما داموا أحياء فدخلوا المعركة بهذه النية وهذا التوجه والتصميم فانتصروا.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي صحابته رضي الله عنهم على الحفاظ على التميز والتنوع والتباين في الميول والإمكانات واستثمارها الاستثمار الأمثل في خدمة الإسلام والمسلمين، فيقول صلى الله عليه وسلم: (أرحم أمتي بأمتي أبوبكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأكثرهم حياء عثمان) رواه الترمذي.
ولذا فقد وجدنا منهم رضي الله عنهم الخليفة كأبي بكر وعمر، والقائد العسكري الفذ كخالد وعمرو بن العاص، والعالم الفقيه كابن عباس وابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين.

الصبر والعزيمة يؤديان للتفوق والنجاح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا شخص أريد أن أتفوق وأنجح في حياتي، ولكن هناك عوائق تمنعني من ذلك، ولا أدري ما هي، أرجو مساعدتي في التخلص من هذه العوائق، لكي أحقق النجاح في حياتي.. وجزاكم الله خيرا.
أخوكم/ أحمد
الإجابة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أخي الفاضل أحمد حفظك الله ورعاك، أشكرك على تواصلك معنا في موقع «وياك للاستشارات»، لا أريد أن أسمع منك الانهزامية وعدم النجاح في حياتك، فهذه الرسائل ستؤثر عليك، ولا تعطيك دافعية للنجاح والتفوق، تفاءل دائما، ومهما تعثرت في مسيرتك تستطيع أن تتدارك الأمر وتقوم وتأصل مسيرتك بكل همة وجدارة وتفوق.
وكما فيك هذه الروح وهذه العزيمة على النجاح والتفوق، فالإنسان يزداد قوة وصلابة وحنكة كلما ازدادت صلابته وتمسكه بالشيء الذي يريد أن يحققه، وكلما كان صابراً صامداً لا تهزه الصدمات ولا الأزمات، وكلما واجهته مشكلة يُعالجها برؤية وحكمة وشجاعة وهو شامخ لا يهتز.
وكل إنسان له طاقة كامنة في جسمه تحتاج منه أن يوقظها ويستغلها أحسن استغلال، وهناك خطوات أخي أيمن لإيقاظ طاقتك واستعمالها في طريق النجاح:
1- توكل على الله تعالى في كل أمورك، وأطلب منه العون والسداد والتوفيق.
2- حاول دائماً أن تبتسم؛ لأن الابتسامة تدفع المزيد من الدم إلى شعيرات مخك، فتنشطه وتريح الجسد، وتحقق لك النجاح، فالابتسامة طريق النجاح.
3- فكر بالتميز وبالأشياء السعيدة، وحياتك هي ما تصنعه أفكارك، واملأ عقلك وفكرك بكلمات وأفكار تعطيك الدافع نحو النجاح، مثل: أنا أستطيع أن أفعل…… بإذن الله تعالى، أنا سوف أقوم…. بإذن الله تعالى.
4- قم إلى الصلاة إذا داهمك الخوف وطوقك الحزن، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه فزع للصلاة.
5- استفد بأقصى درجة من وقت صفائك الذي تكون فيها على أعلى درجة من الطاقة والحماس.
6- ثقتك بنفسك أنت الذي تبنيها في نفسك، ولا تنتظر من أحد يدفعك، واعلم أنك في غربة ومطلوب منك النجاح فاجعله نصب عينيك، وكن خير سفير لبلدك.
7- ذكر نفسك بالأنشطة والأعمال التي حققت فيها نجاحاً عالياً كلما شعرت بالإحباط والتردد.
8- لا تنسى أن تجعل لك وردا من القرآن والأذكار يوميا فهذا يقوي إيمانك، وشخصيتك، ويعطيك دافعية قوية في النجاح.
9- مارس التمارين الرياضية، حيث تخفف عنك الضغوط والأحزان.
وأريد أن أنبهك هنا إلى لصوص الطاقة الذين يسلبون من الإنسان النجاح والتفوق وهم: القلق، تشتت الذهن، الخوف، الإجهاد والتعب، فاحذر هؤلاء الأربع وبإذن الله تعالى ستصل إلى ما تصبو إليه. نريد أن نسمع أخبارك الطيبة حول تفوقك في دراستك ووصولك إلى هدفك الذي رسمته.. وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي

– إن تحديدك لأهدافك وسعيك إلى تحقيقها، سوف يعطيك الشعور بأنك تتحكم في حياتك بإذن الله تعالى.
– الإنسان الفعال حقا هو الذي يجعل المبادئ القويمة مركزا لاهتمامه ومنطلقا لرسالته.
– الأسرة المستقرة المتكاتفة مصدر أساسي من مصادر سعادة الإنسان، ومهما حقق الإنسان النجاح في عمله فإنه لا يشعر به إذا فشل في بناء أسرته.
– إن جسدك هو وسيلة المواصلات التي تسير بك في رحلة النجاح، وبدون التمتع بصحة قوية يصعب على الإنسان أن يستمر في الفاعلية.
– لا يستطيع الإنسان مهما أوتي من مهارات وقدرات أن ينجح نجاحا كاملا بمفرده، فهو كائن اجتماعي بطبعه يحتاج للإحساس بالصداقة والألفة.

همسات
– لا تكثر من انتقاد زوجتك، فالزوجة لا تحب من ينتقدها بكثرة، لأن الانتقاد المتكرر دليل الرفض وقدح في الحب.
– لا بد من احترام الزوجة، فالله كرمها كإنسانة أولا، وثانيا زوجتك التي اخترتها من بين نساء الأرض، وثالثا أم أولادك وبناتك، ورابعا حافظة سرك وخصوصيتك، وخامسا راعية سكنك وراحتك وطمأنينتك.
– الحب أعظم نعمة ينعم الله بها على زوجين، ومنه تنبع كل أنهار السعادة والتوفيق والنجاح.
– احترس من الشك في علاقتك بزوجتك فالشك اتهام وعدوان، وهو يفتح أبوابا للشر لم تكن مفتوحة من قبل أمام زوجتك.
– حافظ على استمرار الحوار بينكما بكل اللغات اللفظية وغير اللفظية، ولا تبخل بكلمة حب ونظرة إعجاب ولمسة ود وضمة حنان.

img

السبت، 24 يناير 2015 02:33 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها. [email protected] [email protected]
تعزيز الصحة النفسية لدى الشباب

إن الشباب مرحلة وقنطرة بين الطفولة والرجولة فعندما يعبرها الشاب يتأثر في تفكيره وآماله وانفعالاته بآثار الماضي وتوقعات المستقبل… من هنا نجد الأمور لا تلتقي التقاء سليما متزنا وإنما تتعرض لبعض الهزات والعواطف والاضطرابات؛ لذلك من الضروري معاونة الشباب الصغار على عبور القنطرة بسلام عبورا يقوي ثقتهم بأنفسهم وبمن حولهم في الحاضر والمستقبل.
فالشباب ليس مشكلة بحد ذاته فالمشكلات التي يتعرض لها في حياته ليست كلها مشكلات الشباب فبعضها مشكلات بين الأسرة والشباب ونفسه والشباب والمؤسسات الشبابية الموجودة في المجتمع والشباب والمجتمع وبين الشباب والعمل.
فمشكلة الشباب مع الأسرة هي مشكلة الآباء والأمهات الذين يضيقون ذرعا في بعض الأحيان بأبنائهم لأن أفكار أبنائهم لا تنسجم مع أفكارهم ولان الأبناء لهم أسرارهم التي يحس بها الآباء والأمهات دون أن يتمكنوا من معرفتها.
كما تتراوح مشكلات الشباب بين الأسرة التي ينتمي إليها والأسرة التي يطمح بتشكيلها مستقبلا، فمن مشكلاته مع أسرته رغبته في الاستقلال وفي إثبات وجوده، وتعود أسرته معاملته معاملة الطفل، ومشكلاته مع أسرة المستقبل أنه يريد أن يتعرف إلى الفتيات والشباب ويختبرهن ويدرسهن لاختيار شريكة حياة المستقبل فيجد أمامه من الموانع ما يجد…
وتصل علاقة الشباب بالأهل إلى مرحلة حرجة في مستهل مرحلة الشباب (المراهقة) ليس لأن ظروف الأهل قد تغيرت بل لأن المنظور الذي ينظر من خلاله الأهل والشباب إلى بعضهما البعض قد تغير، وشكوى الشباب وتذمرهم بسبب عدم تفهم الأهل لهم كما لو كانوا في عهد الطفولة وليس بالضرورة اعتبار ظاهرة الشكوى لدى الشباب ظاهرة مرضية فهي دليل صحة فحين يشكو الشباب فإنهم يتحسسون واقعهم وما يحيط بهم.
وبتعبير آخر يعجز غالبية الأهل عن تقدير معنى وأهمية التغييرات الواسعة والسريعة التي تطرأ على أبنائهم الشباب وبالتالي يصرون على إدخال التعديلات المناسبة على مواقفهم إزاءها فبدلا من تلقي الشباب المعلومات عن التربية الجنسية من مصادرها الأمينة من قبل الأهل والمؤسسات الاجتماعية والتربوية والثقافية بطريقة علمية وموضوعية لا تخدش الحياء العام يلجئون إلى معرفتها من خلال سبل غير سليمة وغالبا ما تكون مشوهة ومضللة ومزيفة ومدمرة.
ميل الأهل للحد من حريات الشباب في التصرف إلى درجة أن الشاب يصبح أداة تحقق غايات عجز الآباء أن يحققوها بأنفسهم. من هنا فإن أهم أسباب مشكلات الشباب مع الأهل تكمن في اعتقاد الآباء بأن الأبناء هم عبارة عن فرص جديدة لتحقيق مشروعاتهم التي لم ينفذوها بأنفسهم في مستهل أيامهم.
عقوق الآباء للأبناء وعدم منحهم حقوقهم التي كفلها الخالق لهم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «حق الأبناء على الآباء أن يعلموهم الكتابة والسباحة والرمي والمرأة المغزل».
تسلط الأهل على الشباب والتمييز في المعاملة بين الشباب والشابات يفقد طابع المودة والتكامل والتعاون والتعاطف من العلاقات الأسرية ويستعاض عنها بمنافسة جديدة أو بمواجهة قاسية صامتة أو معلنة بين أفراد الأسرة ويصل الأمر أحيانا إلى حد القول بأن مجتمعنا أصبح مجتمعا رجاليا.
إصرار الآباء على أن يكون الأبناء نسخة أصلية منهم مع أن اعتبارات المكان والزمان تفرض مواكبة التطورات والمتغيرات المستجدة مصداقا لذلك قول الإمام علي كرم الله وجهه «لا تربوا أبناءكم لزمانكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم».

الأسرة والإجازة

مع انتهاء موسم الامتحانات النصف سنوية تتنفس الأسر الصعداء بعد الانتهاء من عبء المذاكرة والمتابعة والتوتر العصبي، لكن سرعان ما تتنبه الأسرة إلى أن الإجازة نفسها أصبحت هما وعبئًا ثقيلا يخلفه الفراغ الهائل الذي يخيم على أكثر الأسر، والذي لا يحسن استغلاله يتحول إلى أوقات سائبة وطاقات معطلة بعد أن كانت الأنشطة اليومية محددة بأوقات النوم والأكل واللعب والزيارات، بينما في الإجازة تتحطم جميع الجدران بين هذه الأنشطة وتنشأ عند كثير منهم أنشطة جديدة كثير منها في إطار اللهو واللعب والمرح والترفيه بحجة أن الإجازة لم تخصص إلا لذلك.
ويسعى الآباء والأمهات إلى توفير ما يمكن توفيره لإسعاد أطفالهم وتسليتهم وقضائهم لأوقات مفيدة ومثمرة في العطلة النصف سنوية، ويمكن أن تكون الإجازة مناسبة للتفكير في كيفية التعامل مع الوقت والزمن والعمر، وبعض الأشخاص يعتبرها فرصة للهو والعبث والنوم، وفرصة لتبديد المال وتضييع الوقت وصرف الطاقات دون جدوى كما يحلو للبعض الفراغ وانعدام المسؤوليات وقضاء أوقات طويلة في اللعب بأشكاله المتنوعة الحديثة والقديمة وكل ذلك سلوك سلبي وفيه مضمون عدواني موجه إلى الذات أو إلى الآخر، بشكل لاشعوري فالإجازة الدراسية ليست احتفالاً بالعبث وهدر الوقت واللامسؤولية.
وبالطبع فإن الراحة مطلوبة بعد الجهد والجد.. وكذلك اللعب والمرح والترفيه عن النفس والترويح عنها بكل الأساليب المتوفرة.. والمشكلة تظهر حين ينعدم التوازن بين الجد واللعب ويستغرق الطفل في اللعب لأوقات طويلة ولا يستطيع الموازنة بين أوقاته.. وهو بذلك قليل التحمل كثير التعب.. ويرتبط كل ذلك بالقيم والتربية وتكوين المجتمع وكثرة الملهيات وغياب قيم الجد والإنتاج والتطور..
ومن المهم في الإجازة أن يزيد الآباء والأمهات من ثقافتهم التربوية العامة كي يطوروا من أساليبهم في تعاملهم مع أطفالهم مما ينعكس إيجابياً على الجميع..
ومن المعروف أن الدلال الزائد وإرضاء حاجات الطفل طول الوقت مهما كانت هذه الحاجات، يمثل أسلوباً خاطئاً وهو يؤدي إلى ضعف شخصية الطفل وازدياد اعتماديته على الآخرين كما يجعل منه شخصاً سريع الغضب قليل التحمل للإحباط وغير ذلك من الصفات السلبية.. كما أن العقاب الصارم والقسوة والعنف لها آثار سلبية كثيرة وتؤدي إلى الشعور بالحرمان والنقص والتمرد والضعف.. ولا بد من الاقتراب من الطفل وفهم حاجاته المتنوعة وتوفيرها دون إفراط أو تفريط.. ولا بد للطفل من أن يتعلم أنه مرغوب فيه وأن هناك من يعينه على تأمين حاجاته ورغباته وأن الحياة من حوله محبة له وتعلمه كيف ينجح وكيف يعتمد على نفسه وكيف يحقق ذاته وسعادته.
الأعمال التي تقوم بها خلال الإجازة؛ تسجيل الأولاد في المراكز النافعة والمفيدة، وصنع برامج عائلية وكسر الروتين اليومي (مسابقات – منافسة بين الأولاد)، وممارسة الرياضة، وقراءة الكتب والمجلات المفيدة، وزيارة الأماكن التراثية الهامة، وأداء مناسك العمرة والزيارة الأماكن المقدسة.
ولكن ليعلم الجميع أن الإجازة وسيلة ناجحة للتخفف من الضغوط اليومية والمسؤوليات وتجديد النشاط والحيوية للجميع، ومن ثم العودة إلى الدراسة والمثابرة والاجتهاد والإنتاج، ولا بد من مراجعة النفس وسلوكياتها أثناء العمل وأثناء الإجازة.. ولا بد من العمل على تعديل الأنماط السلبية في السلوك والتفكير بما يتعلق بنا كآباء وأمهات وبأطفالنا.. وبما يتناسب مع حياة منتجة وفعالة.. ومع إجازة مفيدة وإيجابية.

إصلاح بيئة الطفل يحارب عادة الكذب..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لدي ولد كثير الكذب والمراوغة وكلما سألته عن شيء يحاول أن يراوغ ولا أحسه أنه يصدق في كلامه، رغم أنني علمته أن الكذب حرام وكم من مرة عاقبته على هذا السلوك، ولكن لا فائدة من ذلك.. أرجو أن تدلوني على الحل الأفضل للتعامل مع ابني.. وجزاكم الله خيرا.. أختكم/أم فهد.

أختي الفاضلة أم فهد حفظك الله ورعاك، أشكرك على تواصلك مع موقع «وياك» وصفحة «قطوف نفسية» ومتابعتها، واعلمي أن ظاهرة الكذب عند الأطفال تستعمل كوسيلة للهروب من المسؤولية، أو تجنبا للعقاب، أو للحصول على العطف والمحبة من الكبار، أو طمعا في تحقيق غرض آخر، والمصيبة الكبيرة في ذلك أحيانا أن الطفل يقلد والديه حين يستمع إلى كذبهم، فقد يكذب الأهل أمام أطفالهم على غير شعور منهم، فلا بد أن ننتبه لهذه النقطة، إذا كنا نريد أطفالنا أن يلتزموا الصدق وأن يتحروا الصدق في أقوالهم وأفعالهم فلا بد أن نكون نحن أولياء الأمور قدوة لهم..
وقد ترجع أسباب اللجوء إلى الكذب إلى:
1- اضطراب الحياة الأسرية، وتفكك الأسرة، وعدم الشعور بالأمن في داخلها.
2- الشعور بالنقص ومحاولة التعويض عن طريق الكذب.
3- تمييز الأهل بين الأولاد، وتفضيل بعضهم على بعض.
4- قد يكون بسبب سوء معاملة المدرس داخل المدرسة، فيلجأ الطفل إلى استعمال أسلوب الكذب للتخلص من العقاب.
أما بالنسبة لهذه المشكلة فعليك أختي أم فهد اتباع الخطوات التالية:
1- يجب أن تكون البيئة المحيطة بالطفل بيئة صالحة، وأن يكون الجميع فيها صادقين.
2- إذا اعترف طفلك بذنبه، فلا داعي للقصاص، لأن من اعترف يجب أن يكافأ على هذا الاعتراف.
3- يجب أن تشجعي طفلك على قول الصدق.
4- لا تحاولي أن تكرري لفظة كذّاب على طفلك حتى لا يتعود عليها ويستهين بإطلاقها.
5- إذا كان لديه إخوة حاولي أن تعدلي بينهم ولا تفضلي واحدا على الآخر.
6- حاولي أن تنمي الثقة بالنفس عند طفلك.. وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
– اعلم أنه من لم يفشل لم ينجح.
– ثقة الناس بك من خلال ثقتك بنفسك.
– أنت تكون ناجحا وسعيدا عندما تعتقد ذلك.
– التركيز على النجاح يساعد على حدوثه.
– إذا كان مصعد النجاح معطلا فاستخدم السلم درجة درجة.
– إن سلوكك الخارجي يعكس ما بداخلك سلبيا أو إيجابيا.
– العقل مثل العضلة كلما مرنته زادت قوته.
– ليس هناك فشل وإنما هناك نتائج فقط.
– آمن بمبدأ «أنا يستحيل علي الفشل».
– لا يجب أن نحكم على ميزات الرجال بمؤهلاتهم، ولكن باستخدامهم لهذه المؤهلات.

همسات
– ينبغي احترامُ مشاعر الأبناء، فهم كيان مستقل، لهم مشاعرُ تختِلف عن مشاعرنا.
– جاهدْ نفسك لتُسمِع أبناءك أحسن وأجمل وأطيب الكلمات، واحتسب الأجر في ذلك.
– اعترفْ بمعاناة ابنك عندما يشتكي إليك، أو يتضايقُ من أحدٍ، فمثلاً يشتكي من مُدرسه بأنه أهانه فقل له صحيحٌ أن هذا يزعج، ولو كنتُ مكانك لأصابني ما أصابك، أو: هذا أمر مزعج وسوف أنظر في الأمر، وتفاعل مع قضية ابنك لكي يفضي لك عما في صدره وقلبه دائماً، ولا تكن سبباً في إبعاده عنك لعدمِ الاعتراف بُمعاناته، وإن كنت لا تُوافقه أحياناً.
– إن أبناءك هُم أحقُّ الناس بالرفق واللين والرحمة والمحبة والوفاء والصدق والعدل والإحسان.
– ينبغي أن تتقبل أبناءك على ما هُم عليه، ثم تنميهم بالقراءة والاستماع والسؤال والاستشارة، وتربيهم تربية بعيدة عن التساهل والتشدد.
– تقبلُ مشاعرِ الأولاد يجعلهم مُستعدين لقبول تلك الحدود التي تريد أن يقفوا عندها.
– من آفات التربية الاستعجالُ، والصابرون هم الفائزون.

img

لهالعربي عطاء ال
السبت، 30 مايو 2015 02:00 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
التدخين السلبي

كان الناس سابقا يتجاهلون أو لا يعرفون آثار ما يسمى بـ «التدخين السلبي» أو «التدخين اللاإرادي» على صحة غير المدخنين. ولكن الدراسات الحديثة تؤكد أن التدخين غير المباشر يعتبر من أهم أسباب الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان والقلب والرئة وكذلك الجلطات، وتجزم الدراسات أن المدخنين يستنشقون 15 بالمئة فقط من دخان السجائر، فيما ينتشر 85 بالمائة من الدخان المتصاعد في الجو ويهدد حياة غير المدخنين في أماكن العمل والأماكن العامة.
وقد ثبت الآن وبشكل قاطع أن للتدخين آثاره السلبية على أقارب المدخنين المرغمين على استنشاق دخان التبغ الذي يدخنه المدخن خاصة في الأماكن المغلقة أو الضيقة.
إن الدخان الذي يطلقه المدخن يحتوي على النيكوتين وأول أكسيد الكربون وحامض السيني، بالإضافة إلى المواد المتسرطنة، حيث تسبب هذه المواد تهيجا في الأغشية المخاطية في العين والجهاز التنفسي العلوي، بالإضافة إلى الإحساس بالدوخة والصداع والغثيان، وإن التعرض لهذه المواد لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في أداء بعض الأجهزة مثل الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي وجهاز المناعة، فيصاب المتعرض خاصة من كان في سن الطفولة إلى التهابات في الجهاز التنفسي وضعف في الشهية وتوتر وصداع، بالإضافة إلى الحساسية المزمنة.
وإنه من المهم معرفة أن التدخين السلبي سبب مهم للإصابة بكثير من الأمراض، ومن أهمها الإصابة بسرطان الرئة الذي يحدث بسبب استنشاق الهواء الملوث، ومن الملاحظ أن أكثر الناس تضررا من التدخين السلبي هم مرضى القلب الذين يصابون بذبحة صدرية عند تعرضهم لدخان السجائر، وذلك بسبب اتحاد الهيموجلوبين في الدم مع ثاني أكسيد الكربون بدلا من الأكسجين فتقل كمية الأوكسجين الذي يصل إلى عضلة القلب وتحدث المشكلات بسبب ذلك، كما أن مرضى الجهاز التنفسي والحساسية هم أيضا أكثر تأثرا من غيرهم بالتدخين السلبي.
ومن هنا نود من كل مدخن أن يعقد العزم ويترك التدخين، فالإقلاع عن التدخين ليس ضربا من ضروب الخيال، ولكنه أمر واقعي يستطيع كل إنسان مدخن أن يقلع عنه إذا توفرت لديه العزيمة والإرادة القوية.

دور الإعلام
في مكافحة التدخين

أصبح التبغ وباء يهدد صحة الملايين خصوصا بين البلدان والأقاليم التي ليس لديها من الإمكانات لتحمل تبعيات هذا الوباء من العجز، المرض، الخسارة الإنتاجية والموت.
حيث تسيير الصناعة المسؤولة عن التبغ على خطا ممنهجة ومخططة لاستهداف الملايين من الشباب والأطفال كما تسعى هذه الصناعة إلى تحقيق أعلى الأرباح والمكاسب الاقتصادية التي تفضلها على تحقيق التنمية للدول.
إن تدخين التبغ هو ثاني أهم أسباب الوفاة في العالم وهو مسؤول في الوقت الحاضر عن وفاة قرابة خمسة ملايين وفاة في العالم كل عام، وإذا استمر التدخين على هذا النمط في تفشيه وتفاقمه، فإنه سوف يكون السبب في وفاة حوالي عشرة ملايين إنسان في كل عام بحلول عام ألفين وخمسة عشرين.
من الطبيعي أن يبرز دور الإعلام عند الحديث عن قضية التدخين، فوسائل الإعلام تستطيع أن تلعب دورا تنويريا رائدا في مكافحة التدخين بجميع أنواعه وأشكاله.
إن دور وسائل الإعلام في مكافحة التدخين يجب أن يتطور كما تطورت أساليب مروجي هذه الآفة المدمرة، فليس معقولا أن نواصل العمل بنفس الأساليب القديمة التي ثبت عدم جدواها وملها الناس وانصرفوا عنها.
لقد شهدت وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة ثورة حقيقية وحققت قفزات هائلة وغير مسبوقة في الأعوام القليلة الماضية، فقد نشأ ما يسمى بالإعلام الجديد الذي يقوم على التفاعلية وعلى إشراك الناس في العملية الاتصالية.
وفي الوقت الذي يحدث فيه هذا الإغواء المدمر للشاب لكي يدخل عالم التدخين فإن الأهل الذين لا يشاهدون ابنهم وهو يختلط مع رفاق سوء يعيشون في وهم كبير قد لا يستيقظون منه إلا بعد فوات الأوان.
إن الحقيقة التي يجب التوقف عندها هي أن وسائل الإعلام قد تنوعت وتعددت وازداد أثرها في السنوات الأخيرة، وأي حديث عن أثر وسائل الإعلام في مكافحة المخدرات لا يشمل هذه الوسائل الجديدة سيظل قاصرا ومنقوصا وعديم الجدوى.
كما أن أساليب نشر وسائل التوعية ضد المخدرات يجب أن تتطور هي الأخرى، فلم يعد مقبولا ولا مقنعا أن تلجأ وسائل الإعلام إلى الرسائل الفجة الساذجة والمباشرة التي تدعو لعدم تعاطي المخدرات وتنطلق من موقع الأستذة والإرشاد لتحذر الشباب من مخاطرها.
على وسائل الإعلام أن تبرز ومن خلال النماذج الناجحة أن الخروج من هذا البلاء ممكن.. وقد عاد كثيرون من بحر الضياع واستعادوا توازنهم واستأنفوا مسيرتهم في الحياة..
إننا في أمس الحاجة إلى تضافر الجهود من الجميع لمكافحة التدخين يكون الإعلام شريكا فاعلا فيها.. فقد دق الخطر أبوابنا بشكل غير مسبوق نتيجة بعض المتغيرات التي شهدتها المنطقة ولم يعد مجديا إنكار وجود المشكلة أو التهوين منها..
ومن الضرورة بمكان أن تدرك وسائل الإعلام أنها شريكة في هذا الجهد الوطني، وأن عليها مسؤولية كبيرة في التصدي لهذا الخطر بوعي وإدراك كاملين.
ولذا كان لزاما علينا أن نضع نصب أعيننا ضرورة التواصل مع الإعلاميين لندعم معا قضايا وسياسات مكافحة التدخين في دولة قطر ولنكون فريق عمل يتعاون لبناء جيل ذي وعي بناء بسياسات مكافحة التدخين.

كيفية التغلب على الغيرة الزوجية؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا امرأة أحببت زوجي كثيرا، ولكني أغار عليه كثيرا.. وكنت أتمنى أن تكون حياتنا سعيدة وألا تكون حياتنا في غربة، وأن نكون في بيت واحد، سعيت للدفاع عن مكانتي عنده، وألا أنقص بنظره، وتمنيت ألا يخبئ عني شيئا، أو يخبر أهله بأنه يخبئ عنى أسراره، أو ينام كل شخص بغرفة.. وللأسف بغيرتي وعصبيتي حصل ما لم أكن أريده.. حصل الجفاء والبعد وعدم الاكتراث وعدم الإشباع النفسي.. فأنا متعبة ومنهارة فماذا أفعل؟. أختكم/أم فهد.

الإجابة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أختي السائلة أم فهد حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك مع موقع «ويّاك» للاستشارات النفسية، وإن شاء الله تعالى سنعينك للخروج من أزمتك..
أولا وقبل أن أجيبك على سؤالك، أريدك أن تكوني مبتسمة، فما أعظم الابتسامة.. ‏الابتسامة الصادقة هي البوح بالصفاء الداخلي للنفس الهادئة الراضية وهي السعادة الداخلية للقلب والطمأنينة للجهاز العصبي، ابتسمي أختي حتى تبتسم لك الحياة.
يجب أن تتجنبي التوتر العصبي الذي ينتج عن تفكيرك في حياتك الأسرية ومشاكلها التي لا تنتهي، لذلك حاولي أن تبتسمي ستجدين زوال هذا التوتر، وأن أي مشكلة تصادفك سوف تجد لها الحل المناسب دون عناء، وسوف تشعرين بالاستقرار النفسي.
وسأذكرك أختي الفاضلة بصفات خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كانت البسمة إحدى صفاته، وأصبحت الابتسامة لا تفارق محياه، وعنوانا له، وهذا زيد بن أرقم رضي الله عنه يقول: وقع علي من الهم ما لم يقع على أحد فبينما أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، قد خفقت برأسي من الهم إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرك أذني وضحك في وجهي فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا» رواه الترمذي.
لقد وصفت لك العلاج أختي الفاضلة في المقدمة وهي الابتسامة، إذا أنت بقيت على حزنك وألمك فلن تستطيعي أن تواجه المشكلة، وكل الذي تتحدثين عنه تعيشه غالب البيوت، ولكن الناجح والذكي من تجاوز هذه المشكلة بعدم التفكير فيها، بل معالجتها واقعيا، فالحزن والأسى لا يحل المشكلة بل يزيدك مرضا.
حاولي أن تقتربي من زوجك، وتمد له يد التواصل والحوار الأسري الهادئ، وتحاولي أن تمسك برأس المشكلة، وتبحث عن المفتاح الذي يفتح قلب وعقل زوجك حتى يتقرب منك ويسمع لك، وإن لم تستطعي أنت بمفردك أدخلي من تثقي فيهم من أسرتك أو أقاربك أو حتى أسرة الزوج، فالأمر يحتاج منك إلى فطنة وذكاء.
وإياك والمجابهات أو اللجوء إلى العصبية والكلام الذي لا فائدة منه، فالمشكلة بإذن الله تعالى ستحل إذا التزمت الهدوء وغيرت من أسلوبك مع زوجك وتحاولي أن تتنازلي عن بعض مطالبك الشخصية من أجل الأسرة والأولاد، فالمحافظة على التماسك الأسري أولى من المطالب الشخصية والانتصار للنفس والهوى.
وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
1- يمكن أن نتعلم من حياة الآخرين الذين مروا بتجارب فاشلة كثيرة، ولكنهم تغلبوا عليها، ووصلوا إلى مناصب قيادية في التجارة والسياسة بل في كل المجالات الأخرى.
2- لا يوجد اثنان متشابهان؛ لذلك يجب أن نتعلم من البداية أن نقيس أداءنا وفقاً لقدراتنا، لا وفقاً لقدرات زملائنا أو أقاربنا.
3- يميل كل البشر إلى التأثر ذاتياً بتجارب الفشل، وغالباً ما يعطونها اهتماماً أكثر مما تستحقه؛ لأن أية تجربة فاشلة تترك في الذاكرة أثراً لا يمحى؛ فإننا نسمح لها بأن تؤثر على حاضرنا ومستقبلنا أكثر مما ينبغي، بغض النظر عن حجم هذا الفشل؛ فإن أية هزيمة تعد مؤقتة إذا لم نجعلها دائمة.
4- إذا تعلمنا من التجربة فقد قمنا بخطوة صغيرة نحو النجاح في المستقبل؛ حيث لن نكرر هذا الخطأ ثانية.
5- إذا نظرت بعمق إلى حياة الناجحين فسوف تكتشف أنها تمتلئ بتجارب الفشل المثيرة..
6- لا يمكن أن تغير الماضي، ولكن يمكنك أن تغير الطريقة التي يؤثر بها عليك، يجب أن تترك الماضي خلف ظهرك.
7- اعلم جيداً أننا لا نستطيع أن نتحكم في الآخرين، أو الطريقة التي يتعاملون بها معنا، ولكن نستطيع أن نتحكم في رد فعلنا تجاههم.

همسات
1- استفيدوا من الجلسات العائلية في توجيه أولادكم وتلقينهم مبادئ الأخلاق الإسلامية والآداب الاجتماعية.
2- تابعوا أولادكم باستمرار وراقبوا سلوكهم وأفعالهم خفية عنهم، فإن ذلك عون كبير لكم على معرفة ما ينطوون عليه، ومن ثم توجيههم بطريقة صحيحة.
3- كل طفل لا بد أن يكون فيه صفات طيبة وما علينا إلا أن نبحث عن هذه الصفات ونثني عليها في كل مناسبة، ونشجعهم بالمحافظة على هذه الصفات.
4- اهتموا بميول أولادكم ونمو مواهبهم وتلمسوا لديهم مواطن الإبداع فزيدوها وطوروها.
5- ادخلوا إلى عالم أولادكم وعيشوا معهم في الجو الذي يعيشون وخاطبوهم باللغة التي يفهمون ويألفون.
6- إن التفرقة بين الأولاد أكبر خطأ يرتكبه الآباء بحق الأولاد، وهو عمل يؤدي إلى التباغض وتبادل مشاعر الكراهية بين الإخوة.

Pages